ابي مريض جداً و ربما لن يعيش طويلاً لا سامح الله ربي يطول عمره و لقد قصرت في حقه و بره طوال تلك السنوات فقد كنت قليلة الادراك فكيف ابره و اعتني به فيما تبقى من حياته و اسعده فأنا نادمة جداً؟ و كيف اعتني بأمي في كبيرة في العمر؟
كيف اعوض الوالدين ما فاتهما من قلة بري لهما؟
لا زال أمامك الوقت لتعديل كل شيء، ومن الجيد أنكِ أفقتِ في الوقت المناسب.
أنصحك بأن تهتمي لأمرهما وأن تجعلهما محور حياتك، وتحاولي إسعادهم بكل ما أوتيتِ من قوة. هل أخبركِ بشيء؟ لا يوجد أسهل من إسعاد الوالدين أصلًا لأنهما لا ينتظران شيئًا، فأبسط الأمور منكِ ستستعدهما بالتأكيد.
كبار السن في هذا الوقت يرغبون في أن يشعرهم الأبناء بأنهم لا يزالون بحاجة إليهم ولا يستطيعون الاستغناء عنهم. أمي -على سبيل المثال- تحزن حين يُخيل إليها من كلامي أنني كبرت وأصبحت أعرف الاعتماد على نفسي. أستطيع أن أقرأ ذلك في عينيها دون تقول؛ فأسرع بذكر شيء ينفي تلك الأفكار من عقلها كأن أخبرها بأني بحاجة إلى دعائها وأن بدونه لن أجد التوفيق في حياتي. حينها تُسر وتعرف أنها لا زالت ذات أهمية في حياتي. والأب كذلك يسعد حين تطلبين منه نصيحة أو رأي بخصوص أي شيء في حياتك، ويسعد أيضًا حين تشيرين إلى أنك تحبين الاستفادة من خبرته وتجاربه في الحياة.
كما يقال أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي، مسألة كيف أبر الوالدين، هنالك الكثير من الأمور التي يمكنك أن تفعلينها مثل؛
احترامهما و طاعتهما ومساعدتهم في مختلف أعمالهما، تلبية مطالبهما، عدم التأفف أثناء الحديث معهما، والتبسم في وجههما ، وقضاء وقت معهما، الإنفاق عليهما وووو
المهم هو النية والبدء فورًا في برهما، فهما بمثابة الجنة في الحياة الدنيا.
أطال الله في عمر والديك، نسأل الله لهما شفاءً يصحبه هناءً..
أفضل ما يرضي الآباء هو أن يلمحا في أبنائهما الصلاح، لا تحسبي أن والدك أو والدي أو أي والد آخر قد يجهل حقيقة أننا معرضون للخطأ والتقهقر سواء في برهما أو غير ذلك، هم واعون جيدا أننا في مرحلة عمرية تعلمية، إدراكهما للأمر سيجعلهم يستاؤون إن لمحوا فينا ذاك التراجع، لكن بمجرد أن يلمحا فينا عودة إلى الرشد، ذلك سيخلق لديهم راحة تنسيهم كل عطب سبق..
لم يفت الأوان إطلاقا على التدارك في البر والإصلاح والإحسان، أتمنى لك التوفيق في ذلك
أطال الله في عمرهما، وبارك في علاقتكم، أريد أن أقول لك قبل كل شيء؛ كوني على ثقة أنه لا يمكن للأب والأم أن يقسو على أطفالهما، وأنه لا يمكن أن تجدي الحقد أو الكره أو عدم المغفرة في قلب أي منهما، وأقول لكِ هذا كي لا تقسي كثيرًا على نفسك.
قبل كل شيء توبي لله، واطلبي منه المغفرة والرحمة وأن يقرب القلوب ويزيد المودة بينك وبين أبيك وأمك، ثم يمكنك الاستعانة بهذه الأفكار كنصيحة مني لك:
- اهتمي بوالدك في فترة مرضه سواء أكان ذلك برعايته وتقديم له الخدمات أو بالكلمة الطيبة.
- قدمي له وجبات يحبها أو أي شيء آخر تعرفين أنه يحبه بشكل خاص؛ ليشعر أنك مهتمة به وبرغباته.
- استمعي له واعرفي كيف يفكر وماذا يريد، وأشعريه أنك تحبينه ومتعاطفة معه.
بشكل عام يمكن لكل من الأب والأم أن يشعرها بالعناية من خلال العديد من المبادرات، منها:
- الخدمة الشخصية بكل منهما أو بالمنزل بشكل عام.
- طهو الطعام لهما، وتناوله معهما.
- نشر الضحك والمزاح في أجواء المنزل.
- الخروج معًا بين فترة وأخرى ولو كان المكان بسيطًا أو قريبًا.
- حث إخوتك على البر والمساعدة لإدخال السرور والرضا على قلبيهما.
- الذهاب معهما إلى الطبيب عند الحاجة.
التعليقات