وارَيتُ شِعريَ - لا قالوا بهِ خَوَرٌ-

تحتَ الفؤادِ وفي العينينِ تَبييني

فاشّقَّقَ الشِعرُ من ضيقٍ ألمَّ بهِ

حتى تدفّقَ من بين الشرايينِ

سَلوا المَعاليَ إنّي كنتُ فارسَها

عندَ الرَّواحِ يَهُبُّ النصرُ يَعروني

فكَم رَقَيْتُ أعالي الصَدِّ تَذرَعُها

كِلتا يديَّ فَما اختَلَّتْ موازيني

مالي وقد باتَ ذَرُّ الأرضِ يُعثِرُني

أنّى استَقَمْتُ وما يَنفَكُّ يُرديْني

أمشي على التيهِ في بيداءِ أسئلتي

والماء عزَّ ولفحُ الشمسِ يُعميني

ضلّت عن الماءِ نفسي مثلَ راحلةٍ

ترجو النجاةَ ولا سقّاءَ يرويني

كم عاذلًا مرَّ والأرواحُ راحلةٌ

والجسمُ بادَ وصَرُّ الريحِ يَذروني

يا راميًا بِرماحِ العذلِ أفئدتي

هوّن عليكَ فليسَ الرميُ يؤذيني

وليسَ يأكلُ من لحمي ولا وضمي

فقبلكم باتَ سبعُ البرِّ يدنيني

فاكسر عظاميَ أو إنْ شئتَ جمجمتي

أنا القتيلُ وليسَ الضربُ يُفنيني

ولّت وما ظلَّ من عينٍ فتبكيَها

لا آسفنَّ فما كانت تهنّيني

-فارس الشخانبة