تقاس الأخلاق بناءا على ما ينفع الإنسان و نقول ذلك شيء أخلاقي و ما يضر الإنسان هو شيء غير أخلاقي .. و لكن السؤال المطروح هو : كيف لنا أن نتأكد و نجزم بأن ما يضرنا نحن هو نفسه ما يضر غيرنا ؟ مثلا قد يضرنا نحن سماع الموسيقى لكن أشخاص آخرون يحبون سماعها .. و قد يضرنا نحن شرب الخمر بينما آخرون يشربونها بلا أي ضرر .. و بالتالي فإن القيام بتعميم بعض الأخلاقيات لكي تشمل جميع الناس هو تفكير غير سليم و ربما ظالم نوعا ما .. لأن التخصيص هو الأدق و هو الأقرب إلى الحقيقة و إلى العدل .. فلا يجوز عقلا و منطقا اعتبار جميع الناس متشابهون لأن هذا الشيء يتعارض مع حقيقة الاختلاف ..
هل أخلاقك هي نفسها أخلاقي ؟
@Rafik_bn حسنا أنا أقصد تارك الصلاة غير المتعمد الذي يستثقل الصلاة لأنها شيء روتيني و هو بطبيعته و فطرته ينفر من الإلتزام و الروتين ليس لأنه جاحد أو كافر أو مخالف متعمد .. بل لأنه شخص بطبيعته يميل للتغيير و لا يجد أي راحة في تقليد شيء هناك من يقومون به أو لا يوجد له جدوى أو ربما هو غير مفهوم لديه بعد .. فهو ليس جاحد و يتمنى أن يأتي يوم و يلتزم فيه مثل الناس فربما عند بلوغ سن متقدم كالأربعين فما فوق .. فكثير ممن يتركون الصلاة لا يتركونها جحودا بها بل يتركونها لأنها طقوس روتينية و هم بطبيعتهم لم ينضجوا نفسيا بعد لكي يرتاحو صحيا و جسديا للأداء الروتيني .. فربما جانبهم الحسي لا يتطور إلا بعد سن الأربعين
تارك الصلاة المتكاسل غير المتعمد الذي لا ينكرها لم أمر سابقا على عالم قد كفره وإن كفره بعض العامة فعن جهل منهم او سوء اسلوب في تقديم النصيحة والامر بالمعروف..
لكن أود تنويهك على أمر مهم،
فربما جانبهم الحسي لا يتطور إلا بعد سن الأربعين
سن التكليف ليس الأربعين كما تعلم! ولو انتظرنا حتى يوافقنا هوانا وحِسُّنا على الأمر كي ننفذه، فأين مجاهدة النفس؟ لماذا هي دنيا إذا وهي اختبار عبادة.. إن كنا لن نقوم بالعبادة حتى تتوافق مع هوانا وتصير أسهل لنا.. بالطبع لا يجوز تكفير حتى من يفكر بهذه الطريقة ونرجو له الهداية لكن هذه العقلية مهزلة برأيي، مهزلة عظيمة جدا.. على الأقل على المتكاسل أن لا يفكر بهذه الطريقة ويجاهد نفسه بدلا من ذلك ولا يبرر لنفسه بأعذار واهية كعدم تعود الروتين وكذا وهي في الحقيقة خدعة من النفس الأمارة لإماتة الضمير،
الذي يجاهد نفسه ويعارض هواه ولا يتخذ هذه الأعذار على الاقل مهما طال الزمن سيوفقه الله للالتزام بها يوما ما لأن الله قال في معنى الآية والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.
و في النهاية يا صديقي، إن كنت تريد أن تعرف العذر إن كان حقا شرعيا مقنعا أو واهيا تافها فتخيل نفسك أنك تتعذر به امام الله عندما يسألك عن الصلاة في يوم القيامة هل ستقول له انتظرت الأربعين لأنني لم اكن ناضجا حسيا للتعود على الروتين الممل؟!! إجابتك لنفسك ستكشف لك كل شيء
بالنسبة للشخصيات الحدسية جانبهم الحسي ضعيف بالفطرة أي من عند خالقهم .. و أنا لا أتكلم عن هوى أو تكاسل و لا مصلحة لي في التبرير لترك الصلاة لأنني مسلم و أحببت تعاليم ديننا الإسلامي منذ الصغر .. و لكن لما كبرت و دخلت تجارب مريرة مع الواقع و الحياة و تعلمت فهمت و أدركت أن الشخصيات الحدسية مظلومة جدا في مسائل توظيف جوانبهم الحسية .. فالالتزام بروتين يعتمد على الجانب الحسي هو شيء شاق عليهم و عسير جدا لأن قدراتهم كلها تعتمد على الجانب الفكري و لا يجوز تصنيفهم و وضعهم في صنف واحد مع الجميع لأن هذا ظلم كبير في حقهم و أنا مدرك تماما لما أقول .. و يضاف إلى جانب ذلك النفور الفطري الطبيعي من التقييد و من الالتزام الروتيني و وجود احساس بالتضييق و بخنق للحرية في العبادة وفق ما هو عادل و نافع للنفس و البدن فلا يجوز التعميم و اعتبار الناس كلهم متشابهون ..
التعليقات