لا تلتفـــتْ

 ‏ولا تُصغي لصوتٍ يؤججُ المواجِع

 ‏لا تلتفتْ

 ‏حتّى ولو توقّدت حولك الأشياء

 ‏ يستثيرك دخانها

 ‏تُناديكَ لرحابها

 ‏استغنِ بما أنت بهِ نافع 

 ‏لا تلتفتْ

 ‏تؤرّخ الندوب أوسامها على جلودكَ

وتاريخُ الصبر قد قطعت فيهِ ألاف الشَّوارع

 لا تلتفتْ

 ‏لو كان الصوت أثيلًا لما تأخر حتى الآن

 ‏لا تبرر له ولا تستسلم للذرائع

 ‏ما حيلة الجمرة المشتاقة؟

 ‏تُهطِلُ عليها أكواب دموعك 

 ‏وتنمو بها العجافُ والسوابع

 ‏ كان للحنينِ سطوةً 

 ‏لا تكن لهُ بعد ضِمادِ الفلقِ تابع

 ‏كان للذكرى نأمةٌ وشدوة

 ‏لا تشتريها لمن لها كان بائع

 ‏أراقوا الأيام كسيلٍ من دماءٍ مستباحة

 ‏وبما صنعوا لم ترفّ الأجفان متأسفًة 

 ‏فلا تلتفتْ

 للناسِ أبدالٌ وللكلمةِ الواحدة معانٍ 

 ‏ولمواقعها في الإعراب

 ‏نواصبٌ وروافع 

 ‏لا تلتفتْ 

 يُبليكَ بما جاهدتَ على تركهِ

ولنقطةِ الصفرِ قد صرتَ راجع

استدرْ للأمامِ واصنعْ السفينة

واجبرْ الرياحَ على أن تُماهي شِراعكَ

لا تقول جرت الرياح بما لا تشتهي السفن

أنت الرياح وأنت السُّفن وأنت دِراعكَ

عزّك الله بين أهلك وللهِ فقط يجثو قلبك راكع.