اليوم ميعاد كشفى عند الطبيب النفسى،ذهبت

وانا اعانى من وساوسى وموجة من الاكتئاب.

انتقيت كرسى للجلوس وانتظار دورى للدخول للطبيب.

كانت العيادة مكتظة بالمرضى وذويهم،كان المرضى من كافة الفئات القروييين واهل المدينة،فالمرض النفسي لا يفرق بين البشر ،لا يفرق بين الغنى الفقير ،الجاهل والمتعلم ،اهل المدينة والقرية.

لفت نظرى شاب عشرينى نحيف بنظارة طبية،فهو وانا الوحيدان اللذان لم نحضر مع ذوينا.

كان بينى وبين الشاب كرسى فارغ فجلست عليه حتى أكون بجانب الشاب مباشرتاً.

بدات الحديث مع الشاب قائلاً بانه مألوف الشكل بالنسبة إلى ،وجدت الشاب متحفظ في الحديث معى،وهذا كان بالشئ العادى ،فالمرض النفسى بالنسبة لنا وصمة عار،وكأن المرض النفسى مختلف عن سائر الأمراض،وكأن المرضى هم السبب في المرض.

بدأت بالحديث عن نفسى وما اعانى من الوسواس القهرى والاكتئاب ورحلة العلاج الخاصة بى،بادرنى الفتى بالقول انة خريج كلية الحاسبات والمعلومات،وأنه يعانى من القلق والأكتئاب مذ ما يربو عن الثلاثة أعوام.

عملت من الفتى انه لا يعمل منذ تخرجة ،وأنه يذاكر منزلياً.

كنت احدث الشاب عن تجاربى مع المرض وميزات الرياضة في التقليل من اعراض الأكتئاب والقلق.

كان مجرى الحديث عادياً حتى استشفيت من الفتى مقدار معاناته،كنت أحكى للفتى بأنى عندما امارس الرياضة لساعة أظل بلا قلق او أكتئاب لمدة يومين،نظر لى الفتى قائلاً"يومين بحالهم من غير قلق ولا أكتئاب ده ممتاز"،أيقنت بمقدار ما يعانى الفتى.

حان الآن ميعاد دخولى للطبيب،مددت يدى لأسلم على الشاب ،كانت يد الفتى بارده على الرغم أننا بفصل الصيف.