من أفضل أساليب تصحيح الأخطاء للآخرين بكلمة واحدة "لعلك تقصد"
من الأساليب النافعة أيضاً النصيحة بصيغة السؤال والاستفسار وليس بصيغة الاتهام أو التخطيء
أذكر مرة أني كنت أصلي جماعة خلف إمام وكان يقرأ أيات من سورة مريم
وعندما وصل إلى الآية :
( تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ) مريم (90)
فقرأها يَنْفَطِرْنَ بالنون الساكنة والطاء المكسورة بدلا من التاء المفتوحة والطاء المشددة
فظننت أنه وقع في خطأ ونويت أن أنبهه إلى هذا الخطأ .
بعد الصلاة اقتربت منه سلمت عليه وتوددت إليه ببعض الكلمات وقدمت له نفسي
هنا تذكرت أسلوب الاستفسار بدل التخطيء
فقلت له :
يا شيخ أنت قرأت الآية باللفظ كذا وأنا لأول مرة أسمع به فهل هو أحد القراءات ؟
فابتسم وأجاب نعم هي إحدى القراءات
بهذا لم أؤذي الإمام و بنفس الوقت لم أقع في الحرج أني عملت من نفسي فاهم وناصح لأكتشف أني أنا الجاهل.
كذلك ينصح أن تستخدم الكلمات الألطف مع النفي في النصح مع سبقها بأفعال الظن
فمثلا : لا تقل لفلان كلامك خطأ ولكن قل : أظن أن كلامك ليس صواب تماما
و بدلا من أنت جاهل بهذا الأمر قل : ربما لو أنك اطلعت أكثر لكنت تعرفت عليه جيداً
وبدلا من تصميمك قبيح أو سيء قل : أتخيل لو أنك أضفت كذا وعملت كذا سيبدو بشكل أجمل
وقد سبقنا إلى هذه الأساليب نبينا ومرشدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فقد ورد في حديث
عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت غلاما شابا وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار قال فلقينا ملك آخر فقال لي لم ترع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا
صحيح البخاري
التعليقات