في الآونة الأخيرة، لفت انتباهي ظاهرة مثيرة للاهتمام في سوق العمل الحر على منصت العمل الحر، وهي تفضيل العملاء لباعة جدد أو مبتدئين على باعة ذوي خبرة وسمعة. في البداية، ظننت أن السبب هو الفرق في التكلفة، فقد يكون البائع الجديد يقدم خدماته بأسعار أقل من المحترف. ولكن بعد مراجعة بعض المشاريع المنجزة، اكتشفت أن هذا ليس دائماً الحال، فهناك حالات كثيرة حيث يختار العميل البائع المبتدئ حتى إذا كان سعره مساوياً أو أعلى من سعر الخبير. فما هو التفسير المنطقي لهذا الخيار؟

هناك عدة عوامل قد تؤثر على قرار العميل في اختيار البائع المناسب لمشروعه، ولكن أظن أن أبرزها هو الابتكار. فالبائع الجديد قد يكون أكثر قابلية للتجديد والابتكار في تقديم خدماته، وقد يستخدم أساليب وأدوات جديدة وحديثة تجذب انتباه العميل وتزيد من رضاه. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون البائع الجديد أكثر حماسة وتفانياً في إنجاز المشروع بأفضل جودة ممكنة، لأنه يسعى إلى بناء سمعة طيبة وزيادة تقييماته على المنصة. بالمقابل، قد يكون البائع المحترف أقل حيوية وإبداعاً في عمله، لأنه يعتمد على خبرته وشهرته التي اكتسبها من خلال سنوات من الخدمة، وقد يستخدم نفس الطرق والأساليب التقليدية التي اعتاد عليها.

ولإثبات صحة هذا التحليل، يمكننا الإطلاع على بعض الأمثلة من المشاريع المنجزة على بعض المواقع في مجالات مختلفة، مثل التصميم، والبرمجة، والكتابة، وغيرها. فسوف نجد أن هناك باعة جدد قاموا بإبهار عملائهم بأفكار جديدة وجذابة، وحصلوا على تقييمات عالية وإشادات كثيرة. وفي المقابل، سوف نجد أيضاً أن هناك باعة محترفين قاموا بتقديم خدمات متوسطة أو دون المستوى المطلوب، ولم يحظوا برضا عملائهم أو تقديرهم.

إذن، يمكننا القول إن العميل الذكي هو الذي يختار البائع الأنسب لمشروعه بناءً على معايير موضوعية وعملية، ولا ينظر فقط إلى عدد الخدمات المنجزة أو التقييمات المتحصلة. ما رأيكم هل تتفقون معي؟ وهل هناك أسباب أخرى تجعل العميل يختار المستقل المبتديء؟