يُعرَف الإنسانُ بالأشياءِ التي بمقدورهِ الاستغناء عنها والعيش بدونها ... إن موطن القوة الحقيقي يكمنُ في السر وراء قوة التخلّي في غَوْرِ الحاجةِ و لو شبَّ القلب عليها واستماتَ، في طيِّ ما يمكنك استبداله تكسبُ مالا يمكنك الاستمرار بدونهِ. لقد شعرتُ بتلك الحاجة الماسَّة؛ كي أشعر أن روحي واهنة وأن أوزان المواقف والكلمات والوعود كلها أصبحت بلا أي كتلة أو قيمة في داخلي. وكان ذلك بالإقرار أولًا أن جودةَ العيش تعتمدُ على من هم حولنا وعلى مدى تأثيرهم على صحتنا
ما هي الاشياء التي يضطرُّ من أجلها الإنسان أن يتغير؟ وهل تُنسيه سجيته الأولى؟
بكلتا يديّ وبإِبتسامةٍ رطبةٍ ألوّحُ لصورةٍ هي منّي لكنّها صارت بالماضي عامٌ واحدٌ كان باستطاعتهِ تغييرِ الكثير! أنا التي أظنَّني النصَّ الأثيلَ الذي لا يقبل التغيير! تغيرتُ حتى أنني أجهل أي شخصٍ قد أكونْ! بالحقيقةِ ليسَ بالهيّنِ أن يعتادَ المرء على أن يكونَ طريًّا حتى فجأة تُستحكم أفرعهُ أو أن يذرفَ بالساعةِ دوارقًا من دموعٍ وتصيرُ بعدها دموعهُ في الزيارةِ منقطعةً! أما عنّي فقد أصبحتُ بين أصدقائي البتلة النحيلة التي يحرصُون على عدمِ جذبِها بخشونةٍ إنْهم يعلمون أنها بأيِّ وقتٍ
كيف تُحوِّل استغاثة الأمس إلى قوة اليوم؟
"من عبءِ الماضي إلى إجابةِ السماءِ" بينما كنتُ أرتبُ غرفتي في ذلك اليوم البارد، وجدتُ ورقة مُتهالكة عدّى عليها دهرًا من الزمنِ ، كانت مطوية بعنايةٍ، لكنها متآكلة الأطراف، وحبر كلماتها باهت كأنّه يحاول التخفّي،أمسكتُها بحذر، وكأنني أخشى أن تنهارَ بين يدي. فتحتها بفضولٍ ، وقرأت: "يا رب...اجعلني أقوى، والتقمني من بطنِ هذه الأيام، يارب حتى يهدأَ قلبي من جديد." الخطُّ خطّي، وهذا مفهوم وواضح بالنسبة لي، وأنا من اطلبُ هذه الاستغاثة! ولكن يبدو أن هناك مسافة في الذاكرة حتى
ماهي أكثر حقيقة مطلقة موجعة في الحياة؟
ما أغلَظَ العُـمرَ كُلَّما مضى بِنا ساعةً اتجهنا معهُ أكثر نحو المَوّتِ وكلما اقتربنا من الموتِ فرَّ عنَّا الوَهم و وضحتِ الحقيقة وكلما شسِعَت الحقيقة كلَّما عَظُمَت قيمةَ العيونِ إنَّ العيونَ التي ينزاحُ أجلَها للرقودِ الدائِمِ تُوجعُ المُبصِرين من حولِها أن تنظرَ في وجهٍ لم يهِنْ عليهِ يومًا مطالبكَ و لا يعودُ على نحيبكَ بالجوابِ أن تمسحَ على جبينٍ كانتَ كفوفهِ ضمادكَ وأن يضيعَ طريق يديكَ ضياعٌ ما بعدهُ رشدٌ ولا صواب أن يَحضرون لكَ فراشًا هامدًا عليهِ آثار العُمر
ماذا تعني لك الكتابة..ولماذا تكتب؟
