لكن الطفل يريد أحيانا أن يكون هناك أمان في الحديث، من الممكن أن يعامل أمه أو والده كبئر أسرار لديه ولكن هذا الأمان يجب أن يكون مع الأم والأب، وهذا يتأتى من خلال التربية السوية الصحية والصحيحة.
0
أن يرى الفرد عيوب غيره أسهل عليه، من أن يرى عيوبه، التي هي جزء منه، والتي دائما يحاول تجاهلها والتساهل معها، أو غالبا ما يجهلها بالفعل، الأنانية تطغى على الانسان وعدم التحلي بالموضوعية في الحكم على صفاته، يعميه عن معرفة نقائصه، ولن تظهر له سوى عيوب غيره. لهذا يجب على المرء دائما مراجعة نفسه، ومحاولة تقييم أفعاله وأقواله، عل وعسى يستطيع اكتشاف ولو جزء بسيط من مساوئه، خير له من معرفة كل نقائص غيره.
هناك كثر ممن لا يرون عيوبهم من الأساس، وقد يكون العيوب التي ينشغلون بها بالآخرين هي فيهم وبشكل واضح ولكن لا يدركون ذلك ويدعون المثالية والكمال هؤلاء يقومون بعملية إسقاط عيوبهم على غيرهم، ولو بطريقة غير واعية، مما يجلب لهم الإحساس بالتخفف من سلبياتهم، ويشعرون أنهم خاليون من العيوب، وغيرهم مليء بالنقائص.وهو أسلوب خاطئ، ما يزيدهم إلا تعقيدات إضافية، وبالتالي يلهيهم عن معرفة صفاتهم سلبية، فتبرز لهم الجوانب القبيحة في غيرهم.
في معظم الأحيان أرى أمهات تستسهل عدم إخبار الأب، أو تراه الحل الأمثل، و هو ليس كذلك. بالفعل، إخفاء بعض حقائق الأطفال عن الأب من طرف الأم، ينم عن مشكلة حقيقية في العلاقة بين الزوجين. وعندما نؤكد على ضرورة إطلاع الأب على كل صغيرة وكبيرة في حياة أبنائه، لأنه أولا هذا من حقه، ثانيا مسؤوليته، ومن واجب الأم ومسؤوليتها إخبار الأب بكل شيئ عن أطفالهما، ليس لأنها لا تستطيع حل مشاكلهم أوغير ذلك، ولكن لأن إخباره حقه وواجبه. وقد يحدث
صحيح بسمة، فكرة أن كل تدبير يخص البيت وتربية الأبناء أمر من اختصاص الزوجة، والإنفاق على الزوج، هي فكرة سائدة في بيئتنا العربية، وهذا منبع الخطأ، حيث أنه تم تقسيم للأدوار الأسرية بطريقة تقليدية مجانبة للصواب، لا تعترف بالمسؤولية المشتركة في كل شيئ في الحياة الزوجية من شؤون البيت وتربية الأبناء. وألقيت أعظم مسؤولية ( مسؤوية تربية الأبناء) في المؤسسة الزوجية على عاتق الأم وحدها، وهي الملومة إن سارت الأمور في وجهة غير مقبولة، عندها تجد الأم نفسها مسؤولة عن
أتفق معك رفيق، في البيئات السليمة تحترم الآراء، ويسود الحوار بين أفراد الأسرة، لا مجال للخوف بينهم ولا للتعصب للرأي، وفرضه على الأطراف الأخرى. يبدو أن الخوف من ردات فعل الأب العنيفة، هي ما يجعل هؤلاء الأمهات يخفين الحقائق، ويتحملن عبء المسؤولية وحيدات، رغم ما قد يسببه هذا التصرف الخاطئ من ضرر عليها وعلى الأبناء.
والعاقل أو العاقلة هو من سيرغب في ازدهار شريكه وقوته العقلية التي تسانده بالرأي والمشورة ويكون لمؤسسة الزواج عقلين وأربع عيون وفكرين مميزين، وليس مجموعة مفردة من هذه الإمكانات. أوافقك الرأي، من ذا الذي يريد إضعاف نصفه الثاني، إلا غبي، لا يعرف معنى للزواج والتشارك، الحياة الزوجية تكون سعيدة متى سعد الاثنان، وتتدهور عندما يضعف أحد طرفيها.
أتفق معك فيما ذكرته من الأسباب، التي تجعل الفرد متحكما، ونتائج السيطرة على الشريك وكيفية علاج المشكل. ولكن السؤال الذي يطرح بإلحاح، هو كيف لا يفكر الشريك المستقوي، أن أسلوبه لن يؤدي إلا إلى نفور الشريك منه، والرغبة في الانفصال عنه، ويجهل تماما أن ما يجلبه التعامل بحنو واحترام ودعم من استقرار ورضا على العلاقة، لن يحققه التعامل بقسوة وسيطرة وإهانة، وأنه بتصرفه هذا، لا يعمل إلا على تعميق الشقاق والفرقة والحقد، بينه وبين الطرف الثاني.
عندما يشعر أحد الأطراف بأنه متفوق ويحاول إهانة الشريك أو انتقاده أمام الآخرين، فإنه لا يعبر فقط عن ضعف ثقته بنفسه لانتهاج هذا النهج ولكنه يخلق بشكل مقصود بيئة سامة مبنية على عدم الثقة والتوتر. حقيقة، إنه لأمر غريب، ماذا ينتظر هذا الشريك المستقوي من شريكه؟ أن يتعلق به أكثر مثلا ويحبه ويحترمه أكثر؟ أم ماذا؟ وكيف يتوقع أن تكون ردود أفعال الطرف الثاني؟ ألا يخطر بباله أنه يدفعه إلى كرهه والرغبة في الانفصال عنه، وقد يحقد عليه ويتحين فرصة