يقولون أن عالم الأعمال عالم قاسى ولا يرحم أحد، البعض يخرج منتصر، والبعض يكتب له النجاة، ام الغالبية فتخرج منهزمة من أول جولة، ولكن إذا كان هذا صحيح فكيف استطاعت بعض الدول التحايل على الأمر؟

استطاعت بعض الدول أن تنشط السياحة بداخلها دون حتى أن تحاول ذلك، بل قل أنها لما تطلب ذلك على الإطلاق، فمجرد شيوع أحد الأنشطة الغريبة والغير مألوفة داخلها، حتي تصبح هذه الدول مزارًا عالميًا هامًا، بل قل أن العديد من شركات السياحة قامت على هذه الفكرة فقط واستطاعت أن تجنى الملايين، ومن هذه الأنشطة الغريبة هى سياحة الموت.

ينقسم هذا النوع من السياحة إلى عدة أقسام، كلا منها لا يقل غرابة عن سابقه، ولكن هناك الكثير من البشر الذين يعشقون هذا النوع تحديدًا من الأنشطة السياحية المختلفة، بل يتسابقون لمعرفة أماكن جديدة منها أيضًأ.

زيارة المقابر.

هناك من يفسر سياحة الموت بأنها السياحة التي تشير فقط إلى زيارة المقابر، ولا ليس مقصود بها المقابر الأثرية كمقابر الفراعنة أو مقابر الحضارات القديمة، بل مقابر الأنسان الحديث. لا تندهش فهناك مقابر خاصة للمشاهير و قادة العالم والتي يتهافت الكثيرون لزيارتها، ففي فرنسا يوجد دليل سياحي خاص يسمى دليل المقابر، وفيه يتم الإشارة إلى جميع مقابر المشاهير التى يمكن زيارتها، بالإضافة إلى وجود تقسيمات مختلفة تناسب عمل المتوفى، فيوجد مقابر العلماء، ومقابر الفلاسفة، ومقابر الساسة، ومقابر العسكريين، و مقابر قادة الرأي.

وليست فرنسا وحدها التي يعتمد جزء من اقتصادها على سياحة الموت، بل يوجد العديد من الدول التي تسير على نفس النهج مثل كلا من نمسا و الولايات المتحدة الأمريكية. الغريب في الأمر أن هناك من يسافر ويجول العالم بحثًا عن المقابر الرائعة، ونقصد بالرائعة هنا بالرائعة في تصميمها الهندسي والمعماري الفريد، ولا يهم من كان صاحبها، مشهور هو أو من عامة الناس، بل كل ما يجذب هؤلاء هو المقبرة وحسب، المقبرة والمقبرة فقط.

الموت الرحيم.

الموت الرحيم _ عملية انتحار تتم بموافقة الدولة قانونيًا وتحدث غالبًا بمساعدة الطبيب_ وهذا النوع من الموت يتم السماح به في دول مثل بلجيكا، لوكسمبورغ، هولندا وسويسرا، وبعض الولايات الأمريكية مثل أوريغون وواشنطن. ويرجع الفضل إلى انتشار هذا النوع من السياحة بكثرة هو طرح أفلام تناقش فكرة الموت الرحيم وأهمها فيلمى me before you الأمريكي، و فيلم guzaarish الهندى، والذي ذكرا كلا منهما سويسرا كدولة مستقبلة لطلبات الموت الرحيم، مما جعل الكثيرين يتوافدون إلى هذه الدولة بدافع الفضول لمشاهدة كواليس هذه الإجراءات، ولمتابعة المشاعر الإنسانية التي تنتاب الجميع حينها.

الأماكن المدمرة.

يطلق على هذا النوع من السياحة بالسياحة السوداء، وفيها ينتاب بعض الأشخاص الهوس بزيارة الأماكن التي أصابها الدمار نتيجة لكوارث طبيعية كالزلازل أو البراكين، أو حتى البشرية منها كالحروب. ليس بدافع المعرفة التاريخية أو المساندة مع الضحايا أو رفض ما حدث حتى، لا ليس هذا ما يحدث، بل حبًا فيما يصفوه بالجمال الخالص، فهؤلاء الأشخاص يرون في هذه الدمار شيء من الجمال النقي الخالص، الذي يبقى شاهدًا على الجزء المظلم في حياة الإنسان. ومن أشهر الأماكن لهذا النوع من السياحة معسكرات الاعتقال والإبادة النازية، وجدار برلين، وتشير نوبل في أوكرانيا.

هل هذا النوع من الأنشطة قابل لتنفيذ في الوطن العربى؟

ما تم عرضه هو جزء صغير من الأنشطة التي تجنى منها بعض الدول أرباحًا طائلة، ربما يتهافت الكثيرون علي هذا النوع من السياحة، وربما تجنى منه الشركات الكثير من الأموال، يراها البعض غريبة، ويراها البعض نوع من الجمال، ولكن حدثني أنت كيف تري هذا النوع من الأعمال؟ وهل يمكن استثمار هذا النوع من السياحة في الوطن العربي؟ وإذا تم هل أنت مستعد لخوض هذه المغامرة والاستثمار فيها؟ ولماذا؟