اليوم مع ضعف العملة المحلية للعديد من الدول العربية مقابل الدولار أو اليورو أصبح العمل خارجا ميزة كبيرة بتوفير الكثير من الوقت وتحصيل أكثر قيمة مالية، لكن فرص العمل والإجراءات هما العائق الأكبر، هل تتفقون مع ذلك أو لديكم تعقيب آخر؟
ميزة العمل في الخارج
كل مكان يأتي بتحدياته. أستغرب ممن يرسمون حلم السفر وكأن الراحة الأبدية التي لا تعب بعدها متناسيين أن الغربة في بلد أجنبي تأتي بتحدياتها المختلفة نوعًا ما. نعم قد يؤمن الشخص الجانب المادي (حتى بعد فترة من استقراره بالبلد الجديد) وينجح في الحصول عليه، ولكنه على الناحية الأخرى يخسر بعض الأمور التي عليه وضعها في الحسبان وتحديد قيمتها بالنسبة له قبل أن يخسرها، فعلى سبيل المثال:
- البعد عن العائلة والأصدقاء.
- تحدي اللغة أو اللهجة الجديدة، والاعتياد على ثقافة مختلفة بالكامل.
- العنصرية والمعاملة السيئة من بعض الأشخاص.
- أن يصبح يومك بالكامل عبارة عن عمل وإنتاج ولا مجال للترفيه الذي تعودت عليه.
- الأصعب أنك حين تعود إلى بلدك تعامل كضيف، وحين تكون بالخارج أنت ضيف بالفعل.
أرى البعض يقولون إنه من المستحيل بالنسبة ترك بلادهم والعيش في بلد أخرى لأنه من الصعب عليهم خسران الأجواء التي اعتاوا عليها في وطنهم، وهذا به شيء من المنطقية.
الانسان من طبعه الترحال والبحث عن رزقه أينما كان، لذلك سافر فانت لست شجرة لترتبط بجذورك، هناك نماذج كثيرة نجحت في تخطي تحديات الغربة واستطاعت الإندماج مع العالم الغربي دون الإنسلاخ عن أصولها ومبادئها، إذا كانت الغاية هي العمل وكسب الرزق فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضله.
السفر والترحال أمر والهجرة أمر آخر وهناك الكثير من الحث في ديننا ألا يهاجر الإنسان لبلاد الكفر، وأنا بصراحة أختلف مع نظرتك تلك بالطبع هناك من ينجحوا في الحفاظ على هويتهم ودينهم في هذه البلاد لكنهم قلة وهناك دراسات توضح أن دائمًا كل جيل يبعد قليلًا عن الذي قبله والجيل الثالث تقريبًا يكون فقد أي ارتباط له بتقاليده وتعاليم دينه ان لم يبحث هو عنها، هذا بالإضافة إلى أن التعليم في بلدان الغرب على سبيل المثال أصبح يفرض على الأطفال والطلاب أن يدرسوا القيم الغربية وكأنها الحق المطلق بل وبعض هذه البلدان تختطف الأبناء بحجة أنهم في خطر فقط لأن أهلهم يربونهم تربية دينية محافظة مثل السويد على سبيل المثال.
نعم، السفر لأجل هدف محدد، هذا ما نتحدث عنه، هناك من سافر لأجل السياحة ورجع، ومنهم للدراسة، وغيرهم للعمل ، وضوح هدف السفر من البداية مهم جدا، أما من أراد أن يعيش في الخارج خاصة بعائلته فعليه الاختيار جيدا أي مدينة ستكون مناسبة له.
بالطبع السفر من أجل هدف محدد أمر محبذ لكن حتى هذا فإن كان الشاب يخشى عليه الفتنة أو يعرف من نفسه أنه قد يضعف أمام أن يصبح الحرام متاحًا له في كل مكان فأعتقد أن الأمر هنا يجب فيه حساب الأمور بمنطقيه حتى لا يضيع الإنسان من أجل شيء قد لا يستحق، لكن أعتقد أنه في بعض الأحيان يمكن التغلب على ذلك باختيار مكان يكون فيه عدد من المسلمين ومسجد وما شابه حتى يعينه ذلك، أما أمر الهجرة فهو موضوع كبير لأن هناك البعض مثلًا ممن تفرض عليهم الظروف هذا وغير ذلك من الأمور لكن ما سأقوله فقط بخصوص هذا الأمر أن الهجرة بالعائلة يجب أن يحسب المرء حسابها ألف مرة.
التعليقات