في اللحظة الحالية التي أحدّثكم فيها، وصلت قيمة الدولار الأمريكي إلى 19,10 جنيه مصري. هذه القيمة غير مسبوقة لمن لا يعلم، وهو الأمر الذي يسبّب اضطرابًا شديدًا في الوقت الحالي بين خبراء الاقتصاد والمهتمين بعالم ريادة الأعمال بشكل عام، ويتنبّا البعض أنه سيكسر حاجز الـ23 جنيهًا بسرعة غير متوقّعة.

أمّا عمّا يعنيني بشكل شخصي من هذه المسألة، فبالإضافة إلى اهتمامي الدائم بأن أتقاضى أرباحي بالدولار الأمريكي في الفترة الحالية والقادمة لتغطية فارق العملة قدر الإمكان، فأنا أعتني بجانب آخر من هذا الأمر، جانب قد يكون سلاحًا ذا حدّين كما يراه البعض.

ماذا تفعل لو كنت صاحب مشروع ناشئ في مصر؟

أحلم على الدوام، على الرغم من دخولي أي مجال مهني، بأن يكون لي مشروعي الشخصي. وكما أشرتُ أكثر من مرة هنا على المنصة، فأنا أحلم بأن أبدأ مشروع ناشئ يعتني بكل ما يخص صناعة النشر والورق وخلافه، سواء كان طباعة الكتب أو الأوراق أو المجلّات.. إلخ.

لكن أزمة مثل هذه وصلت بقيمة الدولار الأمريكي إلى ذروة غير مسبوقة في مصر على الأقل، وهو الأمر الذي يضع العديد من التحدّيات أمام أي شخص يبدأ ريادة أعماله الخاصة.

وبما أنني أعتني بمجال يعتمد بشكل أساسي على حركة الاستيراد الخاصة بالورق وغيره من الخامات، فالأمر سيكون أكثر صعوبة من أي فترة مضت، لأن الاستيراد في هذه الحالة هو مخاطرة قد تكون أحد أسباب الانتحار الاستثماري لأي مشروع ناشئ.

لذلك فإن الحلول التي طرأت على رأسي لو كنت صاحب مشروع ناشئ في الظروف الحالية تعدّدت بين تغيير مجال الاستثمار، أو الاعتماد على المنتج المحلّي، أو حتى الاستثمار في الأسهم بدلًا من المخاطرة في عالم الاستيراد وأزمة العملة الصعبة. ولكل منهم مشكلاته للأسف.

لو كنت صاحب مشروع ناشئ وتعاصر الظروف الحالية للانخفاض غير المسبوق لقيمة العملة، ما هو الحل الأنسب في رأيك؟