من خلال تجاربكم، ما هي نصائحكم في مسألة اختيار المسار التعليمي، هل أختار التعليم باللغة العربية أم اللغات؟ وما هي أسبابكم ؟
ماذا أختار لابنتي: التعليم باللغة العربية أم اللغات؟
اللغات بالتأكيد، لأننا بعصر يستند كليا على اللغة، انظري أبسط مثال حولنا، عندما تبحثين عن مصادر للكتابة تكون المصادر أجنبية، المحتوى كله المعتمد والموثوق أجنبيا، الوظائف أغلبها حاليا تطلب درجة إتقان عالية للغة، يعني اليوم اللغة الأجنبية هي أساسية، كما أنها بالجامعة لو دخلت كلية عملية تدرس كل المواد بالإنجليزية، سيكون جيد لها أن تدرس الرياضيات والعلوم بالإنجليزية من الآن، فلا تكون الكلية صادمة بالنسبة لها. وبالنسبة للغة العربية يمكنك تأسيسها فيها جيدا، وتعليم قواعدها باستمرار، وممارستها معها بالمنزل، وفي التعاملات اليومية
الأهم هو معرفة نهج المدرسة في تنشئة الطفل وتعليمه ما يحتاجه فعلًا من مهارات تساعده على التكيف مع التطور السريع في هذا العصر، لأن بعض المدارس هي واجهة فقط، وإذا كان الناتج هو تمرس الطفل في اللغة الإنجليزية فقط، فهذا يمكن إنجازه من خلال بعض الكورسات مع المحترفين، المقصود أنني مقابل التكلفة المالية، أحتاج للتأكد أن المدرسة تساعد في تكوين عقلية واعية للطفل (بجانب طبعًا أسلوب التربية في المنزل).
الاطلاع على المنهج نفسه وتقييمه هذه نقطة أخرى وقد تحتاج لنقاش منفصل لأنها معقدة فعليا، خاصة لو ذهبنا للمنهج الأمريكي والبريطاني وخلافه، ولكن للواقع أنا لا أحبذ المغالاة في التعليم، يعني المدارس الانترناشونال والتي تعطي مناهج أمريكية وبريطانية تجهد الطفل ذهنيا وعقليا بطريقة قد لا يستفيد منها مستقبلا فلا أفضلها، ولكن أفضل المنهج الذي سيستفيد منه الطفل بطريقة لا تجعله يكره التعليم أو يشعره أنه عبء عليه، خاصة أننا بعصر التعلم الذاتي به أساسي، يعني يجب أن يكون الطفل محبا للعلم ليبحث عنه بنفسه
أحتاج للتأكد أن المدرسة تساعد في تكوين عقلية واعية للطفل (بجانب طبعًا أسلوب التربية في المنزل).
معك حق تماما، المشكلة أن المدارس حاليا خاصة حينما تدخل المادة في الموضوع، أصبحت لا تلقي بالا لتكوين عقلية الطفل، أو على الأقل الحفاظ عليها سليمة، بل على العكس في كثير من الحالات والتجارب تكون المدرسة هي مصدر سلبي جدا.
اللغات أفضل وليس في هذا العصر وحده، لو نظرنا إلى التعليم في الماضي فسنجد أغلب الكتاب والمفكرين والعلماء معهم لغة أجنبية بجانب اللغة العربية وهذا يسهل عليهم كثيرا الوصول إلى مصادرة مختلفة للتعلم ومتابعة الجديد في العالم بدون الانتظار إلى ترجمة هذا البحث العلمي أو هذا الكتاب، وفي نفس الوقت ظلوا محافظين على اللغة العربية، فالعالم يتقدم وعلينا الاعتراف أننا لا نضيف فيها بشكل كبير باللغة العربية، فدورنا هو مواكبة التطور حتى يمكننا أن نضيف في المستقبل لغيرنا بأي لغة نريد.
اللغة العربية طبعاً ، أولاً لأنها لغتنا الأساسية فكيف أربي طفل عربي ولغته العربية ركيكة ، بل من أخطر الآفات على المجتمع هو عندنا ينسلخ من هويته ليواكب هوية مصطنعة ، غير أن اللغة العربية من أصعب اللغات في العالم لذلك تعلمها في الصغر يعود بالفائدة على الطفل على عكس بعض اللغات الأخرى التي يسهل تعلمها مقارنة باللغة العربية مثل الإنجليزيّة والأسبانية.. الخ
بالنسبة للتعليم بمصر الفارق بينهما ليس كبيرًا، ففي النهاية يعتمد تعليم طفلك على جهودك بصورة كبيرة، فمهارة اللغة والحاسوب والحساب الذهني وغيرها يمكن تعليمها كإضافات خارج المدارس عبر الكورسات، وقليلًا ما يعتمد الأطفال على المدرسة، مهما كان اختيارك احرصي على التحاقها بالكورسات التي تحتاجها في تنمية اللغة والمهارات، ومتابعتها.
تعليمي كان باللغة العربية ولكن لتمكني من الإنجليزية تمكنت من التحويل بسهولة عندما أصبح بالإنجليزية في مرحلة الجامعة.
ولكن بشكل عام أعتقد أن تعلم الإنسان بالإنجليزية -خاصة وليس اللغات بشكل عام- في المدرسة مع المحافظة على تعليمه العربية بشكل قويم في المنزل هي المعادلة المثالية.
لأن التعليم اللغوي بدون العربية يجعل الإنسان فاقدًا لهويته بشكل ما خاصة أنها لغة حديثه، والعكس قد يجعل من إتقان الانجليزية -وهو أمر مهم جدا جدا في عصرنا الحالي- مهمة صعبة قد تتطلب سنوات من المجهود.
في رأيي من الأفضل الدراسة باللغة الإنجليزية خاصة العلوم الأساسية للتمكن فيما بعد من الاطلاع على جميع العلوم الحديثة والأبحاث الهامة التي أصبح معظمها باللغة الإنجليزية، وهذا لا ينفي أهمية اللغة العربية التي نعتز بها كلغة أصلية ولا بد أن نعمل على تعليمها لأطفالنا وإبراز أهميتها لأنها لغة القرآن الكريم وأم اللغات.
التعليقات