مَن مِنّا لم يُشاهد حتى الآن تُحفة السينما العالميّة: The godfather؟. احتفل العالم قبل فترة قصيرة بمُرور 50 عاماً على إنتاج الفيلم، فهو من انتاجات عام 1972! وإلى اليوم ما زالَ يدور في الذاكرة، يُشاهد، يُناقش، يُطرح على الطاولة الفنيّة كندّ حتى بعد كُلّ التراكمات التقنية والمعرفية التي نالها العالم من فترته إلى اليوم، لذلك قررت أن أغطّي بعض التفاصيل لمُحبّي هذا العمل من كواليس ومعلومات قد تكون جديدة للقارئ:
- فرنسيس فورد كوبولا، لم يكن المُرشّح المُفضّل!
هذا المُخرج العملاق، الذي صدّر لنا تُحف حقيقيّة من السينما، لم يكن في ذلك الوقت المُرشّح الأهم عند شركة باراماونت! إنما جاء في المرتبة الأولى المُخرج كوستا غافراس، مع أنّ كوبولا كان في وقتها لديه رصيد لا بأس به ومُهم في السينما، عشر سنوات تقريباً من العمل فيها.
وبالإضافة إلى كُل ذلك عُرض الفيلم على المُخرج سيرجيو ليوني، لكنهُ لم يقبل بهذا العرض لإنّهُ أعتقدّ أنّ الفيلم يُكرّم المافيا ويعزز من قيمتهم، خاصّة أنّ العنوان الأول الذي كان كمُقترح هو: المافيا.
- بداية مسيرة آلباتشينو Alpacino الحقيقيّة!
لا يخفى على أيّ واحد منّا البراعة والروعة في الأداء والأرشيف المُذهل من الأعمال الذي حققها هذا الرجل في مسيرته المهنية، لكن كيف بدأ؟ على يديّ كوبولا!. هل كان لألباتشينو أي أعمال قبل الـ 1972؟ نعم، فيلمين، لكن كان يُعتبر الأقل حظاً بين كُل المُرشّحين للأدوار في فيلم العرّاب، إلى أن أصرّ فرانسيس كوبولا عليه، رُغم أنهُ وقتها كان يُعتبر أقل المُمثلين أهمية وحرفية ومستقبل واعد في الصناعة!
- الطرد، الاستبدال كانَ وشيكاً لفرنسيس كوبولا لولا..
يبدو أنّ المُخرج في حينها تعرّض للكثير من الإزعاجات وعدم الاستقرار في العمل على هذا الفيلم، إذ بعد بداية التصوير وبعدّة أسابيع قررت شركة باراماونت استبدال كوبولا بـ إيليا كازان الذي يُعد مُخضرماً جداً بالتعامل مع مارلون براندو، لإنّهُ قد تعامل معهُ سابقاً، اعتقدت شركة باراماونت أنّ كازان سيستطيع إدارة مارلون براندو بشكل أفضل من كوبولا، لكن ما أوقف هذه العملية، هذا الاستبدال الذي كان سيحرمنا من مشاهدة المُنتج الأخير الرائع هو أنّ مارلون براندو أصرّ على بقاء كوبولا كمخرج وهدد بترك الفيلم لو تم استبداله، فعدّلت الشركة قرارها.
- أجمل الأفلام بأقل توقيت!
رغم الكثافة النصيّة البصرية الذي هيكلها الكاتب الشهير لهذه السلسلة: ماريو بوزو. الذي اقتبس السيناريو من الرواية وبأمانة عالية، استغرق فرانسيس كوبولا في ترجمة هذه السطور وما بينها إلى صور وفلسفات مرئية شهرين فقط، بالتمام بين 23 مارس 1971 إلى 24 مايو من العام ذاته، بالضبط 62 يوماً!
أخيراً، أطلق ستانلي كوبريك المُخرج الغنيّ عن التعريف حُكماً ورأياً في هذا الفيلم بأنّهُ أجمل فيلم على الإطلاق بأجمل كادر!
وأنت عزيزي القارئ هل تراه فعلاً كذلك؟ إن شاهدته ما هو مشهدك المُفضّل من السلسلة؟.
التعليقات