في كل مرة نتصفح فيها الويب، أو نتسوق عبر الإنترنت، أو نتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، فإننا نترك ورائنا بصمة رقمية وهي تلك البيانات التي ترسم بشكل جماعي صورة تفصيلية لأنشطتنا وتفضيلاتنا وسلوكياتنا عبر الإنترنت.
ماذا يعني هذا بالنسبة لي أو لأي مستخدم إنترنت عادي آخر؟ يعني ذلك أن بياناتنا الشخصية ليست موجودة فحسب، بل يتم استخدامها أيضًا بشكل نشط وغالبًا دون موافقتنا الصريحة أو علمنا، حيث تقوم الشركات بتتبع سلوكنا عبر الإنترنت لاستهدافنا بإعلانات مخصصة، وتحلل الخوارزميات بياناتنا للتنبؤ بتفضيلاتنا، وفي بعض الحالات قد تقع معلوماتنا في أيدي جهات فاعلة ضارة تسعى إلى استغلالها لأغراض سيئة.
تخيل أن شخصًا ما يمكنه الوصول إلى حسابك المصرفي أو معلومات بطاقة الائتمان الخاصة بك فقط لأنه عثر على بياناتك الشخصية عبر الإنترنت! إنها فكرة مخيفة، ولكنها احتمالية حقيقية عندما لا تكون بياناتك محمية بشكل كافٍ.
لذا وبالنسبة لي، فأنا أقوم باتخاذ بعض التدابير التي من شأنها إزالة أغلب بياناتي من الإنترنت، فإذا كانت بياناتي موجودة على موقع ويب مدرج في نتائج بحث جوجل أقوم بإزالة نفسي من نتائج بحث جوجل، كما أتخلص من عناوين البريد الإلكتروني والحسابات الاجتماعية التي لم أعد أستخدمها وذلك عبر حذف الحسابات نهائيًا أو تسجيل الدخول إلى الحساب، والانتقال إلى الإعدادات أو قسم إدارة الحساب، وتحديد خيار إلغاء تنشيط الحساب أو حذفه.
كما أقوم بمراجعة إعدادات الخصوصية المتوفرة على كل نظام أو متصفح أو خدمة أستخدمها. على سبيل المثال، أقوم بحصر من يمكنه رؤية معلومات ملفي الشخصي ومنشوراتي وصوري على منصات التواصل الاجتماعي على الأصدقاء أو مجموعات محددة فقط.
لذلك دائمًا عندما أقوم بإدخال معلوماتي على مواقع الويب المختلفة أو منصات التواصل الاجتماعي، أدرك أن هناك احتمال أن تتعرض بياناتي للخطر، سواء كان ذلك بسبب القرصنة، أو عدم كفاية التدابير الأمنية، أو حتى مجرد خطأ بسيط، وكما يقال "غلطة الشاطر بألف".
التعليقات