أمينة هاشم

1.23 ألف نقاط السمعة
60.4 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
لكن الطفل يريد أحيانا أن يكون هناك أمان في الحديث، من الممكن أن يعامل أمه أو والده كبئر أسرار لديه ولكن هذا الأمان يجب أن يكون مع الأم والأب، وهذا يتأتى من خلال التربية السوية الصحية والصحيحة.
لو فكر الانسان قليلا لما شغل نفسه بعيوب غيره ، وركز على عيوبه الخاصة، وانشغل بسلبياته وحاول إصلاحها، وتطوير ذاته.
أي راحة هذه؟ هي راحة مزيفة، لا تجدي شيئا معرفة عيوب الغير، إنما يهدرون وقتهم وطاقته، في لا شيء.
بل في انه لا يدري ماهي عيوبه ولا يلاحظها.. هي موجودة ولكنها مجهولة بالنسبة له. هنا يكمن المشكل، أنه لا يلاحظ عيوبه، ويرى عيوب غيره بارزة، لأن المسافة التي تفصل بيته وبين مساوئ غيره تسمح له برؤيتها، أما عيوبه فهي في ذاته لصيقة به، يتعذر عليه رؤيتها.
أن يرى الفرد عيوب غيره أسهل عليه، من أن يرى عيوبه، التي هي جزء منه، والتي دائما يحاول تجاهلها والتساهل معها، أو غالبا ما يجهلها بالفعل، الأنانية تطغى على الانسان وعدم التحلي بالموضوعية في الحكم على صفاته، يعميه عن معرفة نقائصه، ولن تظهر له سوى عيوب غيره. لهذا يجب على المرء دائما مراجعة نفسه، ومحاولة تقييم أفعاله وأقواله، عل وعسى يستطيع اكتشاف ولو جزء بسيط من مساوئه، خير له من معرفة كل نقائص غيره.
الذي يهتم بعيوب غيره وينسى نفسه، ناقص عقل، يسعى لمعرفة نقائص غيره، هو يمتلك أكبر عيب : غافل عن عيوبه.
هناك كثر ممن لا يرون عيوبهم من الأساس، وقد يكون العيوب التي ينشغلون بها بالآخرين هي فيهم وبشكل واضح ولكن لا يدركون ذلك ويدعون المثالية والكمال هؤلاء يقومون بعملية إسقاط عيوبهم على غيرهم، ولو بطريقة غير واعية، مما يجلب لهم الإحساس بالتخفف من سلبياتهم، ويشعرون أنهم خاليون من العيوب، وغيرهم مليء بالنقائص.وهو أسلوب خاطئ، ما يزيدهم إلا تعقيدات إضافية، وبالتالي يلهيهم عن معرفة صفاتهم سلبية، فتبرز لهم الجوانب القبيحة في غيرهم.
نعم، الأبناء في الحياة الزوجية مسؤولية عظمى ومشتركة، ولا يحق لأحد من الوالدين إخفاء بعض حقائق أطفالهما عن الآخر، مهما صغرت أو كبرت.
بالفعل محمود، الذي يشغل نفسه بعيوب غيره، يغفل عن عيوبه الخاصة، ويضيع وقته فيما لا ينفعه، فيخيل إليه أنه خاليا من النقائص والصفات السلبية، وما هو إلا بشر مليء بالعيوب، والأصلح للإنسان أن يركز على نفسه، ليصل إلى عيوبه ويصححها.
المشكل ليس في قدرة الأم على حل مشاكل الإبن من عدمها، ولكن في حجب الحقائق في حد ذاته، لأن حياة الأبناء بكل تفاصيلها تخص الأب كما الأم تماما.
أرتأي أن يكون الكلام أمام الطفل، ولكن بطريقة تربوية تباحثية، يعرض الموضوع أمام الكل، ويناقش ويبث فيه، مع إشراك الطفل في الفقوف على الخطأ، وإيجاد الحل.
في معظم الأحيان أرى أمهات تستسهل عدم إخبار الأب، أو تراه الحل الأمثل، و هو ليس كذلك. بالفعل، إخفاء بعض حقائق الأطفال عن الأب من طرف الأم، ينم عن مشكلة حقيقية في العلاقة بين الزوجين. وعندما نؤكد على ضرورة إطلاع الأب على كل صغيرة وكبيرة في حياة أبنائه، لأنه أولا هذا من حقه، ثانيا مسؤوليته، ومن واجب الأم ومسؤوليتها إخبار الأب بكل شيئ عن أطفالهما، ليس لأنها لا تستطيع حل مشاكلهم أوغير ذلك، ولكن لأن إخباره حقه وواجبه. وقد يحدث
ولكن، مفهوم الرجولة لا يفسر حسب الأهواء. الرجولة هي القوة الرحيمة، هي تحمل المسؤولية، هي الإلتزام بالأخلاق والمبادئ، هي النهوض بالواجبات دون التفريط في الحقوق، هي اتقاء الخالق في الأفعال والأقوال، هي الشجاعة في قول الحق دون خشية لومة لائم. هي كذلك التصدق على الفقراء كما ذكرتَ.
حتى لو كانت الأم مقتنعة بالأسباب، التي جعلتها تخفي بعض أفعال الأبناء عن الأب، فهو نهج خاطئ، والاولى أن تصحح مع الزوج الوضعية الخاصة بهما كزوجين، لأنها الأساس لتوفير بيئة أسرية صحية وصحيحة، تسودها الشفافية والوضوح والحوار بالتي هي أحسن، لتنشئة أولاد يتمتعون بالسلام النفسي، والنضوج العقلي.