أحجارٌ على صوتي ولكنِّي استغرقتُ عامًا كاملًا لأصنع صوتي وأبني الجمل فكمْ عانيتُ كثيرًا منذ الصغر لألفظَ كلمة "بابا" و"ماما" ولأُخرج حرف السين بدون أن يخرج كحرفِ الشِّين..لقد تعبتُ حتى كتبتُ اسمي..والآن بعدما حصلتُ على صوتٍ وقلم لن أصمتْ. سأكتبُ من أجلِ أن أتنفسَ لأسطِّر الذكريات التي صارت تاريخي والندوب التي أصبحت نديمًا يُشاركني تعويلي وتعاليلي لأشهدَ مرتين مرةً على ولادتي ومرة على وفاتي لأستدلَّ بشعوري حتى لا أعود لما كنتُ فيه وعليهِ لأعرفَ أنني إذا تكلَّمت دُميعتي فحتمًا في
عندما تسقطُ الحقيقةَ ، منْ ينجو؟
لو خيّرتُ لأكونَ شعورًا واحدًا لاخترتُ أن أكون شعور "الحقيقة و الوعيّ"، هل تعلم ما معنى أن تكون يقظًا في زمنِ النّيام؟ ،وأن تكون مُدركًا حين تُقفلُ عليك الدنيا أبواب جهلها؟ هذا بالضبط ما تمنّيته حينما طاحَ نظري على قصةٍ جديدةٍ من قصصِ هذا العصر الذي نعيشهُ. إنَّها الشابة المصريّة "آية عادل" التي لاقت مصرعها إثر سقوطها من شرفةِ شقتها في الطابق السابع بالعاصمة عمّان! ما تضمرهُ الحقيقة أكبر بكثيرٍ مما تظهرهُ، ومن يسقطنْ في فوهة اختياراتهنْ أكثر بكثيرٍ من
أعذبُ ما يُعبّر عن يوم الميلاد... آرائكم؟
هذا الصباح تركتُ غيومَ الماضي فوق نافذتِي وابتسمتُ ليومٍ جديدٍ يخصُّني للغايةِ لا شيء يعطّلُ بداياتي لا شيء يعكّرُ ذكرى وجودي جميعُ أبوابي مؤصدةٌ لكن من أينَ يجيءُ كل هذا الهُبوب؟ همهمةٌ قديمةٌ يبدو أنها آتية من زمنٍ بعيدٍ لكنَّه على الأكيدِ زمنٌ صَقَلَني و كَوَّنَنِي. تسمرّتُ مكاني وأسدلتُ مسمعي كي أصغيَ لهذه الهمهمات أينَ حطّت هذه الروح رِحالها ؟ أينَ صارَ مقامُها وهل سَكَنَت؟ أم مازالت ترتحلُ من قلبٍ إلى قلبٍ ومن ذاكرةٍ لأخرى وتعبرُ تواريخ البشر و تشاركُ
لا تعطي سعادتك لأحدًا
أنقضُّ على اللحظةِ السعيدةِ وأمسكُها من ياقتها أوصدُ عليها بداخلي وحينما أنوي مشاركتها سرعان ما تتدنس لتصبحَ كصورةٍ قديمةٍ معلَّقة على الحائط لونها شاحبٌ وكل معالمها كالكَهلِ والينوعة التي فيها صارت كالمُهل إغمادها في صدرِك صعبٌ وإذاعتها للعالمين سَهْل هل ترى في صدور الناس لسعادتك مُتسعًا؟ من يقولُ أنهُ يعرفُ بالنوايا فقد جَهل من ذا الذي لرغدِ عيشكَ يأملُ ولحالكَ العاثرِ يألَم ؟ اكتمْ رهافة الأيام عليكَ بمزايِينِ حظوظِها ولا يقلقكَ في الأمرِ الخَجل واحمد الله الذي هو أبكى وأضحكْ
الغدر في عمق البحر: "حين يغرق الأبناء في اختيار الآباء."
