ما هو السبب بدراسة العلوم الدنيوية باللغات الأخرى؟
هل في اللغة العربية عيب حتى يدرس العرب العلوم الدنيوية باللغات الأخرى؟
بشكل عام اللغة التي تتوفر فيها المعلومة هي اللغة المسيطرة في العلم، عندما لا تتوفر لدينا مصادر باللغة العربية أو براءات اختراع بلغتنا ماذا علينا أن نفعل؟ من الطبيعي أن نلجأ للغات أخرى.
إضافة لذلك ليس عيب أن نتعلم/ندرس باللغات الأخرى، بل العيب أن لا ننقل هذا العلم لمجتمعنا و أن لا نقوم باكتشاف المعلومة بأنفسنا ونعتمد على الآخرين في ذلك.
أما إذا كنت تقصد التعليم في المدارس، فاللغة العربية كلغة هي قوية ومرنة ويمكنها أن تتفوق على الانجليزية وكل اللغات الأخرى.
لكن للأسف معظم المراجع غير مترجمة وهذا ما يعرقل العملية التعليمية "للمعلم والمتعلم".
وبهذا نجد أن المشكلة ليست فى اللغة بل في أهلها.
العيب ليس في اللغة العربية بل بنا نحن العرب، لم نقد ما نملك من ثروة علمية وفكرية وإرث حضاري عربي أصيل، وهذا أودى بنا إلى حالنا هذا وجعل الأخرون يأخذون الركب منا ويبحرون حتى يشكلون حضارات وإنجازات وتطورات علمية مهمة، للأسف نحن السبب في تقاعسنا وبدلاً من الفخر والتطوير والتعزيز لما نملك من حضارة وقيم ونقوم بالبناء عليها، هجرناها وتركناها وأصبحنا نأخذها من الغرب فخورين بثقافتهم وعلمهم وتطورهم وناكرين ما نحن كنّاه أصلاً حتى توالت السنين والعقود وأصبحت ثقافتهم هي المتطورة والمتفوقة ولا أحد ينكر هذا وحين نريد أن ندرس تخصص نذهب للاغتراب والدراسة في الخارج لأننا نعلم أن العلم هناك متطوراً بكثير عنّا ولا نحاول إلى الأن فعل شيء تجاه الأمر ولا أعتقد أن الأمر سيحدث قريباً، نحتاج عقود من أجل الوصول لما وصلوا إليه غرباً.
لذلك تفرض اللغات الأخرى نفسها على اللغة العربية بسبب تقاعسنا نحن وليس بسبب اللغة العربية نفسها.
تعريب العلوم أمر شبه مستحيل طالما بقيت مرجعيتنا هي الدول الأوروبية، هناك مجالات علمية تكون بحاجة للإطلاع على كل جديد بها والمصدر الاول بها هي المراجع والأبحاث الأجنبية، فكيف سيكون الأمر هنا؟
هذا بجانب الدراسات العليا، أحد شروط المناقشة هو نشر الأبحاث في مجالات علمية ذو مرجعية، وبالطبع الأبحاث باللغة الإنجليزية، الأكثر من ذلك أن في التجارب العملية يجب أن يكون لديك مرجع لتجربتك وبالطبع المرجع الاكثر مصدقية هو باللغة الإنجليزية.
لذا الأمر ليس مفاضلة بين لغتين مطلقا، لكن حينما كنا رواد في هذه المجالات كانت لغتنا تفرض نفسها وتدرس في بلادهم، والآن يحدث العكس.
التعليقات