كثيراً ما ينصحنا رواد "التنمية البشرية" بالتفكير بشكل "كبير"، هل يمكن أن يكون أحياناً الرضى بالواقع والالتزام بروتين يومي هو شجاعة أكبر من الطموح الكبير والبحث دائماً عن التطوير الذاتي؟ صدّرت لنا الولايات المتحدة ثقافة ما أٌطلق عليه بالعربية (التنمية البشرية)، وقد تغلغلت هذه الأفكار في أجيال كاملة، نشأوا وهم يتوقعون أن كلهم سيكونون مليونيرات ومشاهير. وكلنا نرى العديدين من حولنا، يسعون ويلهثون ويضعون أنفسهم تحت ضغوط جمة، لكي يحققوا هذا المعيار والهدف الذي وضعوه لأنفسهم. وثقافتنا المنتشرة حالياً عادةً
Mohammad Hany
مِصري من صعيد مِصر، أسعى لتطوير ذاتي على المستوى النفسي والوجداني والفكري باستمرار. خريج كلية الآداب قسم على الاجتماع، وأدرس الترجمة من وإلى الإنجليزية. هواياتي هي القراءة والاستماع إلى الموسيقى.
117 نقاط السمعة
35.9 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
علاج القبول والالتزام: ستيفن سي هايز وأفكاره حول العلاج النفسي
ينبني العلاج السلوكي المعرفي المشهور على تغيير الأفكار، عن طريق ملاحظة ما يُدعى بالأخطاء المعرفية ، وتصحيحها، بشكل متكرر، حتى يتغير أسلوب التفكير الاكتئابي أو القلق. ولكن "ستيفن سي هايز" صاحب فكرة "علاج القبول والالتزام" كانت له فكرة أخرى. فقد رأى أن المقاومة مع العقل غير مجدية، وأن العالم الداخلي للإنسان لا يمكن التحكم به، مما جعله يرى أن "القبول" يقلل من المجهود المهدور في مقاومة الإنسان لعالمه الداخلي. ينصح "ستيفن هايز" الفرد الذي يعاني مع عقله، بمراقبة الأفكار التي
أين تكمن السعادة بالنسبة لكم في الوصول إلى الهدف أم السعي إليه؟
"لماذا نحن هنا؟ سؤالٌ صعبٌ! سؤال يراودني!"... الكثير منّا يذكر هذه الأغنية من زمن سبيستون الجميل! وبالرغم من أن الأغنية موجهة للأطفال، إلّا أن التساؤل حقيقيٌّ جدا عزيزي القارئ! سؤالٌ حاولت الميثولوجيا والأديان الإجابة عليه، وحاول الفلاسفة أيضاً الإجابة عليه، وربما كلٌّ منا يمر بهذه اللحظات من التأزُّم الوجودي: "لماذا أنا هنا؟! هل الهدف هو المتعة؟ تحقيق الذات؟ الحب؟ العمل؟ السفر؟ المغامرة؟ التجربة؟ المعرفة؟... " . قادني بحثي وأنا أسعى للإجابة على هذا التساؤل إلى كتاب بعنوان "كلما وجدت معنى
قوة الآن: ارتباطنا بالماضي والمستقبل لا يجعلنا نعطي الاهتمام للحظة الحالية
عقولنا البشرية قد تكون من أكثر الأنظمة تعقيداً في العالم الحيوي، إنها هبة مبهرة تمكننا من الإدراك والوعي والتحليل، ولكن... كثيراً ما تتحول عقولنا تلك إلى ألد أعدائنا. قديماً كنتُ أظن أنني عقلي، أن ما أفكر به صادر عن نفسي، أنني إذا فكرت بأفكارٍ سيئة، فأنا بالتأكيد سئ. ثم مر عليَّ كتاب إيكهارت تولي (قوة الآن) ، حيث تكلّم الكاتب عن أنّك لست أفكارك، أنت لست عقلك. بالنظر إلى العقل من هذه الزاوية، اكتشفت أن عقولنا أداة، إذا لم نروضها،
اللدونة العصبية وتغيير تركيب دماغنا
عن مفهوم اللدونة العصبية: في السابق أعتقد علم الأعصاب في ثبات الدماغ على تركيب معين مع سن الرشد، ولكن مع اكتشاف اللدونة العصبية، اتضح أن دماغ الإنسان في حالة فك للدوائر العصبية وخلق لدوائر جديدة في كل لحظة، فكل عادة أو مهارة أو سلوك جديد يعيد تركيب دماغنا. ما معنى هذا الكلام؟ اللدونة العصبية أو المطاوعة العقلية Neuroplasticity: كان يعتقد العلماء في القرن العشرين أن الدماغ عضو ساكن يبقى ثابتاً بعد مرور الإنسان بما يسمى "الفترة الحرجة" وهو مصطلح في
الإرادة الحرة: هل نملكها أم نحصل عليها؟
بالطبع هو نقاشٌ محمومٌ جدا في أوساط الفلسفة والعلم : نقاش الإرادة الحرّة ، وحاول الفلاسفة الإجابة عليه، وعلماء الأعصاب كذلك، وبالطبع المؤمنون بالأديان والعقائد والحركات الروحية المختلفة لهم أيضاً مواقفهم. وأنا لم أطّلع على أيٍّ من هذه التنظيرات ، ولكّني كوّنتُ فيه وجهة نظر بُناءً على التفكير . في إحدى المرّات، كنتُ جالساً في مقهى مع صديق ، وحاول الصديق إقناعي بأننا لا نملك إرادة حرة ؛ نظراً لما يُفرض علينا من الخارج من ظروف مادية. الإنسانُ مِنّا يولد