كانت حياتنا مثل باخرةٍ كبيرةٍ ولا ماء تحتها، تهبُّ عليها الرياح من كلِّ جانبٍ،شراعها غَضَبْ، وأمواجها تعنيفٌ وضَرْبْ، يقتربُ الخوف منَّا كل يوم عن كَثب، وصافرة النِّهاية تعلنُ عن خاتمةٍ لحياةٍ شبيهةٌ بالموت. كان بيتنا جدرانه متصدّعةٌ من الصراخ، وأرضيّته ترتعشُ تحت وطأةِ الخلافات، أبي وأمي كانا مثل غيمتين تتصادمان في السماء، فلا ينزلُ المطر، بل صواعق الفزع، كان كلُّ شيءٍ فيه صاخبًا، حتى صمتهِ. كنتُ أختبئ خلف البابِ أحيانًا، وأتركُ فُتحةً صغيرةً؛ لأراقبَ منها تطورات المعركة ، معركةٌ، و للأسفِ
ماهو الدرس الذي لقَّنتك إياه الحياة ثم عادت واختبرتك بهِ مرة أخرى؟
في الآونةِ الاخيرةِ أخرستني الأيامُ عُنوةً وأمرتني بالسكوتِ والإصغاءِ لها وقفتُ هكذا مُمتعضةً بدونِ حتى هزَّة رأس مُنصاعةً لأوامرِها مُنقادةً وراء خطواتِها متتبعةً آثارها في حكمِها وأسرارِها وفجأة حتَّى يظهرَ أمامي وميضٌ سريعٌ لم أستطع أن أتمعن بهِ جيدًا لكنه كان قريبًا منّي في آن وبعيدًا في آن آخر حقًّا كان سريعًا تبًا لو تمكنت من الإمساك بهِ لعلَّي فهمتُ فحوى الرسالة! ____ مرَّة أخرى تطلبُ مني الحياة الصَّمت و سدلِ أُذناي لهُتافٍ سيصلُني منها وقلتُ في نفسي : هذه
ما هي الغاية من الاستمرارِ في ورطةٍ مكشوفةٍ؟
أأسى على فتاةٍ لا تصن قيمة قلبها ولا تتدارك قرارتها بعد انكشافِ حقيقة من حولها أأسى على حبٍّ جائع يقتاتُ على شعورها و غفرانها وعلى أملٍ زائفٍ أن الأشخاص يتغيّرون بعد شلال الفرص أُشفق على عودةٍ ملتوية لكي لا يقول الناس: (أخفقت في الإختيار..) وعلى تصبُّر يجب أن يحل موضعهُ الإرتياح والذي يقول لي أن كل العلاقات تطولها المشاكل سأحاكمه شبرًا بشبرِ وعاطفةٍ بعاطفة. في مساحةٍ ضيقةٍ للغاية من العالمِ نعيشُ صراعات سببها الناس و لجج كثيرة مصدرها الناس و
ملاك يُغادر
فوق خشبةِ الحياة، نعيشُ كواليسًا لن ننساها أبدًا. يومٌ كبقيةِ الأيام تسيطرُ عليهِ روتينيَّة الحياة اليوميَّة، و في لحظةٍ من اللحظات التي شهدَها ذلك الشَّارع تصحو العِبرة في قلبي، ليصبحَ هذا اليوم فاجعة ستظلُّ عالقة في ذاكرتي إلى الأبد. ذلك الملاك الصغير الذي كنتُ أستبشرُ بهِ خيرًا من أعلى السطحِ كل صباح، يضاهي العصافير في أغاريدهِا و يفوقُ البلابل في أناشيدهِا،كان عائدًا من المدرسةِ يحملُ افتخارهِ على ظهرهِ، وشهادةٍ فيها انطوَت أحلام لم تكتب بعد،كان يهرولُ مُسرعًا ويبدو عليهِ نشاط
جثمانُ الحقيقةِ
