يُعرَف الإنسانُ بالأشياءِ التي بمقدورهِ الاستغناء عنها والعيش بدونها ...

إن موطن القوة الحقيقي يكمنُ في السر وراء قوة التخلّي في غَوْرِ الحاجةِ و لو شبَّ القلب عليها واستماتَ،

في طيِّ ما يمكنك استبداله تكسبُ مالا يمكنك الاستمرار بدونهِ.

لقد شعرتُ بتلك الحاجة الماسَّة؛ كي أشعر أن روحي واهنة وأن أوزان المواقف والكلمات والوعود كلها أصبحت بلا أي كتلة أو قيمة في داخلي.

وكان ذلك بالإقرار أولًا أن جودةَ العيش تعتمدُ على من هم حولنا وعلى مدى تأثيرهم على صحتنا النفسيّة والجسديّة، قد تتسبب الأشياء العزيزة لنا بالمزيد من الألم كلما حاولنا الاحتفاظ بها وكلما قبضتَ على ذلك الحبل أكثر كلما أصبح ناتئ يكشطُ كفَّك أكثر.

ولا سيما أن ذلك الضرر الشديد لم يكن سوى من معرفةٍ متينةٍ و علاقةٍ وطيدة.

فأصبحتُ لا أعوّل على الغصنِ المُرتجفِ

الذي يلتقمهُ الفأس بغبنٍ و مكرٍ

أو على الفاصلة التي تزدحمُ بعدها مئات الجُمل

بدونِ نقطةٍ راسخةٍ في عرضِ الصفحةِ 

لا أعوّلُ على النوايا 

ولستُ بمعوزةٍ لانعكاسها بالمرايا

أو يمينٍ وحلفان 

أو معرفة أصل الحكاية

أن ينظرَ القلب والعقل في آن

وتعرفُ حينها معنى أن تمدَّ يديك

 في قيعانِ البحر المظلمة

لتلتقطَ بيديك دستات السَّبايا.