بادئ القول أننا أمام خلفيتين ثقافيتين مختلفتين تماما ، فصناع الفيلم لا يعولون سوى على العلم فى تفسير ظاهرة الحب فى توليفة رائعة بين ما هو ثابت علميا وما تم تخيله ، أما مولانا جلال الدين الرومى فإنه يعتمد على الايمان فحسب فى تفسير أغرب ظواهر الكون : الحب .
ورغم اختلاف المرجعية إلا أن كلاهما يعترف بغرابة الحب ، وأنه سر عظيم ، وأن فى هذه المساحة من المشاعر توجد أسرار لم يتم الوصول إلى كنهها بعد ، راجع مشهد آان هاثاواى فى الفيلم عندما دلها حبها على الخيار الأصوب بشأن الكوكب الذين سيهبطون عليه وهنا تم تفسير الأمر من خلال مشهد ماثيو ماكونهى وهو يرى نفسه و يحاول أن يحذرها خالقين توليفة من العلم و خيال المؤلف لا أروع ولا أبدع منها كتصور عن أمر مجهول لكن جميعنا يشعر به : الحب .
أما عن مولانا فنقتبس من كتابه " فيه ما فيه " عندما يتحدث عن الحب و الخوف المُلقى فى قلب الولى وهو لا يعلم سرهما فيقول أنهما يأتيا من المشاهدة و التأمل و ليس من الدليل أو البرهان ، ذلك لأن الحق قد أظهر له على نحو لا لبس فيه أن الأشياء كلها منه سبحانه و تعالى ، والفيلسوف يعرف هذا لكن من خلال البرهان و الدليل .... صـــ84 .
لم أقصد هنا المقاربة بين الدين و العلم او الفن ، ولكننى قصدت الإشارة إلى غرابة الحب وقدرته على التجسد فينا رغم امتلاكه سر عظيم لم يُكشف بعد على نحو قاطع ، وأنتم ما رأيكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
التعليقات