هذا السيل من المراجعات مقتبس من اقتراحات الأعضاء في هذا الموضوع:

https://io.hsoub.com/books/...

، اه وتم نشر هذا السيل بمباركة من @ahmed.alhaj ، وأفكر في تكرار الامر مجددًا لأن هناك حوالي 5 قصص قصيرة أخرى أقترحها الأعضاء وأعجبتني ولم أقرأها بعد، وتذكر أن هذا الأمر قانوني تمامًا قبل أن تسلب، أه يبدو أن حسوب سيمنعني من نشرها كلها مرة واحدة...

أنا متأكد قبل بدأي القراءة أن هذا الكتاب سيكون من أعقد ما أقرأ في حياتي، فلطالما كانت القصص القصية أكثر ما يثير رهبتي من حيث فهمها، فكلما طال عدد الصفحات طال شرح الكاتب حتى يتشبع القارئ بفكره، ولكن ما بالك بكتاب القصص القصيرة الذين لا يريدونك أن تفهم ما يريدونه فهمًا كاملًا بل فهمًا ناقصًا ظاهرًا، فتعتقد أنك خرجت من القصة بفهمها الذي أراده كاتبه بينما أنت فعلت ما أراده الكاتب وهو بالتأكيد ليس شخصية الكاتب الحقة، بل شخصية أراد هو أن يوصلها إليك، ولذلك أخاف دائمًا من القصص القصيرة، لدي سؤال قبل البدء هل هي العقاب أم العُقاب؟

لا أفهم حقًا ما حاول المترجم قوله في مقدمته حول أن هذه القصة القصيرة إحدى اثنتين تثيران المجادلات حول دعم كافكا للحركة الصهيونية -لا أعرف إن انتهت هذه المجادلات لأن الترجمة منذ عام 1981م-، ولكنني لمحت بضعة أشياء تشير إلى اليهودية بشكل عام، مثل الوصايا العشر وعودة القائد من الموت وشئ آخر نسيته، لذا توقعت أنه ربما فعلًا يتكلم عن الصهيونية وأن سقوط الآلة وتحطمها هو تحطم للصهيونية يتوقعه الكاتب، ولكن الكاتب على ما يبدو يود النجاة وحده ويرى في النهاية أن اليهود سينظرون للآلة -الصهيونية في رأي المترجم- بقدسية مهما مر الزمن، وأنه من الممكن أن يعاد إحياءها على يد الطبقة الدنيا، وهروب كافكا بنفسه يعد أمرًا غريبًا فهو لم يرد أن يأخذ معه الجندي والمحكوم، فلماذا لم يرد ذلك؟ هل خاف من تأثيرهم عليه وعلى الناس في بلده، هل أراد أن يترك الأمور تحدث بنفسها دون تدخل منه؟ ألم يرد لها أن تنتهي -الصهيونية-؟ يبدو أنه لم تعجبه أساليبها ولكن هو يبدو أنه يكن إحترامًا كبيرًا لها، فهل هذا يعني أنه لن يدعمها؟ يقول المترجم أن أكبر دليل لرفض كافكا للصهيونية هو أنه شبهها: بآلة مدمرة تقضي على نفسها بحكم فساد مكوناتها الذاتية، ولكن لم يقل أحد أنها فسدت ذاتيًا، فلقد كانت هناك اللحظة التي قام فيها الضابط بالعبث بالآلة مما أدى لإخفاء ضجيجها، وقام فيما يبدو بتحقيق العدالة للمرة الأخيرة على نفسه، فالآلة لم تفسد مكوناتها بل أفسدها القائمون عليها، وقد نقول أن وعيهم هو نهاية هذه الآلة، ولكن هذا هراء لأن من أفسدها شخص احترمها لآخر ثانية في حياته وقرر تطبيقها على نفسه ليكون جزءًا منها وتكون جزءًا منه، فربما تدمرت وظيفة الآلة الأصلية في تحقيق العدالة، ولكنها اكتسبت في اللحظة نفسها وظيفة جديدة وهي التدمير لا غير، فهي الآن رمز للغضب يقع على رءوس أصحابها والمؤمنين بها، يبدو فعلًا أن كافكا لم يكن مؤيدًا للصهيونية ولكنه كان متعاطفًا مع أًصحابها، ولكن كل هذا في النهاية يعتمد على أن يفسدها أصحابها، ولكن لا نعلم متى أو كيف، ولا أعتقد أنه لدينا المستكشف والقائد الجديد الذي سيرفض مساندة أصحابها، فالوقت تأخر لظهور هذا القائد لأن لا قائد سيعطي بلده لأحد آخر، ولم نعرف بعض من هو المستكشف الغريب الذي سيرفض مساندة الصهيونية، ولكنني لا أنتظره ولا أتمنى إنتظاره، بل أنا أنتظر اليهود الذي سيغيرون الأمور من الداخل، فالمستكشف لم يفعل شيئًا سوى الزيادة في تقديس قادة الصهيونية أمام العامة، والقائد الجديد الذي منع الأموال لم يزد إلا في إساءة أساليب الآلة وعدم انسانيتها، فما الحل؟ الحل هو أن يتحول قادة الصهيونية عن طرقهم وألا يتبقى مناصرون لأساليبها، ولكنها ستبقى موجودة حتى ولو بدون دولة، ولن ينسيها الناس إلا بالزمن، الحل الأفضل هو القضاء عليها من الداخل ثم من الخارج ثم إقامة التحصينات ضدها حتى يمر الزمن وتختفي كما أختفى غيرها الكثيرون، ولكن على رأي أفلاطون فالفكرة تظل موجودة في عالم آخر ولا تموت، لذا يجب أن نترقب صعودها من جديد إلى عالمنا.