الساعة الثانية صباحاً، الجميع في سبات عميق، هاتفي يرن لكنه مغلق، من أين هذا الصوت! هواتف الجميع مغلقة لا ضوء ولا صوت، تفقدت البيت بالكامل، لا يوجد أثر لأي شيء، لكنها نغمة رنين هاتفي المخصصة له ، ها هو بيدي لكنه مغلق، لم أكترث للموضوع ونمت، أحدهم يدق الباب، فزعت خائفة، أيقظت أخي، قم أحدهم يدق الباب، ترى من مات؟ هل حدث مع أحدهم شيئاً سيئاً؟ فتح الباب، لا أحد هنا، هل جُننتِ، تباً لكِ أيقظتيني من حلم جميل، لكنه يدق الباب ما زال يدق استمع جيداً، لا أحد أيتها المجنونة عودي للنوم، حاولت أن أمسك به لكن يداي خاليتان وكأنهما تمسكان بشيء شفاف، أخي أخي لا تذهب، عدتُ إلى فراشي ولا زال الباب يدق، حاولتُ النوم لكنني استيقظت بعد ربع ساعة لاهتزاز الهاتف ربما وصلتني رسالة منه ، فتحت الهاتف، لا توجد أية إشعارات، ماذا يحصل يا إلهي، فتحت معرض الصور، قمت بحذف جميع صوره، ذهبت لجميع التطبيقات وقمت بإزالة جميع محادثاته، وفعلت آلية الحظر لجميع حساباته، وصلني إشعار على الهاتف المساحة غير كافية، عدتُ إلى معرض الصور، يا إلهي منذ دقيقة حذفت الصور، لمَ عادت مجدداً، قمتُ بحذفها مرة أخرى، ماذا يحدث أحذفها وتعود مرة أخرى، قمت برمي الهاتف وعدتُ مجدداً للنوم، جاءني في الحلم يقول لي اللعنة إنها اللعنة، استيقظت من نومي والعرق يتصبب من وجهي، خائفة جداً، وبعدها ضحكت لمجرد رؤيته في الحلم،  كنت مشتاقة جداً لرؤيته، لكنه قال لي اللعنة ماذا يقصد بذلك، نظرت للساعة وإذ بها الثالثة فجراً، قمت لشرب كأس من الماء لعلي أرتاح قليلاً، وجدتُ الجميع في الصالة يأكلون، أي طعام في هذا الوقت، إنها وجبة الفطور أيتها الكسولة قالت أمي، وجبة الفطور، والثالثة فجراً، أنظروا للمجنونة حتى كم الساعة لا تعلم وضحك الجميع، لا لا ماذا يحدث لي، ما هذا الهراء، أفيقي أيتها النفس أفيقي، يا إلهي أعني على ما يحدث، كدت أجن مما يحدث، الهاتف مازال يرن، والباب يدق، صوره ما زالت في الهاتف وكأنها تقاوم الحذف، تتكرر في أذني كلمة اللعنة اللعنة، ربما فعلاً هي لعنة الحب..