نعم رنا، كثير من البيئات، يسود فيها هذا التقسيم السلبي للأدوار بحيث كل ما هو داخل البيت وتربية الأبناء من اختصاص الزوجة، والإنفاق فقط على الزوج، في حين أن تربية الأبناء تتطلب تدخل الأب والأم وتعاونهما، ورعايتهما المستمرة لنمو أطفالهما، وتتبع خطواتهم، حتى يكتمل بناء شخصيتهم.
إخفاء بعض الأمهات لأفعال الأبناء عن الأب، ينم عن خلل في أسس مؤسسة الزواج، إذ تفتقر لمبدإ الشفافية والوضوح والتشارك دون خوف أو سوء نية أو غيره.
صحيح بسمة، فكرة أن كل تدبير يخص البيت وتربية الأبناء أمر من اختصاص الزوجة، والإنفاق على الزوج، هي فكرة سائدة في بيئتنا العربية، وهذا منبع الخطأ، حيث أنه تم تقسيم للأدوار الأسرية بطريقة تقليدية مجانبة للصواب، لا تعترف بالمسؤولية المشتركة في كل شيئ في الحياة الزوجية من شؤون البيت وتربية الأبناء. وألقيت أعظم مسؤولية ( مسؤوية تربية الأبناء) في المؤسسة الزوجية على عاتق الأم وحدها، وهي الملومة إن سارت الأمور في وجهة غير مقبولة، عندها تجد الأم نفسها مسؤولة عن
أتفق معك رفيق، في البيئات السليمة تحترم الآراء، ويسود الحوار بين أفراد الأسرة، لا مجال للخوف بينهم ولا للتعصب للرأي، وفرضه على الأطراف الأخرى. يبدو أن الخوف من ردات فعل الأب العنيفة، هي ما يجعل هؤلاء الأمهات يخفين الحقائق، ويتحملن عبء المسؤولية وحيدات، رغم ما قد يسببه هذا التصرف الخاطئ من ضرر عليها وعلى الأبناء.
نعم نخطأ في حق أنفسنا، عندما لا نضع حدودا واضحة مع غيرنا، ونتساهل معهم في تجاوزها، عندما نقبل على أنفسنا أمورا غير مقتنعين بها، لا لشيئ إلا أننا لم نستطع قول "لا، هذا لا يناسبني". عندما لا نقدر أنفسنا، فأكيد لن يقدرنا أحد. نحن من يجب أن نحترم أنفسنا وندلل ذواتنا.
العلاقات التي يريد طرف فيها إضعاف الطرف الآخر، هي علاقات مرضية، وغير صحية، عاجلا أم آجلا ستنحل روابطها وتؤول إلى زوال، لأنها تفتقر إلى مقومات الشراكة الناجحة، التي يسعى كل طرف فيها دعم وتشجيع الطرف الآخر، من أجل إنجاح الشراكة. بينهما.
والعاقل أو العاقلة هو من سيرغب في ازدهار شريكه وقوته العقلية التي تسانده بالرأي والمشورة ويكون لمؤسسة الزواج عقلين وأربع عيون وفكرين مميزين، وليس مجموعة مفردة من هذه الإمكانات. أوافقك الرأي، من ذا الذي يريد إضعاف نصفه الثاني، إلا غبي، لا يعرف معنى للزواج والتشارك، الحياة الزوجية تكون سعيدة متى سعد الاثنان، وتتدهور عندما يضعف أحد طرفيها.      
للاسف فكرة الزواج وربطها بالمهور ودفع المال من شريك لشريك نعم، للأسف الشديد لم يفهم معناها الصحيح، وأصبحت كأن الشريك اشترى شريكه، ويحق له التصرف فيه كأنه ملك له.
أتفق معك، العلاقة الزوجية يجب أن تقوم على الاحترام والدعم المتبادلين والتكامل. أما أن تتحول إلى حلبة للتنافس، فهذا هو الدمار عينه، أي تراحم ومودة واحترام، بعد أن يسعى كل طرف للسيطرة على الآخر، وإخضاعه وإضعافه.
أتفق معك فيما ذكرته من الأسباب، التي تجعل الفرد متحكما، ونتائج السيطرة على الشريك وكيفية علاج المشكل. ولكن السؤال الذي يطرح بإلحاح، هو كيف لا يفكر الشريك المستقوي، أن أسلوبه لن يؤدي إلا إلى نفور الشريك منه، والرغبة في الانفصال عنه، ويجهل تماما أن ما يجلبه التعامل بحنو واحترام ودعم من استقرار ورضا على العلاقة، لن يحققه التعامل بقسوة وسيطرة وإهانة، وأنه بتصرفه هذا، لا يعمل إلا على تعميق الشقاق والفرقة والحقد، بينه وبين الطرف الثاني.
عندما يشعر أحد الأطراف بأنه متفوق ويحاول إهانة الشريك أو انتقاده أمام الآخرين، فإنه لا يعبر فقط عن ضعف ثقته بنفسه لانتهاج هذا النهج ولكنه يخلق بشكل مقصود بيئة سامة مبنية على عدم الثقة والتوتر.  حقيقة، إنه لأمر غريب، ماذا ينتظر هذا الشريك المستقوي من شريكه؟ أن يتعلق به أكثر مثلا ويحبه ويحترمه أكثر؟ أم ماذا؟ وكيف يتوقع أن تكون ردود أفعال الطرف الثاني؟ ألا يخطر بباله أنه يدفعه إلى كرهه والرغبة في الانفصال عنه، وقد يحقد عليه ويتحين فرصة