لماذا كلَّما هممتُ بكتابةِ هذا السطر ينزفُ على يديّ؟

لماذا عندما يحينُ وقت المغادرة تتسمَّرُ قدماي عند العتبةِ؟

وقبل كل شيء لماذا لا أستطيعُ أن أنسى أنني لا أنسى..!

أريدُ أن أقايضَ قلبي على رِهان

أريدُ أن أطرقَ بابًا لا يعوزُني إليهِ استِئذان

وأن أعودَ لردهةِ المنزلِ الوسيعةِ

بدون أن أشعرَ بتطويقِ الباحات حول عنقي

أن لا تصطادني الشَرقةَ 

بعدما أرغمتني على ارتشافِ سُم الفُرقة

أريدُ حياةً أو مماتًا

ولا أريدُ تطابقًا في الميزان

أريدُ ابتياعَ سترةٍ طُرّزتْ بـِلوني الزهريّ المفضل

وأن تكونَ سُترة بسِمةٍ سحريّة

سحرية مثل خرافاتِ الأميرات 

مثل قصص ما قبل النوم 

في ارتدائها يتردَّى عنك الحُزن

وينوبُ إليكَ الفأل واليُمن 

اهدودرَ وقتي في التنقيبِ 

ولذلك طلبتُ أن أُجازَ

أنا للإجازةِ في إعازة

أردت الغفلة فالإدراك بأنَّك في الواجهةِ

تقيّدُ المواقفَ ولحدسِك أذهانٌ وأذهانْ

والعقلُ في التوصيفِ والتُرجمان

صارَ مُنخلًا تتصفَّى بهِ الأقوال والأحكام

أن تحجبَ هذا الوميض من أن يصلَ إلى قلبك

فتنكشفُ إليكَ حقيقة كل هذه الأحزان

وأن ما وضعته في غير قدرهِ قد وضعك دون قدرك

للناس أثقالٌ وأوزان

ما بالي قِسْتُ الشبر بالأطنان

ودّع ودّع ما استطعت 

أيَُها الإنسان

إن إنبجسَ هديرُ عيونك مرّةً

لا تطلقُ لهُ العنان