"الجوكر"، بلا شك أنّه الفيلم الأشهر هذا العام والذي ترقبه الكثيرون، بل وذاع صيته عند الإصدار في صالات العرض بكافة الدول، وعلى المستوى الإلكتروني، كان الحدث الأبرز الذي شغل المستخدمين، وأصبح "ترنداً" في جميع شبكات التواصل الاجتماعية على مدار شهر أكتوبر 2019، تجاوزت إيراداته مليار و16 مليون دولار، وفاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي، وهناك العديد من الحملات التي تُطالب بترشيحه لجوائز أوسكار 2020م، وبالرغم من ذلك، وجد الفيلم، انقساماً كبيراً بين صفوف المشاهدين، فهناك من رأى بأنّه فيلم "عظيم"، وسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، في حين اعتقد آخرون أنّ الفيلم ليس سوى "تسويق مبالغ فيه"، ولم يقف ذلك عند الجمهور وحسب، بل وتمّ الانقسام على مستوى النُقاد الفنيين أيضاً، فأصبح الفيلم أشبه بظاهرة مثيرة للجدل!

 لنتحدث هنا عن رأيي الشخصي، أرى أنّه بالرغم ممّا قيل من أنّ الفيلم يُحرّض على العنف، إلا أنّني عند مشاهدته، لم أُلاحظ العنف الوحشي الذي يتحدثون عنه، إذا قمنا بمقارنته بالكثير من أفلام الرعب والأفلام الدموية التي تحوي مشاهد قطع الأعضاء، أكل لحوم البشر وعظامها وشرب الدماء، وغيرها من المشاهد المقلقة والمريعة جداً، أضف إلى ذلك، أنّ الفيلم يتحدث عن مُهرج يُحاول صُنع البهجة ورسم الابتسامة على وجوه الآخرين، بالرغم من بؤس حياته، هذا المهرج مُصاب بمرض نفسي، نتج عن بيئته المسمومة التي أخفقت في التعامل معه وصنعت منه "مجرما يائساً" في لحظةٍ ما!

رأت بعض المؤسسات الفنية العالمية أنّ الفيلم يُحرض على ظهور المجرمين وارتكاب جرائم العنف، وأرى أنّ الفيلم تحفة فنية، صاغت بعض المساوئ التي تحويها هذه المجتمعات وتعاملها الغير عادل "إنّ استطعنا القول" مع بعض الطبقات الاجتماعية وقضاياهم الشائكة، ما يدفع البعض منهم لمحاولة الانتقام بأبشع الطرق، لذا فالفيلم أضاف بٌعداً إنسانياً للجريمة ربما لم يتقبله البعض!.

من وجهة نظري الشخصية، أبهرني الفيلم بكافة تفاصيله، بدءاً من إتقان" خواكين فينيكس" للدور، التسلسل المنطقي للقصة، الموسيقى التصويرية واختيار بعض الأغنيات العظيمة مثل "smile "، "That’s life"، "white room" وغيرها من الأغاني التي ظهرت بشكل متميز ومتزامن مع الأحداث.

ماذا عنكم، هل كنتم من محبي جوكر "فينيكس" أم المستاءين منه؟!