يعرض الفيلم السيرة الذاتية لأحد أهم وأشهر علماء الفيزياء النظرية في القرن الواحد والعشرين (ستيفين هوكنج) ، أُنتج عام 1991 ، إخراج إيرول موريس.
الفيلم يناقش قضية فلسفية عميقة لطالما كانت محور إهتمام البشرية منذ عقودٍ قديمة ، ألا وهي بداية الكون ونهايته ، ما جعله بذلك يبدأ بالتساؤل :
-أيهما جاء أولًا الفرخة أم البيضة؟
-هل كان للكون بداية وإن كان صحيحًا فماذا كان يحدث قبل ذلك؟
-ما طبيعة الزمن ومن أين يأتي الإختلاف بين الماضي والمستقبل؟
الفيلم يميل إلى البحث عن إجابات أكثر من كونه يجيب على هذه التساؤلات المثيرة للعقل ؛ لأنه وإلى يومنا هذا لا شيء من النظريات تؤيد فكرة بداية الكون حتى النظرية النسبية العامة ، ولكنه من جانب آخر فهو يشرح العديد من الجوانب بشكلٍ مُرضي.
ويصور كذلك مراحل حياة العالم هوكنج منذ بداياتهِ وأهم الأسباب التي دفعته للبحث المتواصل دون كلل.
كانت قدرة المخرج على إيصال الأفكار الأساسية وصياغة الرسالة العامة لا تخفى على المُشاهد ، ووضَع العديد من الشخصيات التي عايشت هوكنج عن كثب ، وتحدثت عنه بالاضافة الى القليل من الصور التي احسب انها كافية لتأدية الغرَض.
وبرغم كون الفيلم علمي الا انه غير نخبوي ، ففيه طُرحَت الأفكار ببساطة ووضوح يتناسب مع عامة الأشخاص متخصصين وغير المتخصصين.
يقول ستيفين هوكنج: عند إصابتي بمرض العصبون الحركي تحطمت جميع أحلامي وقبل تشخيصي كنت ناقمًا على الحياة ، كنت أرى أنه لا شيء يستحق أن نتعب من أجلهِ ، ولكن وبعد ما حدث أدركت أن هناك أشياء كثيرة تستحق أن أعمل من أجلها.
أنني أؤيد أن للكون غرَض وإنه ليس شيء جاء بالصدفة ، البعض يعتقد أن الكون ببساطة موجود وكفى ، وأننا وجدنا أنفسنا بالصدفة داخله ، لكنني لا أرى أن هذه النظرة مثمرة أو مفيدة في دراسة الكون ، فهو أعمق من ذلك التصور.
وأذكر هنا أخيرًا اقتباس أعجبني مما قالته ايزوبيل والدة هوكنج :
يجب علينا أن نكتشف مالا نعرف ، وبالتأكيد ليس كل ما قاله ستيفين لابد أن يكون حقائق لا ريب فيها ، انه باحث ، لكن الشيء الهام هو انه يجب ألا نتوقف عن التفكير.