"لماذا نحن هنا؟ سؤالٌ صعبٌ! سؤال يراودني!"...
الكثير منّا يذكر هذه الأغنية من زمن سبيستون الجميل! وبالرغم من أن الأغنية موجهة للأطفال، إلّا أن التساؤل حقيقيٌّ جدا عزيزي القارئ! سؤالٌ حاولت الميثولوجيا والأديان الإجابة عليه، وحاول الفلاسفة أيضاً الإجابة عليه، وربما كلٌّ منا يمر بهذه اللحظات من التأزُّم الوجودي: "لماذا أنا هنا؟! هل الهدف هو المتعة؟ تحقيق الذات؟ الحب؟ العمل؟ السفر؟ المغامرة؟ التجربة؟ المعرفة؟... ".
قادني بحثي وأنا أسعى للإجابة على هذا التساؤل إلى كتاب بعنوان "كلما وجدت معنى الحياة قاموا بتغييره" للكاتب الأمريكي "دانييل كلاين".
أصل هذا الكتاب هو أن الكاتب "دانييل" كان يملك نوتة صغيرة يدون فيها اقتباساته المفضلة للفلاسفة، عن كيف تعيش بالشكل الأمثل، وكيف تنظر إلى الحياة.
"لا تُفسدُ متعة ما تملك، باشتهاء ما لا تملك، تذكر أن ما تملكه الآن كان يوماً من الأشياء التي تمنيتها." – إبيقور
يستهل الكاتب كتابه بهذا الاقتباس، وقد أضاء في رأسي وقادني للكثير من التساؤلات.
لماذا نشتهي ما لا نملك؟ ولماذا تزول متعة ما وصلنا إليه بسرعة؟
بنظرة سريعة على منصة لينكدإن يمكنك أن تعتقد أن السعادة هي منصب وظيفي راقي مع سيرة ذاتية ضخمة. ولكن في تجربتي الشخصية وجدتُ أن لذة الوصول سُرعان ما تتبخر!
ولكن... ماذا لو كانت السعادة هي في السعي في ذاته؟؟
في كتابه "علم الأعصاب الوجداني"، يناقش عالم الأعصاب "ياك بانكسيب" فكرة أن من ضمن سبعة غرائز أساسية بالمخ، فإن الرغبة أو السعي هي أكثرها أهمية.
يقول "بانكسيب" أن الدوبامين، وهو موصل عصبي في الدماغ يرتبط بالمكافئة واللذة، هو أيضاً يرتبط بالتخطيط والتنظيم. مما يعني أن الكائنات الحية تشعر باللذة والمكافئة بمجرد "استكشاف" بيئتها والبحث عن معلومات جديدة تساعد في بقائها.
توصلت من رحلة بحثي أن السعي والرغبة لن ينتهيان أبداً، دائماً ما سيكون هناك ما نريده، دائماً سوف نسعى للمزيد.
ولكن يمكننا أن نوازن، بأن نفهم أن الوصول إلى كل شئ ليس هو الهدف، وإنما إستمرارية البحث هي المتعة الحقيقية.
التعليقات