_أراكَ عصيَّ الحالِ والحزن هَشَّمكَ؟

*أنا بخير، ألا تراني أحادث الجميع وأبتسم، ألا تراني أعطي الطمأنينة للعابرين وأنا متزن، لا تقلقِ فقط روحي متعبة، ونظراتي شاردة، وندوبي غائرة وأسأل الله الثبات

_ولكن العيون نواطق!

*لَمْ أنَل شيئًا، فكُل شيءٍ نالَ مِنّي.

_لكن يا بني لا أحد يستطيع أن يجعلك تشعر بالنقص دون موافقتك.

*إنَّ المرء على قدر حنيته يُهان.

_لكن الحياة لَن تتوقف  على أشياء خذلتنا! 

فدائماً يعوضنا الله بما هو أفضل.

*تخيل صعوبة أن يتوقف المخدر عن عمله في الجزء الأخطر من العملية؟

لقد غادروني جميعهم بتلك الطريقةِ تماماً.

_يا بني نهاية كل شيء نفقده بداية لـشيء آخر نملكه ،

فلا نُطيل النظر بما فقدنا .

*لم يكُن وداعًا فحسب، لقد أخذوا الطريق والشوارع والأغاني وأرواحنا، وكل شيء نُحبه.

_أي بني، العالم لا يراك إلا في مشهدك الأخير، كواليسك لا تشفع لك أبدًا مهما فعلت.

*أرى  نفسي عجوزاً ؛ حينما أنظُر لأشخاص من نفسِ عُمري يتراكضون في ربيعِ الحياة يملأهُم الشغف ، وهو مُنطفئ  مُنطفئ جداً.

_السّواد الذي تحت عينيك هو قبلات الليالي لا بأس،

و سَتضحك كما لو أنك لَم تَبكِ يومًا، سَتضحك بكُل ما أوتيتُ من حُزن.

*لا يبكي الناس دائمًا لأنهم ضُعفاء ، يبكون أحيانًا لأنهم كانوا أقوياء لمدة طويلة.

_ممَّ صنعت نفسك بهذه القوة ؟

*من القهوة والسجائر ، الليل الطويل ، التفكير الشائك ، الوحدة ، القراءة ، الغياب ، الأصدقاء المزيفون ، والكثير من الفراغ والظلام .

_‏الغريب في الأمر أنك ما زلت تنتظر، رغم كل هذه الخيبة التي تسكن وجهك.

*منتظر رغم ‏أنَّ الردود التي ينتظرها الإنسانُ بِفارغ الصبر تصلُ دائماً في غيابه، رغبة شديدة للتحول من شخصٍ لين إلى شخص شديد، هذا العالم المفترس يتطلب هكذا لأنجُ.

_‏لا علاقة للأيام بالنضج والتحول، نحن نكبر بمرور الناس ، بالمواقف ، بالأزمات ، والأوقات الصعبة، ولعله تحول حسن .

*يكبر المرء بعدد الأيَّام التي يصمُت فيها، أوليس كذلك؟

_ليس الصمت دائماً رائعاً، وليس الكلام دائماً سيئاً، " أنا صديقك حين لا تجدُ صديق ، أنا أسمعك حين يكون الجميعُ أصم.

*أود لو أنني أستطيع أن أمسك يدك وأطلب منك البقاء.

_أشار إلى قلبي و قال :

هذه الديارُ ديارُنا ولي في زهورها دين ومعتقد.