عند الحديث عن مطورين أبدعوا في ألعابهم، يكثر الحديث عن الفريق الأمريكي الكلب الشرس Naughty Dog، و أجد في بعض الأحيان وصف الإبداع و الأصالة في ألعابهم، مع التدليل على الأفكار الجديدة التي يضفيها الفريق في ألعابه. ينشر هذه المعلومات مجموعة من الدخلاء و جديدي العهد على الألعاب. لا مشكلة في ذلك، المشكلة عندما يتحدث الغوغاء و يعلو صوتهم النشاز في نشر معلومات لا صحة لها. ربما نجد الأصالة في ألعاب، لكن ليست في ألعاب الكلب الشرس. أو على الأقل ما لاحظته في أبرز عناوين الفريق التي نالت شهرة أكثر من بقية العناوين من نفس الفريق.
نبدأ بثلاثية كراش بانديكوت Crash Bandicoot التي صدرت على منصة بليستشن و صدر لها ريميك قبل بضعة سنوات. اقتبست كراش الكثير من ثلاثية دونكي كونگ كونتري Donkey Kong Country التي صدرت عل سوبر ننتندو و طورها فريق رير البريطاني. أولاً التحكم بحيوان غوريلا/بندقوط، و السير في مراحل متتالية تحددها خريطة، ثم تجميع فاكهة موز/ومبا، و تكسير براميل/صناديق، و ركوب حيوانات، و تجميع عملات/صور، و هجوم الدوران/الالتفاف.
على ذكر كراش، لاحظت في هؤلاء النشار الذين يأتون بأفكارهم و يصدرون أصواتهم من مؤخراتهم الإصرار على تسمية ريميك كراش ريماستر و ليس ريميك، لأن مؤخراتهم تظن أن اللعبة مجرد نعديل على اللعبة القديمة مع تغيير الفيزيائية التي جعلت اللعبة أصعب. لا أعلم إن كانت تلك الأصوات القبيحة التي تصدر منهم تعلم أن الفريق لن يتعب نفسه بمجرد تعديل الفيزيائية، و إن إعادة التطوير مخلصة faithful للعبة القديمة لأن رسوم اللعبة القديمة لا تصلح لمجرد النقل و لا حل سوى إعادة التطوير من الصفر بمحرك جديد. هذا غير أن صعوبة كراش سببها تصميم المراحل السيء الذي يحد رؤية اللاعب.
سلسلة المجهول Uncharted أبرز سلسلة طورها الفريق. لا حاجة لذكر أن هذه السلسلة أخذت الكثير من لارا كروفت تومب رايدر Lara Croft Tomb Raider لأن كثيرون يعرفون هذا الشيء. كلا اللعبتين بهما شخص يجمع الآثار و يواجه ألغاز و يتجاوز عقبات. ما ميز Uncharted تصميم المراحل الأفضل و المميز و الألغاز المتقنة و المسلية في حلها و التحكم متفوق بمراحل. تفادى ريبوت Tomb Raider الذي صدر في 2013 عيوب الألعاب القديمة و قدم تجربة أفضل من السلسلة الأصلية و برأيي الشخصي أفضل من Uncharted.
أخيراً لعبة الآخر منا The Last of Us. قد تبدو للبعض أفكار هذه اللعبة أصلية، لكن لم أجد فيها أي شيء مميز. قدمت اللعبة أسلوب لعب لسابقتها من الاستديو أي سلسلة Uncharted يشمل هذا السرد القصصي مع عناصر لعب من سلسلة Resident Evil مثل الأسلحة المساعدة من ريميك الأول و الشخصية المرافقة من الرابع و الخامس و خيار التسلل أو المواجهة منMetal Gear Solid. بمعنى آخر، مزجت The Last of Us أساليب ثلاث سلاسل ألعاب، و على الرغم من المزج أتقنت اللعبة هذا المزج و الخليط من الأفكار و الأساليب و طرق اللعب، مما جعلها أفضل لعبة طورها الفريق.
تعاب على بعض الألعاب تقليدها لألعاب أخرى، و نرى مثلاً ما يعاب على الألعاب العربية التي تصدر سيئة لكثرة الأخطاء و العلل فيها. إن رأينا حالة فريق Naughty Dog، نعرف أن لا مشكلة في التقليد و الاقتباس إذا أتقن الفريق اللعبة. إن أدركنا هذا، نعرف أن لا أهمية للأصالة إن كانت اللعبة متقنة و مسلية.لا يحتاج أي فريق مطور ليحفر الصخر حتى يجد فكرة جديدة لم يسبق وجودها. يكفي تطوير لعبة جيدة و مسلية تلائم تطورات الوقت.
التعليقات