كيف يمكن للكتاب الاحتفاظ بروح الاستمرار في كتاباتهم الطويلة؟

أنجزت مجموعة قصصية طويلة من ١٢٦ صفحة وحالياً أقوم بنشرها وهذا الأمر ام يكن ليتحقق لولا أن أنشأت في بداية المجموعة المخطط التفصيلي لها بالكامل من حيث التصوّرات والنقاط التي يجب أن أمر بها برواية قصصي وكيفية سيرها، بحيث أنني في بداية الكتابة كنت أرى النتجية النهائية للكتابة مسبقاً ولذلك أنصح أن نقوم بإنشاء مخطط تفصيلي يتتبع نقاط الكتابة المستقبلية تماماً ك checkpoints تشبه الألعاب، أي النقاط التي نحفظ بها تقدّمنا باللعبة، أي أن نضع حتى مواقع المشهد وكل التفاصيل المبدئية من البداية،حيث تساعد خارطة الطريق هذه التي رسمتها على ضمان الاتساق والاستمرارية ولكن كيف يحدث ذلك؟ في أنها تؤمن أمان من التناقض، أي تمنع التناقضات الكبيرة الخاطئة بالكتابة المحبطة. وثانياً أنها تشعل الحماسة للكتابة السهلة المعلومة، المجهول متعب للكاتب ومحبط له.

سهل جدا وبسيط شأنه شأن النجاح فى أى موضوع فى الحياة بس بناءا على الأتى:

شخص مبدع وموهوب:

إكتبي كل يوم صفحتين أو ورقة فلوسكاب وش وضهر إجبارى حتى لو على سبيل التجربة، مش شرط تضيفيها فى الكتاب أو الرواية إلى بتكتبيها ولكن بعد ماتكتبي الصفحة قيميها مقارنة بالعمل السابق وهيبقي قدامك اختيارين إضافتها أو إلقاءها فى سلة المهملات وسواء ضيفيتها أو رمتيها إنتى كدا براءة من شغل التأليف اليومي.(صفحتين دى طبعا لو حضرتك بتملى بسرعة وحافظتي عليها لمدة 365 يوم هتألفى كتاب جبار مكون من على الأقل لو رميتى نص الى كتبتيه هيبقي متوسط كتاب 300 صفحة وعاااش جداً يعني).

شخص لسه مبتدىء فى الكتابة:

هتمسكى كتاب إسلوبه شيق وممتع وتقرأى 5 صفح وتكتبيهم كل يوم وتطبقي الموضوع دة على 5 كتب ولا حاجة وبعد ماتخلصي أبهرينا بالكتوبات التى ستكون من تأليفك بسبب إسلوب كتابتك إلى إتحسن وبقي بشكل مبدع مثل الكتاب الذين قرأتى وكتبتي لهم بشكل مستمر كل يوم لمدة ع الأقل برضو سنة ولا حاجة كل يوم تقرأى 5 صفح وتمسكي ال 5 صفح تكتبيهم تاني بس كدا وشوفى النتيجة بعد سنة والله لتصبحى من أفضل مؤلفين العالم كل شئ بيبدأ بالتقليد ومن ثم الإبداع لا إبداع بدون تقليد فى الأول.

أعتقد أنه يوجد بعض الإستراتيجيات التي يمكن تساعد في هذا الأمر كتحديد أهداف قصيرة الأجل وجداول كتابة منتظمة لتوفير الشعور بالتقدم، بالإضافة إلى إيجاد بيئة محفزة للكتابة، والانخراط في مجموعات كتابية لمشاركة الأفكار والدعم المتبادل، كما ينبغي على الكاتب تقييم الأسباب المعيقة والتعامل مع النقد بمرونة والاستفادة منه للتحسين.

من تجارب الكتاب الأخرين المهتم بهم مثل يوسف أدريس ونجيب محفوظ وستيفن كينج أجمعوا جميعا على نصحية ثابته وهو تحديد وقت ثابت للكتابة يوميا حتى لو أنك ستجلس ولا تكتب شيئا ولكن التزامك بأن هذا الوقت مخصص للكتابة يجعله روتين يومي، وهذا ما أفعله اخترا لنفسي وقت ثابت من اليوم للكتابة حتى لو أنني سأجلس لأظل الورق، وصراحة أعتمد على الكتابة اليدوية لأنني حاولت الالتزام بالكتابة على الكمبيوتر ولكنها لم تكن مناسبة للاستمرارية ولكني أرغم نفسي عليها في الوقت الحالي، لذا الحل بالالتزام بوقت ثابت ومع الوقت ستعتاد الكتابة في هذا الوقت، وبالتأكيد أهم شيء أن يكون لديك الدافع المهم لكتابة الموضوع الذي تريده.

الكتابة هي عمل إبداعي، وفي رأيي لا ينتج الإبداع تحت الضغط.

ولذا فلا يجب على الكاتب الالتزام بموعد محدد كافي، بل يجب أن يمنح نفسه وقتا أطول من اللازم، ليستطيع اختيار الوقت واليوم المناسب حيث يكون الذهن صافيا والمزاج رائقا.

هذه تجربتي ونتيجة خبرتي.

يعتمد ذلك على طبيعة القصة نفسها، ومقدار اتصالها أو انفصالها عن الكاتب، إن كانت متصلة بالطبيعة من محيط الكاتب وطبائعه الشخصية، فإن بشكل واع أو غير واعي سوف يكب كل همومه على النص حتى يحرص على استكماله بأي طريقة ما. ذلك يساعد على توليد المزيد من الأفكار ذات الطابع النفسي المميز، واستعمالها في الحبك والقص.

على صعيد آخر، يمكن التعامل مع العمل، من أجواء العمل نفسه، وبناء جدار منيع ضد أي شيء خارجي قد يشغلك عن كتابة القصة، ذلك يعتمد في المقام الأول على قوة الفكرة وحماسك لعرضها والتفصيل فيها. هنا نحن أمام خيارين؛ إما كتابة القصة كاملة فور التحمس لكتابتها، والمخاطرة بإخراجها على نحو ناقص (لأن الحماس يقتل الحرفية في الكتابة). وإما أن تكتبيها وقتما تعوذي إلى كتابتها، وذلك قد يشمل النص الأول بالطبع، وإعادة الكتابة، فإعادة الكتابة، فإعادة الكتابة.

الاستراتيجية الفاصلة في كلا الحالتين؛ هي الكتابة. أي الإلتزام في الكتابة يوميا، وسوف تجدين نفسك تدفعين نفسك دفعا، ويرجى العلم أن الإلتزام هو شرط ضروري مكتفي بذاته. يعني لا يجوز السؤال (ماذا أفعل حتى ألتزم بالكتابة يوميا .. أنت تلتزمي بذلك فحسب، هذا معنى الإلتزام أصلا).

الإلتزام لغويا واصطلاحيا؛ هو لزوم فعل لا مناص من فعله.

ملاحظة: أسلوب التقطيع جائز في الرواية كما في القصة القصيرة، يعني يمكنك كتابة العمل ككل في قصة قصيرة، ثم تفريشها على راحتك، أو كتابة فصول الرواية على صورة قصص متتالية، أو أي طريقة تناسبك من أسلوب التقطيع.