تصفحت بالأمس موقع زاش xash الذي يغط في سبات منذ سنوات (و يبدو أن السبات أثر على سرعة تصفح الموقع). الموقع -لمن لا يعرفه- مهتم بالأعمال الإبداعية، و المحتوى فيه -حسب تعبيرهم- غير مرتبط بوقت، و يعني هذا أن المحتوى يحتفظ بقيمته لفترة طويلة من الزمن، و لا يفقدها مع الوقت. ما وجدته بالأمس محتوى قد انتهى. كنت أظن أن هذا المحتوى لا علاقة تجمعه، لكن يبدو لي وجود علاقة تجمع هذا المحتوى. هذا الموضوع وجهة نظر شخصية للقارئ أن يختلف معي.
رضا الناس غاية ...
منذ أيام بدأت بلعب The Evil Within. لعبت اللعبة قبل سنوات لكن لم أكمل بسبب البداية، لكن هذه المرة قررت قضاء وقت أكثر في اللعبة. أسلوب اللعب يشبه في بعض عناصره Resident Evil نسخة الريميك لكن بطابع حديث. أتفق في ضعف القصة، لكن ما يهم أسلوب اللعب في اللعبة. تعجبني صراحة الكاتب في أنها أقل من "التوقعات". اللعبة لو أخذنا جانب اللعب ممتازة، لكن التوقعات أثرت على اللعبة. ذكرت في موضوع سابق عن Cyberpunk 2077 و أن التوقعات أثرت. ذكرت رأيي أكثر من مرة. الأفكار الجديدة انتهت. الموجود إعادة تدوير أفكار سابقة مع استغلال التقدم التقني. الأمر يشبه السينما الأمريكية التي تشبعت (هذا موضوع آخر قد أكتبه عن عالم مارفل السينمائي و لماذا هو من أفضل ما أنتجته السينما الأمريكية). لا أعلم ما ستفعله القصة لو كان أسلوب اللعب سيئاً و مملاً.
التطبيل الذي لا ينتهي
يقودنا موضوع أولوية القصة لموضوع كوجيما. أثارت لعبة Metal Gear Solid 5 المجزأة الجدل حول كوجيما. حسم كوجيما بعد ذلك الجدل حوله بعد صدور Death Stranding. حسب ما قرأته و اطلعت عليه من مراجعات و نصوص نقدية حول اللعبة الأخيرة اللعبة "جموح الموت"، القصة ممتازة و أسلوب روايتها رائع، لكن لا ينعكس هذا على أسلوب اللعب. المهمات توصيل طرود، و توصف أحياناً لعبة محاكاة مشي Walking Simulator. مطبلو كوجيما يرون أنه اخترع جنرا genre جديدة للألعاب بهذه اللعبة. التطبيل الذي حصل عليه كوجيما. من المقاطع التي وجدتها في تويتر مرة و استخدمت للسخرية من اللعبة مقطع يتحدث فيه نائب في البرلمان العراقي عن مشكلة الانتخابات في بلده، و بداية المقطع تصف أسلوب اللعب.
التطبيل فكرة و الفكرة لا تموت، بل تتشكل بأشكال جديدة كل مرة. التطبيل له أسبابه من ضمنها عامل fanboyism. أرى التطبيل للمخرج ميازاكي (المسؤول عن ألعاب سولز و ليس المقصود هنا مخرج الأنمي المعروف و الذي يستحق التطبيل لكنني أرفض التطبيل مهما كان الشخص). بعضهم يعلل التطبيل بالأفكار الجديدة. يرون كوجيما أو ميازاكي (أياً كان من يطبل له) قد أبدع في الألعاب التي اخترعها، و أتى بشيء جديد لم يكن موجوداً قبله. أنا لا أعلم ما أهمية الفكرة إن كانت اللعبة مملة.
عندما تسبب اللعبة لك الملل
في 2014 و بعد أن رأيت الأفكار المختلفة التي تقدمها ألعاب المستقلين آنذاك، توقعت الكثير لتلك الألعاب و لمطوريها. قد كنت على خطأ. لعبت في ذلك الوقت مجموعة من تلك الألعاب و لعل أبرزها Super Meat Boy و Braid و Fez التي تعد أبرز ألعاب المستقلين في ذلك الوقت. لم أكمل أياً منها و انقطعت عنها حتى عدت لألعبها في 2016. لم أكن بتلك الحماسة التي كنت عليها عندما لعبت تلك الألعاب أول مرة. خلال تلك المدة، لعبت مجموعة من ألعاب AAA. بعد عودتي لتلك الألعاب لم أرى فيها ما يجعلني ألعبها مرة أخرى. أتابع ماراثونات التختيمات السريعة speedrun و أبحث دائماً عن ألعاب المستقلين، لكن يبدو أن نفس الشعور يشعر به غيري. لا أريد التفصيل أكثر فقد ذكرت رأيي في موضوع سابق.
الجانب المادي مهم لتطوير لعبة جيدة، لكنه طبعاً ليس الأساس ليصنع لعبة جيدة.
عندما تحرق أموالك بنفسك
هذه المرة رسم توضيحي يبين إحصائيات حول التمويل الجماعي، و منه نعرف أن أكثر التمويل للألعاب. حصل بعض تلك المشاريع على تمويل ضخم و نسبة أضعاف المبلغ المطلوب، لكن النتيجة كانت سيئة، لعل أبرزها جهاز OUYA و لعبة Mighty No. 9 و ريميك System Shock و تخبط المطورين. نهاية الموضوع رابط لموضوع فيه مقابلة مع مهندسي 1sheeld و هو إضافة لألواح أردوينو Arduino (أنا جربت هذه الإضافة مع لوح أردوينو، لا حاجة لأذكر أن هذه الإضافة سيئة و دعمها انتهى سريعاً و يوجد أفضل منها بكثير). مشكلة التمويل الجماعي أننا لا نحصل عادة على نموذج أولي للمنتج النهائي الذي قد يصدر. لا نسخة تجريبية من اللعبة التي نريد أن نتعرف عليها أكثر. يغامر بعض المتحمسين و يريم أمواله على مشاريع لا يضمن نتائجها. حماس الجمور سبب يجعل هذا الجمهور يمول مشاريع مجهولة المصير و النهايات، و مع الحماس يأتي رفع سقف التوقعات، و طبعاً بعد التوقعات ... نعود للموضوع الأول.
زبدة الموضوع: توقعوا القليل من أي شيء. توقع الكثير قد يعود علينا بالحسرة و الندم و خيبة الأمل. تقبلوا الواقع و سيأتي شعور الرضا و التقبل.
التعليقات