يبدو لي، أن مشكلتنا الحقيقية مع التراث، هي تقديسه كوحدة غير قابلة للتجزيء والنقد والتصحيح، مما أدى إلى غلق باب الاجتهاد، والحجر على العقول، وسيادة التطرف. عقلنة طرق التفكير، وتكوين الانسان العربي علميا وعمليا ،هو ما يمهد لاستعاب الحداثة، ومواكبة التطورات المتسارعة العلمية والتكنولوجية، رغم الاختلافات الثقافية والاجتماعية.
0
أهلا بك نورا. ولكن أحيانا لا نعرف كيف نحدد الوقت المناسب لمتى أقول كفى، بحيث لا اكون الشخص المقصر ولا الذي يجتهد حتى يصل لمرحلة الإجهاد لنستطيع تحديد الوقت والمجهود المناسبين لعمل ما، لا بد من معرفة قدراتنا وطاقتنا، وتعويد أنفسنا على اليقظة والتساؤل دائما، هل نحن في الطريق الصحيح؟وهل نتقدم بالسرعة المطلوبة؟ والكفاءة المرغوبة؟ ونتحلى بالمرونة، التي تسمح لنا بإجراء التغييرات والتصويبات أنى باتت ضرورية، دون الإحساس بالضغط والقلق من ضياع الوقت والجهد.
كيف نخلق مناعة جديدة ضد تعلقاتنا العاطفية تقديسنا للماضي ورموزه وتجاوز تلك الذاكرة بالمشبعة بالخيال الرومنسي عن الأجداد؟ للقطع مع التعلقات العاطفية وتقديس الماضي، لا بد من إعادة دراسة تاريخنا وتراثنا، بمناهج علمية عقلانية موضوعية، تروم تنقية ماضينا من المغالطات، وتصحيحه، والحرص على بناء العقل العربي، بتكوين العنصر البشري بما يتناسب مع العصر.
يكفي أن ننظر لأين هم الآخرين لنبدأ بالتوازي معهم، حتى نتمكن من اللحاق بالركب الذي تخلفنا عنه منذ قرون لا يمكننا أن نبدأ بالتوازي معهم، دون أن نعد الانسان العربي قبلا، من حيث التفكير، وبناء العقلية العربية، وتكوين العنصر البشري تكوينا علميا عمليا عقلانيا، يجب أن نقطع مع أساليب التفكير العاطفية الماضوية، ونهيئ النشء ليواكب مستجدات التطورات العلمية والتكنولوجيا، ويَقدِر على منافسة مُجايليه من الأمم المتقدمة.
أن يرى الفرد عيوب غيره أسهل عليه، من أن يرى عيوبه، التي هي جزء منه، والتي دائما يحاول تجاهلها والتساهل معها، أو غالبا ما يجهلها بالفعل، الأنانية تطغى على الانسان وعدم التحلي بالموضوعية في الحكم على صفاته، يعميه عن معرفة نقائصه، ولن تظهر له سوى عيوب غيره. لهذا يجب على المرء دائما مراجعة نفسه، ومحاولة تقييم أفعاله وأقواله، عل وعسى يستطيع اكتشاف ولو جزء بسيط من مساوئه، خير له من معرفة كل نقائص غيره.
هناك كثر ممن لا يرون عيوبهم من الأساس، وقد يكون العيوب التي ينشغلون بها بالآخرين هي فيهم وبشكل واضح ولكن لا يدركون ذلك ويدعون المثالية والكمال هؤلاء يقومون بعملية إسقاط عيوبهم على غيرهم، ولو بطريقة غير واعية، مما يجلب لهم الإحساس بالتخفف من سلبياتهم، ويشعرون أنهم خاليون من العيوب، وغيرهم مليء بالنقائص.وهو أسلوب خاطئ، ما يزيدهم إلا تعقيدات إضافية، وبالتالي يلهيهم عن معرفة صفاتهم سلبية، فتبرز لهم الجوانب القبيحة في غيرهم.
في معظم الأحيان أرى أمهات تستسهل عدم إخبار الأب، أو تراه الحل الأمثل، و هو ليس كذلك. بالفعل، إخفاء بعض حقائق الأطفال عن الأب من طرف الأم، ينم عن مشكلة حقيقية في العلاقة بين الزوجين. وعندما نؤكد على ضرورة إطلاع الأب على كل صغيرة وكبيرة في حياة أبنائه، لأنه أولا هذا من حقه، ثانيا مسؤوليته، ومن واجب الأم ومسؤوليتها إخبار الأب بكل شيئ عن أطفالهما، ليس لأنها لا تستطيع حل مشاكلهم أوغير ذلك، ولكن لأن إخباره حقه وواجبه. وقد يحدث
صحيح بسمة، فكرة أن كل تدبير يخص البيت وتربية الأبناء أمر من اختصاص الزوجة، والإنفاق على الزوج، هي فكرة سائدة في بيئتنا العربية، وهذا منبع الخطأ، حيث أنه تم تقسيم للأدوار الأسرية بطريقة تقليدية مجانبة للصواب، لا تعترف بالمسؤولية المشتركة في كل شيئ في الحياة الزوجية من شؤون البيت وتربية الأبناء. وألقيت أعظم مسؤولية ( مسؤوية تربية الأبناء) في المؤسسة الزوجية على عاتق الأم وحدها، وهي الملومة إن سارت الأمور في وجهة غير مقبولة، عندها تجد الأم نفسها مسؤولة عن