لطالما أصابتني الأسئلة التقليدية في العلوم الطبية بالملل الشديد فالاسئلة التي نطرحها عادة في مجتمعاتنا العربية عن الطب جلها تنحصر في " هل هذا الدواء نافع " و " الفيروس المسبب للمرض الفلاني " , " طرق تنحيف سريعة " ( طبعا دون نسيان المصطلحات العلمية الضخمة هنا و هناك ) .. قد يكون أغلبها نافعا للبعض .. لكن ان لم تصب القارئ بالموت متسمما ستتسبب له بالموت مللا دون شك ..

حاول العلماء دائما الجمع بين اكبر لغزين واجهاهما , الفضاء و جسم الانسان .. رغم حداثة البحوث التي تجمع بينهما – نسبيا- و قلتها – انعدامها كليا بالنسبة للمحتوى العربي فحتى الآن لم أجد موضوعا واحدا يجمع بينهما- غير أنه لا يمكن النفي بوجود صلة , ففي الوقت الذي يظهران فيه متباعدين تماما غير ان كلا منهما يعتمد على مجموعة كبيرة من البيانات على شكل صور تستغل لاستخراج المعلومات

الرابط بين التلسكوب و ميكروسكوب

التداخل بين التقنية و البرامج التي يستعملها علماء الفلك في دراسة الصور و إزالة الغموض عما قد يبدو مجهولا بها و التي كانت تستعمل في الواقع لتحديد مواقع المجرات البعيدة .. و استعمالها في الكيمياء النسيجية المناعية و هي ببساطة تقنية تستعمل التلوينات المناعية من أجل تحديد موقع تواجد الأورام الخبيثة هي بالضبط ما يحتاجه الأطباء من اجل تحديد الفروقات الدقيقة بين عينات الأورام تحت المجهر , و التي أدت إلى نتائج مذهلة فبرنامج معالجة الصور الذي صمم خصيصا من أجل المساعدة في دراسة و تعقب الكواكب و إكتشاف المجرات أدى إلى الحصول على نتائج أكثر دقة و أسرع من الطرق التقليدية في تحديد موقع الأورام الخبيثة

كيف يمكن لفحص بالأشعة للدماغ مساعدة علماء الفضاء في فهم النجوم ؟

يبدو أن للفحوص بالأشعة للدماغ و السوبرنوفا ( المستعر الأعظم ) نقاط مشتركة أكثر مما كنا نتوقع ..

لقد ساعد برنامج طور للاستعمال داخل المستشفى في مساعدة علماء الفلك في دراسة بنية السوبر نوفا فبعد حصول العلماء على نتائج تجميع معلومات للمستعر الأعظم " cassiopeia A " و الرغبة في استعمال تلك المعلومات لفهم بنية البقايا والعمل على معرفة كيف انفجر النجم ... لكن المشكلة التي بقيت مطروحة هي عدم وجود أي طريقة جيدة متاحة للنظر إلى تلك المعلومات باعتبار أن جل البرامج تعتمد على بعدين فقط .. غير أن إقتراح استعمال " 3D slicer software " و هو برنامج طور في مستشفى بوسطن للنظر الى نتائج الفحوصات بالأشعة للدماغ أدى إلى الحصول على نتائج أكثر دقة و جودة !

ليست البرامج فقط ما كانت تجمع بين العلوم الطبية و علوم الفلك فحتى الصور كانت تتشابه على نحو يثير الإستغراب .. الأمثلة عديدة من هذا القبيل و التي تبين أن العلاقة بين هذين العلمين أعمق مما كنا نتخيل

ما رأيكم ؟