كثيراً ما نجد أنفسنا نؤجل بدء مشاريعنا، منتظرين اللحظة المثالية التي تتوفر فيها كل الظروف الداعمة. نعتقد أن النجاح يحتاج إلى تخطيط كامل، موارد كافية، وخبرة كبيرة. لكن هل هذا الانتظار يمنحنا انطلاقة قوية فعلاً، أم أنه يصبح عائقاً يجعلنا ندور في دائرة التأجيل دون خطوة فعلية؟ هناك من بدأ بمحدودية الموارد وتعلم أثناء الطريق، وهناك من فضّل الانتظار حتى يضمن استعداداً كاملاً. فهل علينا التحرك بما نملك الآن، أم أن الانتظار حتى نكون في أفضل وضع ممكن هو الخيار الافضل؟
إذا كنت تنتظر الظروف المثالية لبدء مشروعك، فقد تنتظر للأبد.
هذا صحيح، وكثير من رواد الأعمال يدركون أن (التحسين المستمر) أكثر واقعية من (الإطلاق المثالي). لكن هناك تحدٍ آخر: كيف نميز بين التحسين التدريجي الضروري وبين الإطلاق المتسرع الذي قد يضر بسمعة المشروع؟ بعض المنتجات إذا أُطلقت بجودة منخفضة قد تفقد ثقة المستخدمين من البداية، مما يجعل تطويرها لاحقًا أكثر صعوبة. هل ترى أن هناك حد أدنى من الجودة يجب تحقيقه قبل الإطلاق، أم أن التوقيت أهم حتى لو لم يكن المنتج جاهزاً بالكامل؟
بالتأكيد، هناك خيط رفيع بين التحسين المستمر والإطلاق المتسرع. التوقيت مهم، لكن لا يمكن التضحية بالجودة الأساسية التي تضمن تجربة مستخدم مقبولة. الفكرة ليست في إطلاق منتج مثالي، بل منتج يحقق الحد الأدنى القابل للحياة (MVP) دون أن يضر بسمعة المشروع. بعض المجالات، مثل التقنية المالية أو الصحة الرقمية، لا تتحمل أخطاء البداية، بينما في مجالات أخرى، مثل التطبيقات الاجتماعية أو الأدوات الإنتاجية، يمكن الاعتماد على التغذية الراجعة للتحسين التدريجي. إذن، السؤال ليس فقط عن الحد الأدنى من الجودة، بل عن مدى تقبل الجمهور للأخطاء الأولية، وهل السوق المستهدف يعطي الأولوية للتوقيت أم للموثوقية؟
التعليقات