تابعوا معي هذه القصة ففيها عبر كثيرة 🥰

في قرية صغيرة، كانت تعيش أم تُدعى ليلى مع ابنها الصغير سامي، الذي كان عنيدًا بطبيعته. كان سامي طفلًا ذكيًا ولكنه دائمًا ما يرفض الأوامر والتعليمات التي توجهها له أمه. كل صباح، كانت ليلى تواجه صعوبة كبيرة في إقناع سامي بالذهاب إلى المدرسة. يبدأ يومهما بالصراخ والجدال، وكان الأمر يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

كانت ليلى تعتقد أن الطريقة الوحيدة لجعل سامي ينفذ أوامرها هي أن تكون صارمة وتستخدم أسلوب العقاب. فتارة تحرمه من اللعب، وتارة أخرى تصرخ عليه أو تضعه في ركن العقاب. لكن بدلاً من أن يستجيب سامي، كان يتمسك بعناده أكثر، ويبكي لساعات، مما زاد من توتر العلاقة بينهما.

ذات يوم، كانت ليلى تجلس مع صديقتها سعاد، التي لاحظت كيف أن ليلى تبدو منهكة وغير سعيدة. فسألتها عن السبب. شرحت ليلى مشاكلها مع سامي وكيف أن عناده يزداد رغم كل الجهود التي تبذلها لفرض النظام والانضباط.

استمعت سعاد بصبر، ثم سألت ليلى: "هل حاولتِ يومًا التحدث مع سامي بهدوء؟ أو منحه بعض الخيارات بدلًا من فرض الأوامر عليه؟"

تفاجأت ليلى بالسؤال وأجابت: "لا، لم أفكر في ذلك. اعتقدت أنه إذا لم أكن صارمة، فلن يستمع إليّ."

ابتسمت سعاد وقالت: "سامي طفل، ومن الطبيعي أن يكون لديه رغبات وآراء. إذا شعر أنه لا يتم الاستماع إليه، فقد يرد بالعناد. جربي أن تمنحيه بعض السيطرة على الأمور البسيطة. بدلًا من أن تقولي له 'اذهب إلى المدرسة الآن'، اسأليه: 'هل تود ارتداء القميص الأحمر أم الأزرق اليوم؟' بهذا الشكل، يشعر أنه يختار، حتى وإن كنت أنتِ التي تحددين الخيارات."

في اليوم التالي، قررت ليلى تجربة نصيحة صديقتها. عندما جاء وقت المدرسة، بدلاً من الصراخ، اقتربت من سامي وقالت: "سامي، هل تود تناول الإفطار أولاً أم ارتداء ملابسك؟"

تفاجأ سامي من هذا التغيير في أسلوب أمه، وبدون تردد، قال: "سأرتدي ملابسي أولاً."

كانت تلك اللحظة نقطة تحول في العلاقة بين ليلى وسامي. بدأت ليلى تستخدم هذا الأسلوب في التعامل مع ابنها، وبدلًا من الدخول في معارك يومية، بدأت تتحدث معه بهدوء وتمنحه خيارات. تدريجيًا، قلّ عناد سامي، وبدأ يستجيب بشكل أفضل لأمه.

أدركت ليلى أن القوة والعقاب ليسا الحل دائمًا، وأن الحب والصبر والتفاهم يمكن أن يفتحوا قلوب الأطفال ويقللوا من عنادهم.