هل تعتقد أن الأفلام يمكن أن تؤثر في ثقافة المجتمع والقضايا الاجتماعية؟ وهل يمكنك ذكر مثال على ذلك؟

بالتأكيد، في رأيي تؤثر سلبًا في ثقافة المجتمع، فالشائع حاليًا أنها تركز على السلبيات التي كانت حالات نادرة، لتجعل منها بطولات ورموزًا لحالات عامة، بل وأن الأجيال الجديدة تتعلم تلك النماذج وكأنها واقع ومثال يحتذى.

بالنسبة للأمثل فلا يخفى عليك أنور انتشار رموز "للبلطجة" على انهم رموز "للجدعنه"، وإعطاء المشاهدين خاصة الشباب الطرق المثالية لإنشاء مثل تلك النماذج، وكذلك انتشار بعض المصطلحات المسيئة على انها مصطلحات عادية متداولة لأبطال شجعان.

من الناحية الإيجابية نعم هنالك أفلام مصرية قديمة أسهمت في تغيير قانون مثل فيلم جعلوني مجرما وأريد حلا، حيث ناقشا قضايا اجتماعية وقانونية الأول عن الصحيفة الجنائية للمواطن والثاني عن حق الزوجة في الخلع تحت ظروف معينة، وغيرهم، فالأفلام لها تأثير ولكني لا أحبذ فكرة التأثير السلبي، لأنه بالفعل هذه المشاهد من البلطجة وخلافه موجودة بالفعل في المجتمع، ولكن بعض الأفلام تقدمها بصورة غير واقعية كاملة لهذا يعتقد البعض أنها تشويه وأنها تؤثر على الأطفال والشباب الصغير، ولا أنكر هذا التأثير ولكن هذه الأمور موجودة في المجتمع ومن يتأثر به سيتأثر في كل الأحوال عندما يرى الواقع ويتعامل معه، ومن لن يتأثر لن يتأثر لأنه لا يريد أن يكون هكذا، فلن نضع السبب على الفيلم المعين، بل ننظر إلى طريقة التربية التي نتبعها لأنها لو كانت جيدة فلن يحدث هذا التأثير.

نعم بالتأكيد! لنأخذ أفلام ديزني كمثال، اليوم نرى كلمة سندريلا تطلق في كل أنحاء العالم كإطراء على الفتاة عندما تكون جميلة، أو علاء الدين والمصباح السحري الذي صار موجوداً كسؤال تحليلي يدل على الشخصية، ومن سؤال ماذا ستطلب لو ظهر لك مارد سحري في الطريق يتم تحليل اضطراباتك وشخصيتك ومشاعرك، وهذه أبسط الأفلام، فلدينا أفلام تاريخيّة مثلاً ساهمت في تعزيز سردية همجية العرب، ثقافة المجتمع دوماً ما تؤسّس على القوى الناعمة التي اليوم من ضمنها الأفلام.