اليف شافاق الروائية التركية تكتب :
قواعد العشق الأربعون...تحقيقا لرواية الكفر الحلو
قواعد العشق الأربعون _ رواية _
تبدأ الرواية من حيث تنتهي، و تغوص في أعماقها من حيث تخطئ رجلك سقوطا في محيطها !
خمسة فصول كانت كفيلة لتجعلني أغوص و أتعمق وأكشف أسرارا لم أكن لأبلغها لولم أقف على كل كلمة و أضع النقطة مع انتهاء كل عبارة !
ارتشافة قهوة، وميض لمبة، سكرة قراءة، سكون ليل، صفاء ذهن، رحلة مع العشق....البحث عن صديق !
الأرض : الأشياء التي تكون صلبة، متشربة و ساكنة .
الماء : الأشياء السائلة تتغير و لا يمكن التنبؤ بها .
الريح : الأشياء التي تتحرك، تتطور و تتحدى .
النار : الأشياء التي تدمر و تحطم .
العدم : الأشياء الموجودة من خلال غيابها .
( الكفر الحلو ) عزيز زاهارا
التي حققتها إيلا ليكشف لنا الستار بعدها عن روايتين
قواعد العشق الأربعون : رحلة شمس للبحث عن الرومي و انتظار الرومي لصديقة الذي لم يكشف له الدهر يوما عن صورته !
رحلة عشق إيلا التي تقيم في نورثامبتون ل عزيز الذي يقيم في آمستردام و يتجول في أنحاء العالم و قصة الحب المتبادل بينهما...
و الأذن تعشق قبل العين أحيانا !!!
تبدأ الرواية هناك في بغداد في تكية الدراوييش عندما يحل نازلا عليهم درويش غريب، شجاع مقدام، رزين و حكيم، كسر كل الحواجز ليصبح الرجل المختلف بينهم...لينال إعجاب الجميع بعد ذلك !
تطوى الأيام يوما بعد يوم، تمضي الساعات ثقيلة على الدرويش الجديد في التكية لا شك أنه جاء يبحث عن شيء و قد تأخر حصوله عليه...
تصل رسالة من القيصرية الى بغداد، هرج و لغط، كلام كثير يدور في وسط التكية بسبب تلك الرسالة
كانت الرسالة من سعيد برهان الدين _صوفي_
فحوى الرسالة يتحدث عن عالم جليل يدعى جلال الدين الرمي يعيش في مدينة قونيه و يخبر فيها سعيدج بأن الرومي دائما ما كان يشعر بعدم الرضا في قرارة نفسه إذ ينقصه في حياته شيء ما _فراغ لا يستطيع أسرته و لا مريدوه أن يملؤوه_ كان بحاجة إلى صديق إلى رفيق درب...
كان دائما ما يرى حلما و فسره له سعيد بأنه الصديق الذي يبحث عنه و أن هذا الصديق موجود في مكان ما و أن هذا المكان هو تكية بابا زمان في بغداد كما فسره سعيد و رآى فيه دود القز و الحرير دلالة على هذا المكان.
عقد اجتماع طارئ و قرأت الرسالة أمام كل الدراويش المقيمين في التكية...
من منكم مستعد لخوض هذه الرحلة ؟!
ارتفعت آيادي كثيرة ليفاجأوا بالجزء الأخر من العرض
( الرحلة محفوفة بمشاق و مخاطر كبيرة و لا شيء يضمن عودة الشخص الذي سيذهب )
عندها لاذ الجميع بالصمت و ارتخت الأيدي نزولا
و لم يبق إلا عازم واحد صمد أمام هذا الجزء من العرض !
لا شك أنه شمس !
هل أنت واثق ؟!
نعم يا سيدي !
بدأ رحلته....بحثا عن صديقه بحثا عن الرفيق الذي ينتظره و لم يعلم كل منهما صديقه قبل هذا و لم يره
بدأت الرحلة بعدما تأجلت أكثر من موسم...
اعتادوا عليه و كرهوا مفارقته فباعدوا بينه و بين موعد الوداع...
في مواجهة الريح انطلق ممتطيا فرسه عند بزوغ الفجر...
في هذه الأثناء و أحداث الرواية كانت إيلا تعيش مع أحداث الرواية لحظة بلحظة منغمسة في التفكير في ثناياها و خبايا تلك السطور العميقة !
فجأة وجدت نفسها بطريقة عابرة تفكر في كاتب الرواية و مؤلف الكتاب...
تبحث في موقعه..تقرأ سيرته...تبحث عن إيميلا للتواصل معه...و بالفعل !
بينما كانت تسير أحداث الماضي و لقاء شمس بالرومي كانت تسير أحداث في الحاضر و لقاء إيلا بعزيز !
تمر الأيام و يرحل شمس ليبقى الرومي وحيدا فردا منكسر النفس...
يرجع شمس بعدما يبحث عنه سلطان ولد و يرجع لكيميا التي طالما عشقته و عشقت لمسات يده !
يتزوجان لتموت هيا حسرة عليه و يموت هو الآخر غدرا في حديقة المنزل !
القواعد الأربعون هي تلك القواعد التي وضعها شمس في رحلته و أكملها مع الرومي الذي اختطفه من أسرته !
كما تنتهي روايتنا مع شمس عند مقتله تنتهي مع عزيز عند موته في المستشفى بعد لقائه بإيلا و ممارسة كل انواع الحب مع بعضهما البعض....!
العشق في رواية...الحب في سطور !
رواية أثرية و تلك حاضرة...تكشف لنا عن اسرار طالما سمعنا عنها لكن الكثير منا لم و لن يعيش منها سرا واحدا !
العشق من نظرة؛ و الحب من كلمة؛ و الحلم العميق !
الإعجاب الذي ما يلبث أن يتحول إلى حب يغوص في الأعماق و يجري في حبل الوريد...
قواعد العشق....عشق يعيشه القارئ في ظل ثنايا الصفحات....
قلمي
التعليقات