محاولة لنقاش
الاختلافات اللغوية المعاصرة بين الحداثيين وما يطلق عليهم المقلدين-الكلاسيين؛ ممتدة على ما يبدو، لتفيد إثراء للمحتوى الأدبي في الوسط الثقافي العربي، ذلك أن المجالات الأدبية الحديثة "المستوردة" أبانت اتساع اللغة العربية ورحابتها للفن والجمال والشاعرية.
وليس من المنصف أبدا تجديد هذا الاختلاف بصورة دفاع عن الذات ضد مستعمر، أو مقاومة معتدٍ، فذلك غير منصف، وينبئ عن انغلاق. فإحياء روح الخدمة المشتركة أساسي جدا، وباب للإبداع خاصة في اللغة.
مرجع مهم جدا هو التراث الأدبي العربي القديم، والارتباط به في الحاضر يشكل همزة وصل بين أجزاء تاريخ هذه اللغة، ما يعكس ارتباط حاضر الأمة بماضيها إذا انتبهنا هنا لقيمة اللغة، وليست الدعوة المنطقية للتجديد؛ دعوة للتخلي عنه، بل هي دعوة للاستئناس به لكن؛ بحداثية في النظر، والتصور والتناول، وإن كان التعبير "بالأدب" أنسب هنا من "اللغة" إلا أن "اللغة" أفضل لعموميتها.
وقد مثل ظهور المدارس الأدبية الحديثة تمهيدا لفلسفة جديدة تجاه اللغة والشعر، بما أضفت من اعتبارات عميقة في قيمتها، وما ناقشت في بحثها من جوانبَ لم تدرس بشكل علمي في اللغة القديمة. وسعت هذه الفلسفة إلى جعل الأدب أكثر علمية من السابق، محاولة لتقديمه للدراسة بنوع من الاستقلال والدقة.
وهذا في نظري أقرب للاستيعاب في الحاضر خاصة مع العلمية شبه التامة في كل المجالات، إضافة إلى أن الدراسة اليوم أصبحت متخصصة أكثر، وتحاول الإحاطة بالجزئيات أكثر منها هي في الماضي.