لماذا كلَّما هممتُ بكتابةِ هذا السطر ينزفُ على يديّ؟ لماذا عندما يحينُ وقت المغادرة تتسمَّرُ قدماي عند العتبةِ؟ وقبل كل شيء لماذا لا أستطيعُ أن أنسى أنني لا أنسى..! أريدُ أن أقايضَ قلبي على رِهان أريدُ أن أطرقَ بابًا لا يعوزُني إليهِ استِئذان وأن أعودَ لردهةِ المنزلِ الوسيعةِ بدون أن أشعرَ بتطويقِ الباحات حول عنقي أن لا تصطادني الشَرقةَ بعدما أرغمتني على ارتشافِ سُم الفُرقة أريدُ حياةً أو مماتًا ولا أريدُ تطابقًا في الميزان أريدُ ابتياعَ سترةٍ طُرّزتْ بـِلوني الزهريّ
هل تستشعر رسائل الله لك في كل ما حولك؟
الكونُ يجيب حينما يتحاذقُ الكونُ عليّ بإشاراتهِ، أكونُ قد استفطنتها ، قبل أن يُكملَ استرسالها، و قبل أن يهمس لي، يتجلَّى صدى المعنى أمامي بوضوح. القلوب المتيَقِظة والأرواح الحائرة فقط من تلتقطْ العِبرة، فالإشارات الكونيَّة ليست محض صدفة (بالرغمِ من إختلاف عائلتي وأصدقائي معي في فهمِ هذه العادة) لكن دائمًا حين يغيبُ أثر كلامي،أكتشفُ أثرًا أعمق،وهو أثرُ الكونِ الذي يوجّههُ الله بعظمتهِ إلى قلبي. في ذلك اليوم، كنتُ أحمل في صدري سؤالًا ثقيلًا، كأنَّما الكون بأسره قد علِقَ بين شفتَيّ، كنتُ
لا تلتفـتْ
لا تلتفـــتْ ولا تُصغي لصوتٍ يؤججُ المواجِع لا تلتفتْ حتّى ولو توقّدت حولك الأشياء يستثيرك دخانها تُناديكَ لرحابها استغنِ بما أنت بهِ نافع لا تلتفتْ تؤرّخ الندوب أوسامها على جلودكَ وتاريخُ الصبر قد قطعت فيهِ ألاف الشَّوارع لا تلتفتْ لو كان الصوت أثيلًا لما تأخر حتى الآن لا تبرر له ولا تستسلم للذرائع ما حيلة الجمرة المشتاقة؟ تُهطِلُ عليها أكواب دموعك وتنمو بها العجافُ والسوابع كان للحنينِ سطوةً لا تكن لهُ بعد ضِمادِ الفلقِ تابع كان للذكرى نأمةٌ
نصيحةٌ من القلبِ إلى القلب ... فماذا ستكون؟
حَلَلتَم أَهلًا وَنَزَلتم سَهلًا من الأردن أغنية الظُّبى لكُل بقاعِ العالم العربيّ أقدِّمُ غصنًا لا يزالُ رَهوًا في أسبارِ الأدبِ والكتابةِ غصنٌ أُوغلَ في دراسةِ الأدوية والعقاقير لكنَّه في حنينهِ للكتابةِ دومًا أسير. فمرحبًا من جديد من طالبةٍ في المرحلة الرابعة في كليةِ الصيدلة الآن وبعد ست شهور من انضمامي لهذا الموقع العبقريّ الذي جمعنا عبر منصةٍ كمنجلِ الذهبِ من كل فروع العلوم والطب والأدب ضَمَّت و لَمَّت، رغبتُ في التعريفِ بنفسي وأنا على أوبةِ استعداد لأصغيَ لأي رأيٍ أو
كيف تحول رمضان من شهر الصيام إلى شهر الإسراف؟
طِوالُ العامِ نبحثُ عنّه،وننتظرهُ بفارغ الصبرِ والحنينِ، نقفُ على أطلالهِ؛أن يبرأَ كلالةَ أرواحِنا،ويروِّضُ مطامعَ بطونِنا،و يُجثيَ لهثاتِ صدورِنا، ويُعمّرُ فينا ما قوَّضتهِ باقي الشهور. لكن! وبالرغم من سابق علمنا بفضلهِ و خصوصيتهِ، إلا أنَّه ثمة مشهد متناقض يأبى إلا أن يتكرر كل عام، مشهد يُفرّغ الشهر من روحه، ويحوّله إلى مهرجان استهلاكي يعجّ بالمسرفين. الطقسُ هائجًا، يزعقُ بالأمطارِ الشديدةِ،والنَّاس كأنما في بيوتهم أقوامًا من الفئران،هجّوا..هجّوا جميعهم إلى الأسواق، نحنُ أيضا هججنا معهم،كأنّما حرب على الأبواب؟ دُهشتُ: هل نحن مقبلون على
