الأسرة مصدر عميق للحب والسعادة في حياة الإنسان. لذلك، يجب على كل فرد في الأسرة أن يحافظ على علاقته الطيبة مع باقي أفرادها، وأن يشاركهم الأنشطة الممتعة التي تقوي الروابط بينهم.

لكن للأسف، كثير من الرجال يهملون أهمية تعميق أواصر المحبة داخل أسرهم. يعتقدون أن دورهم يقتصر على توفير المال والمأكل والمشرب لزوجاتهم وأطفالهم، ولا يبالون بإظهار مشاعرهم أو تخصيص وقت لهم. يبررون هذا التقصير بضغط العمل والانشغال بالمسؤوليات، رغم توفر متسع من الوقت يقضونه عادة بعيداً عن أسرهم.

الرجل الناضج يخصص وقتاً منتظماً يقضيه بصحبة عائلته. إن نزهة قصيرة إلى حديقة جميلة مرة في الأسبوع، وقضاء لحظات يومية سعيدة مع الزوجة والأطفال لن تكلفك شيئاً يُذكر سوى بعض الوقت. خلال هذه الجلسات الحميمة تستطيع أن تستمع إلى همومهم وآرائهم وطموحاتهم، وأن تبادلهم المزاح والضحك، وتشاركهم بعض الأنشطة المسلية كلعب الشطرنج وغيره.

إن هذه الأشياء البسيطة تحدث فرقاً كبيراً في نفسية أفراد عائلتك، فتجعلهم أكثر انسجاماً وسعادة. فالزوجة ستشعر أنك تقدرها وتسعد بقربها، والأطفال سيعرفون أنك تحبهم وتدعمهم ولا تتجاهل احتياجاتهم النفسية قبل المادية. وأنت نفسك ستشعر بأن حياتك ليست رتيبة ومضغوطة، بل تتخللها المتعة والبهجة برفقة أغلى الناس على قلبك.

من واجبك كأب وزوج، أن تولي عائلتك اهتماماً خاصاً، فالأسرة هي الثروة الحقيقية التي لا تقدر بثمن. تأكد أن الحب الذي تقدمه سيعود إليك أضعافاً، وستحترم الزوجة والأطفال رغبتك بالاسترخاء والاستمتاع بوقتك بين الحين والآخر. فلا تدع العمل أو المبررات الواهية تسرق منك أجمل اللحظات مع عائلتك، لأن تلك اللحظات بقربهم تمثل فرحة خالصة لا تعوّض.

شاركوني آراءكم وتجاربكم: ما هي الأنشطة الممتعة التي تقومون بها مع أسرتكم؟ وكيف تؤثر هذه الأنشطة على حالتكم المزاجية والصحية؟