ظاهريًا، هي شبكة جميلة بسيطة وملونة، تتكون من مجموعة صفوف وأعمدة، لكها أكثر وأعمق من ذلك بكثير، كونها توثيق للعناصر الموجودة في الكون.. نعم، وبالتأكيد هي «The periodic table - الجدول الدوري»، والذي نحتفل في هذه الأيام بمرور 150 عالم على صدور نسخته الأولي.
حيث يستند الجدول الدوري الذي نستخدمه اليوم إلى الجدول الذي ابتكره ونشره الكيميائي الروسي «Dmitri Ivanovich Mendeleyev - ديميتري إيفانوفيتش مندلييف» في عام 1869.
ويُعد «مندلييف» (1834-1907)، أول من ساهم في جدول العناصر الدوري. ويمتلك شهرة كبيرة كونه أول من فكر في إنشاء النسخة الأولى له، حيث نشر كتابه «العلاقة بين الخصائص والأوزان الذرية للعناصر» وكان يحتوي على أول جدول وضعه للعناصر الكيميائية في 6 مارس عام 1869.
هكذا وُلد الجدول الدوري في المنام:
في عام 1869 نشر «مندلييف» كتابه «مبادئ الكيمياء». والذي أراد فيه تبسيط موضوع الكيمياء، وفي قلب الموضوع كانت العناصر الكيميائية والتي أراد تنظيمها في مجموعات.
كان «مندلييف» يريد أن يجمع العناصر الكيميائية المعروفة بطريقة سهلة وسلسة تحدد صفاتها، فقرر أن يكتب صفات كل عنصر على بطاقة خاص به، ثم رتب البطاقات المنفصلة حسب مجموعات العناصر المختلفة ووضعها على الطاولة.
ثم دخل لينام قليلًا، ولكن عندما استيقظ ادعى أنه رأى في الحلم الطاولة، حيث وضعت جميع العناصر في مكانها كما هو مطلوب. وبعد أسبوعين نشر كتابًا ثانيًا بعنوان «العلاقة بين الخصائص والأوزان الذرية للعناصر».. وهكذا وُلد الجدول الدوري.
وسرعان ما اكتشف أنه إذا جمع العناصر طبقًا لوزنها الذري في قوائم قصيرة تحت بعضها، وجمع العناصر ذات الصفات المتشابهة في أعمدة، فأن ذلك سيكون من الأفضل.
ثم تقدم «مندلييف» في عمله خطوة إلى الأمام فرسم جدولًا سماه «الجدول الدوري للعناصر» ورتب فيه العناصر فيه طبقًا لوزنها الذري وتشابهها في الصفات.
وجد «مندلييف» أنه يستطيع ترتيب العناصر الـ 65، والتي كانت معروفة في الشبكة أو الجدول بحيث يكون لكل عنصر:
- وزن ذري أعلى من ذاك على يساره. على سبيل المثال، يتم وضع المغنيسيوم (الوزن الذري 24.3) على يمين الصوديوم (الوزن الذري 23.0):
- خصائص كيميائية مماثلة لعناصر أخرى في نفس العمود، أو بعبارة أخرى التفاعلات الكيميائية مماثلة. فعلى سبيل المثال، يتم وضع المغنيسيوم في عمود الأتربة القلوية، مع عناصر أخرى تكون تفاعلاتها متشابهة:
أدرك «مندلييف» أن الجدول الذي أمامه سيقلب أوضاع الكيمياء رأسًا على عقب. والأكثر من ذلك، أنه رأى أن جدوله كانت غير مكتمل، فوضع مساحات فارغة، يجب أن تكون فيها العناصر التي لم يكتشفها أحد وقتها.
فقد أحسن التوقع عندما ترك أماكن خالية في بعض المجموعات ثم أضاف فيها عناصر أخرى ثم اكتشافها في السنوات التالية.
ولم يلق هذا الجدول ترحيبًا شديدًا في بداية الأمر، لكنه أصبح بعد ذلك طريقة معيارية لتصنيف العناصر الكيميائية. وفيما بعد تم اكتشاف العنصر رقم 101 في جدول مندلييف عام 1955، وقد سمي هذا العنصر مندليفيم عرفانًا وتقديرًا بجميل صنيعه في هذا المجال...
التعليقات