إذا خيرت بنسخةٍ سعيدة لكنها غافلة ونسخة تعيسة لكنها يقظة فأيهما تختار؟
لماذا لا ينتهي الكلام؟ لماذا لا أزالُ أسمع أزيز الحروف وهي تصّطَكُ بين أسناني تريدُ أن تتنفسَ! لماذا بعد أن روّضنا طفلنا الصغير على السُّكوتِ عادَ يبكي من جديد؟ بعد أن ردمتَ التراب وزرعتَ الزُّهور وسقيتَها من دموعٍ حارقةٍ و وقفتُ على أطلالها تستمعُ لسُعارها و دفنتَ آمالك بالذينَ غابوا لا تزال تحملقُ في الصورةِ وكّلما فلحتَ في الخروج من شرنقةِ الماضي عدتَ تحملقُ في ذات الصورةِ يرحلُ الصيفَ ويزحفُ الخريف على الطرقات وما بين آهٍ وآهات تعود تحملقُ في
هل برمجة العقل الباطني تقودُنا نحو قرارات خاطئة أم أنها تحمينا من الوقوع بنفس الخسارات؟
كائنٌ في عقلِك.. لا يهمّ ماهو اسمهُ أو جنسهُ أو هيئتهُ يصفقُ أبواب تفكيرك.. بابًا وراءَ باب ليترُكك في باب كأنّه قبو كأنّه سرداب لا تعرف هل هو أنت ؟ أم من سيكون وراء هذا الحِجاب؟ شيئًا بداخلك يقول لك أنَّك "هو" وآخر يقول لا داعي للــجواب تستمع لأحاديثهِ..لنكاتهِ..وبعض انتقاداتهِ..تشاهد صراعاته وبلا حيلةٍ -تذعنُ لأوامره ِعلى مضضْ- تراقبهُ بصمتٍ..بحذرٍ..بارتيــاب تارة يهدأُ فتيلهُ تارة يثور ويضطرم مثل الصريع إنه أنت وأنا ونحن وهؤلاء .. وكلٌّ من على الأرض من دوابْ إنه
شمعةُ السبعين.. حكايةٌ أطفأها الإهمال
أطفأتُ اليومَ شمعةُ السبعين..فشعرتُ بلهيبها يخترقُ ذاكرة الجسد، ويذيبُ أحلام العمر، ويغرِقُ الروح في سيلٍ من ذكرياتٍ مضت ،لم تكن الشمعة مجرد ضوءٍ يطفو فوق كعكةٍ بائسةٍ في زاوية الغرفة، بل كانت رمزًا من حياةٍ انساقت خلف حُكمِ القدرِ، وذكرياتٍ تكاثفت على ضفتيّ عمري ، تتساءلُ كل يوم عن معانيها؟ في مكانٍ يشبهُ السِّجن لمن عاشَ حياتهِ حرًّا، أتذكرُ يوم أحضروني إلى هنا كان المطرُ يهطلُ بغزارةٍ، لكن بردهِ لم يكن شيئًا مقارنة ببرودةِ قلوبهم وهم يقولون:" هذا المكان سيكون
كم من القهر يمكن أن يخفيه صمت عابر؟
خلال فترة تدريبي في إحدى الصيدليات، دخل رجل في أواخر الثلاثينات، وجهه مشبع بتجاعيدِ الزمن، كانت ملابسه البسيطة تنبئُ بحياةٍ يوميةٍ تطاردُها هموم لا تنتهي، لكن، على الرغم من كل ذلك، كانت هناك ابتسامة خافتة لكنَّها دافئة، تضيءُ وجهه. تقدَّم نحونا، أنا والدكتورة المناوبة في ذلك اليوم وقال بصوتٍ مهذبٍ: (السلام عليكم، بدي أوتريفين وبروسبان وزيرتك) وهي أدوية خاصة بالزكامِ والسُّعال. بدأتُ بتجهيز الأدوية التي طلبها دون الحاجة لوصفة؛ كان من الواضح أنه يعرف جيدًا ما يحتاج إليه، ربما بحكمِ
