اعزائي عائلة فاين

في يوم امس كنت أعاني من اعراض نزلة البرد وما يصاحبها من دموع وأمور اخرى لا أرغب بدخول تفاصيلها، كنت أمسح دموعي واتأمل في تلك العلبة المرمية ( علبة فاين ) وإذا بي اقرأ ذلك النص الذي كُتب على إحدى جوانب العلبة:

" في عالمنا الشائك، يمكنكم الاعتماد على فاين لإضفاء لمسة النعومة! تتمتع مناديل فاين بلمسة خاصة من القطن الطبيعي لإعطائكم النعومة التي تستحقونها "

وإذا بمخيلتي تسرحُ قليلًا عن واقعي، هل حقًا هناك نعومة نستحقها ولكن لا نعرف عنها؟ هل حقًا هناك أمورًا نستحقها ولكن ذلك العالم الذي تلقبونهُ بالشائك هو من يخفيها عنا؟ أم أن مشاغل الحياة صرفت اذهاننا عن مستحقاتنا؟

أو اننا ذوي إراداتٍ ضعيفة وأقتنعنا بما وضعه المجتمع والعالم هذا لنا من قوانين وواجبات وأيضًا مستحقات وحقوق؟

بصرف النظر عن ذلك الجانب... لنرى ذلك الجانب الآخر، هل يمكنني الوثوق بشخصٍ ما لإعطائي ذلك الحق؟

طُلب مني الوثوق بفاين ، هل يمكنني؟

ام ان ثقتي ستُهدم واخسر بذلك اثنان من حقوقي في هذه الحياة وليس حق واحد فقط

لذلك، هل يمكنني المجازفة بذلك فقط لعلمي بأن شخصًا ما يعرف حقي؟ هل يمكنني إعطاء ذلك الشخص ثقتي الكاملة فقط طمعًا في حق لا أعرف ان كنتُ استحقة أم لا في واقع الأمر....

وإذا كان ذلك صحيحًا وتلك هي النعومةُ التي نستحقها...من منّا يقرر ما نستحقه وما لا تستحقهُ نفوسنا؟

هل هناك شخصٌ يستطيع الحكم بذلك؟

هل يمكن أن تُوزع الحقوق هكذا أم انها تُطبق ضمن معايير معينة؟

انا كشخص أعاني من المرض ونزلة البرد والحرارة القاتلة هل حقًا استحق تلك النعومة فقط لأنني استطيع شراءها؟

هل الأمر بهذه البساطة؟

إن كنت تستطيع أن تشترية، إذًا أنت تستحقة

هل هذا كل ما في الأمر؟

إذا كان هذا جُل مافي ذلك النص، إذًا أعتقد أنه ليس هناك حقوق نستحقها حق الاستحقاق

لأنه اذا كان مايحكم مستحقاتنا هو مجرد ارقام ونقود أو

بكل بساطة "استطاعة الحصول علية"

ليس هُناك استحقاقٌ عادل في زمننا هذا

عذرًا اعزائي عائلة فاين لإطالتي في هذا التأمل والتحديق والخروج عن مضمون الواقع قليلًا ولكن أردت الخوض في تلك الأفكار الحائرة لعلها تغادر رأسي لأن المرض قد انتهشه بالفعل ولا اظن أن بإستطاعتي تحمل المزيد

شكرًا لحسن استماعكم لفتاةٍ بائسة ترغب بحل مسائل الحياة بلا جدوى من معرفة الإجابات

شكرًا فاين، بالرغم من ذلك أعدكم بأنني سأستمر بمسح دموعي بأوراقكم الناعمة وأحاول ان أوهم عقلي وأفكاري بأنني استحق تلك النعومة