صباح الخير
رغم أنني لم أنم الليل، هل تقبل عزيمة على ما تبقى من عمري؟
دعني أوضحها لك:
هل تعرف كيف ينتهين النساء من عمل البيوت، النساء المتعبات العائدات من وظائفهن؟ وأول ما يفعلن؟
كيف يرمين أكياس الخضراوات في الممر
وفواتيرهن المجعلكة على الطاولة في الممر؟
وألعاب الأطفال المنتشرة في الممر!
أريد أن أفعل هذا كل يوم معكَ
أريد أن أرجع إلى بيت كلامنا هكذا،
و أرمي يومي كلهُ
تعبي كلهُ.. في ممر صوتكَ
بيني وبينك مئات الشوارع ، وآلاف الأحياء ، وسيارة أجرة لا أمتلكُ ثمنها ، و أكواب من القهوة ، ورأيُ أبي الشرقيِّ بِالحُب ، ودعواتُ أُمٍّ لا تطالني ، وحديثُ العالمِ الذي لا ينتهي، وقميصٌ أسود تُحبه جِدًّا ،وكثيرٌ من الحنينُ!
- لا أدري إن كنت فعلاً أحبك!
ولكن غيابك يجعل وجوه الناس شاحبة ..
ورائحة الهواء مُغبرة ..
- ربما أحبك، أليس كذلك !
تباً لي، دعيكِ من تضخيم الأمر ..
فقط غيبتك تبدو كثقب أسود يبتلع ألوان الكون حين يطل عليّ ، ثم يعيد ما اختلسه من البهجة حين تعود !
- بالتأكيد أنا أحبك !
يا للهول لا تتسرعي في الحكم ، رجاءاً ..
كل ما في الأمر أن غيابُه، غربتي
أخاف عليك من فتاة تقليدية تنام من الثامنة مساءاً وأنا التي كنتُ أجلس في الرابعة صباحاً أتصفح صورك على شاشة هاتفي لأتأمل هندسة الخالق في عيناك وابتسامتك، أخاف من أن تكون تلك التي سرقتك مني تناديكَ بكل سذاجة باسم طفلكما الأول بينما أنت مَن كنت طفلي الأول من رحم الحُب، بعد اتحاد قلوبنا، أخاف عليك من فتاة تبقي قدماها على أرض الغرفة عند قولكَ إياها أُحبكِ وأنا التي كنتُ أهرع من غرفتي مسرعة لأن هواءُها لم يعد كافياً، وأنظر للكلمة وعيناي تلمع ثم أُغلق هاتفي وابدأ بالقفز كطفلة في الخامسة أهداها أحدهم لعبة.
أريد أن أقف على ناصية الحب وأناشد الجميع بحبك . إني كارهةٌ نفسي والناس ، الشوارع والازدحام، كيف لا تأتِ بك؟ اللعنة على رأسي وعلى أفكاري المزدحمة بك، كيف لا تأتِ ولو بتخاطر واحد ! واللعنة على المسافة بيننا..
أذكر أنني أرسلت لك ذات يوم أن كل شيء بیننا انتهى ، في هذه اللحظة كنت أراه قراراً جيداً ، لكن قد أستيقظ غداً لأجد نفسي أبحث عنك بدلاً من الماء الموضوع قرب السرير .
هل تعرف أن نبضات قلبي تتنازع الآن بداخلي على من منهم تُصَبِّح عليك غداً.!
كانت فكرة حبك تجذبني مثل صوت عندليب،
كُنت مُقتنعةً بأنّ عناق حيث كنا نلتقي، وحده هو الذي سيُهدئ من روعتي..!
حبك خارطتي ورؤيتك مفتاحها ، وجهتي عيناكَ وقربك جاهي وصوتك اتجاهي ، أصبح الاحتفاظ بك مقصدي ، و السبيل إلى وصالك غايتي ، و في بقائك راحتي، يا همي و همتي و حتى مُهمتي أنت كل شيء بعد الآن!
"منذ أن عرفتك حتى الآن كنت على يقين بأنني لن أُحب أحدًا بهذا العمق، بهذا الانتماء، و لن يوجد في روحي أعز من هذا الحب و لن أحظى بذات الشعور مع شخصٍ آخر."
رفاقي ها هنا المصباح والأشعار وأقلامي .. الشوق
وبعض صورك .. وورود كاللؤلؤ ساطعة
وحين أعود للمكان ..
أحس بوحشة المكان !
وأخسر من حياتي كل ورداتي ..
وسرَّ الضحكة... الضحك في أعماق مأساتي
وأختزن العذاب لأنني وحدي
بدون حنان كفيك
بدون ربيع عينيك !
كان يجب أن أغادر كالبعض مُنذ انقباضة صدري الأولى، ولم أفعل ولن أفعل.
ابقَ مثل ما أنتَ ، لن أملّْ ولن يتعبني الطريق.
"يتوجّه الإنسان إلى اللامبالاة كحلّ أخير، سوى محبوبتك،
فهل تقبل عزيمة على ما تبقى من عمري؟