من يتابع مساهماتي يعرف أنني أميل لمناقشة الموضوعات النفسية والمرتبطة بالصحة العقلية دائمًا، وقد كتبت العديد من الموضوعات في هذا المجال، لكنني أردت في هذه المساهمة إضافة أنني أعمل في مجال الكتابة الشبحية أيضًا، لذا؛ أنا أرحب بمناقشاتكم وأسئلتكم، ويسعدني الرد عليها في أي وقت، وشكرا ل @azow لأنه رشحني لكتابة مساهمة في هذا المجتمع.
أنا إيريني نبيل، مهتمة بكل ما يخص الطب النفسي، وأعمل في مجال الكتابة الشبحية، اسألني ما شئت
بما أن دراستك هي الطب النفسي ودراستي هي العلاج النفسي، فأنا أرى أن كلانا يسعى لنفس النتيجة، ولكن بطرق مختلفة، فنحن لا نعتمد نهائياً على الأدوية، فهل تعتقدين أن الأدوية تعالج الأمراض النفسية حقاً؟
أود تعديل نقطة بسيطة أولًا، أنا لست طبيبة نفسية، ولكني طبيبة ومهتمة بالبحث في المجال النفسي والكتابة عنه. وبالعودة لسؤالك، هناك تعليق سابق ذكرت فيه بالتفصيل رأيي بخصوص الأدوية النفسية، ولكني سأضع لك هنا رأيي باختصار. نعم، أنا أرى أن الأدوية النفسية مهمة لعلاج بعض الأمراض النفسية، وخصوصًا من يعانوا حالات مزمنة، هؤلاء يحتاجون للسيطرة على حياتهم، من خلال الأدوية بجانب العلاج النفسي والنمط اليومي للحياة، ولكن الأهم من الأدوية النفسية، هو وجود بيئة داعمة لهؤلاء المرضى سواءً على المستوى الأسري أو بالتواجد مع مجموعات من مرضى آخرين للمشاركة بتجاربهم وتحدياتهم (Therapy Sessions) وفائدة تلك المجموعات هي تقوية العلاقات الاجتماعية للأشخاص، بجانب نقطة جوهرية، وهي شعورهم بأنهم ليسوا بمفردهم بل يجدوا من يمر بنفس المعاناة والتجارب اليومية، وأن العلاج الفعلي يبدأ من دعم الآخرين لهم.
لذا؛ الأدوية بمفردها لا تصلح أبدًا كعلاج، ورأيت حالات لمرضى الفصام، تركوا أدويتهم وأصبحوا مشردين في الشوارع، يتعاطون كل أنواع المخدرات، ويتعرضون للوصم المجتمعي، بل ومنهم من ينتحر، فقط لأنهم لم يجدوا أي دعم أسري لهم. وأنا أعلم أن الأمراض النفسية لا زالت تُعامل بالوصم، ولا يعرف المجتمع كيف يتعامل مع أصحاب الاضطرابات بنهج سليم، ولكن أتمنى أن نصل للمرحلة التي ندرك فيها أن المرض النفسي جزء أساسي من علاجه هو شعور الأفراد بالتقبّل من مجتمعاتهم. وأريد أن أعرف خبراتك من خلال دراستك للعلاج النفسي، كيف ترى الأمر من منظورك؟ وكيف يمكن تغيير الوصم المجتمعي للمرض النفسي؟
ركزتي بحديثك على نقطة هامة للغاية وهي أن الأدوية بمفردها ليست كافية وكذلك الجلسات بمفردها، هذه النقطة بمثابة اعتراف بدورنا في هذه المهنة، الذي يحاول خريجي الطب نزعه منا والتعامل مع الأمراض النفسية بالمواد الكيميائية والعقاقير فقط.
ما أثرته يجعلنا نتسائل فعلاً, لماذا الكثير من الحالات التي تتعالج نفسياً عن طريق العقاقير تؤتي نتائج سلبية وسيئة للغاية !!
لأن تأثير العلاجات النفسية يختلف من شخص لآخر، وخصوصًا أنها تؤثر على المزاج، لذا؛ لا يمكن أبدًا تعميم النتائج الفردية.
التعليقات