هل استطعتَ أن تعرفَ نفسك أم لا زلت في طريقكَ نحو ذلك؟
صدّقْ قد يستغرقُ الأمرُ عُمرًا بأكملهِ حتى يعرفُ الإنسان نفسهُ وقد يستغرقُ الأمر رسالةٍ كونيةٍ تأتيهِ بغتةً،صدفةً،بلا تهيأة وقد يستغرقُ الأمرُ أربعةَ الآف جرحًا مُرصعًا بمحبةٍ كاذبةٍ أو ركلاتٍ من سنينٍ متعاقبةٍ وقد يعرفُ الإنسانُ مكنونَهُ بدونِ عناء الوقت ولا وشومِ الدنيا. قد يعرفها وهو في طريقهِ لعملهِ قد يصطدمُ بنفسهِ وهو ينهِجُ بكلالةٍ ليلحقَ ورقة التوقيع. وهو يناولُ عامل النظافة في الصَّباحِ ويعينُه. وهو يمسكُ على أوتارهِ كي لا تخرقُها نوبة هلع من الإمتحانِ الذي أوشك على أن يبدأَ
لا تلتفـت !
لا تلتفـــتْ ولا تصغي لصوتٍ يؤججُ المواجِع لا تلتفتْ حتّى ولو توقّدت حولك الأشياء يستثيرك دخانها تناديكَ لرحابها استغنِ بما أنت بهِ نافع لا تلتفتْ تؤرّخ الندوب أوسامها على جلودكَ وتاريخُ الصبر قد قطعت فيهِ ألاف الشَّوارع لا تلتفتْ لو كان الصوت أثيلًا لما تأخر حتى الآن لا تبرر له ولا تستسلم للذرائع ما حيلة الجمرة المشتاقة؟ تُهطِلُ عليها أكواب دموعك وتنمو بها العجافُ والسوابع كان للحنينِ سطوةً لا تكن لهُ بعد ضِمادِ الفلقِ تابع كان للذكرى نأمةٌ
الـمِيلاد
وأقولُ في حضرةِ الميلادِ لقد حملتُ همَّك كأنَّما أردتُ أن أسجَّل حضوركَ في كل عامٍ أردتُ أن يستريح كفنك المؤجّل أنِّي قد حظيتُ بنجاةٍ جديدةٍ من الموت من النسيان من العدمِ وأنّي هُنا اليوم لأحصي أكثر مما فقدت وأن أفقد كل ما أحصيتْ. تُولدُ أشياءنا قبلنا اسمائنا التي اقترعوا لها أهالينا ملابسنا ورائحة الانتظار التي سكنتها و صور خيالات أمهاتنا لنا في الدّار نحبو ثم نسقطُ ونكملُ الخُطى ندهسُ الطعامَ نعضُّ على ألعابِ الليغو نرجدُ الهاتفَ أرضًا ونمشي نحو الشَّارعِ
حتَّى لا يُهدَر ما عُمِّرْ لا بد من ..؟
عند إلتقائِك بشخـصٍ ما أيّ شخص سواء كانَ صديقًا,حبيبًا,أو شريكًا في الحياةِ لا شك بأن يكتمل هذا الإلتقاء بالإيفاء بالعقدِ. عقدٌ تعقدهُ معهُ حول صفقةٍ شُركائها أنت وهو,ميثاقُها "الاحتـرام " وبالحديث عن الاحترامِ يعتقدُ البعض أننا نقصدُ الحواراتِ المُنقّحة من الشتائمِ والسبِّ,أو التحفُّظ حدّ الحدود في التعامل مع الآخر بلا إهانةٍ أو ذِلّة. -لكن؟ لن يقتصر هذا العُرف إلى غايةِ هنا فللاحترام معانٍ أخرى,كما الاحترام في الغيابِ وهي أن ترعَى الفراغ الذي أتركهُ كحُريّةٍ لكَ وتصون الودّ وتحفـظ سرّي ولا