لا يخفى عن أحد الضجة التي أثارها فيلم أصحاب ولا أعز، ولمن لم يشاهد الفيلم فهو من أفلام اليوم الواحد التي تناقش مجموعة من القضايا المختلفة، على رأسها دور الخصوصية في الحفاظ على شكلِ كل مِنا أمام الآخر.

فأكثر ما جذبني في الفيلم هو بدايته بلعبة بسيطة إتفق عليها مجموعة من الأصدقاء وهي أن يسمح كل منهم للجميع سماع أي مكالمة هاتفية، أو رسالة صوتية، أو رسالة مكتوبة تأتي خلال جلستهم، وبالتدريج بدأ ستار الخصوصية يرتفع عن كل منهم ليكتشفوا أنهم بعيدون جدًا ولا يعرفون الكثير عن بعضهم البعض كأصدقاء، وكأزواج.

ناقش الفيلم خيانة الصديق لصديقة، وخيانة الزوج لزوجته والعكس، كما طرح فكرة صراع الأجيال بين الأباء والأبناء من منظور جديد، وتطرق نسبيًا إلى المثلية.

رغم أن الفيلم مقتبس من فيلم أجنبي، بل وتم تقديمه تقريبًا بنفس النسخة الأجنبية دون تغيرات جوهرية، إلا أنه ليس بعيدًا عن مجتمعاتنا العربية خاصة بعد الإنفتاح واقتحام التكنولوجيا التي لها دور كبير في التغير الفكري والأخلاقي الذي حدث للبعض، فالقضايا التي ناقشها الفيلم في رأيي هي نفسها ما نقرأه يوميًا على صفحات السوشيال ميديا الإخبارية، وما كانت تحدث من قبل ولكن في صمت.

فالفرق البسيط بين الآن ومن قبل هو أن التكنولوجيا سهلَت من إنتشار الخبر أو الحادث وتداوله، بعكس من قبل حيث كنا نظن أننا نعيش في سلام، في حين أننا لم نكن نعرف شيئًا ليس أكثر.

إلى جانب القضايا التي طرحها الفيلم، هناك ألاف القضايا الإجتماعية التي نُعاني منها ونسمع عنها بشكل يومي

فلنفترض أنك حصلتَ على فرصة لطرح قضية بين أصدقائك أو على شاشات السينما أو حتى على وسائل التواصل الإجتماعي، فما هي القضية التي سترغب في طرحها؟

ولو كانت قضيتك مطروحة في الفيلم بالفعل، فما هي وجهة النظر التي كنتَ تريدُ أن تطرح القضية منها؟