إذا تقدم لي إنسان مناسب بعد تخرجي من الثانوية ولكن شروطه منعي من دراسة الجامعة والعمل فماذا أفعل؟
انا لست من عشاق الدراسة والعمل ولكني أريدهما إحتياطاً فإن قدر الله وحصل له شيء أستطيع إعالة نفسي بنفسي..
هناك فرق بين أن يخيرك بين الزواج والعمل وبين أن يخيرك بين الزواج والتعليم، الاخيرة هذه لا تحتاج لتفكير أو نقاش، التعليم اليوم من الأساسيات التي لا يجب إهمالها أو التغاضي عنها، وجميع من أعرفهم وتركوا التعليم من أجل الزواج ندموا أشد الندم ومنهم من تركهم أزواجهم لأنهم لم يعودوا مناسبين للمرحلة الحالية كصورة اجتماعية، ناهيك عن أهمية التعليم لك كامرأة وكزوجة وحتى كأم بالمستقبل، شهادتك التعليمية هي سلاحك وستضيف لك الكثير ثقافيا وفكريا وستجعلك تنظرين للأمور ببعمق أكبر.
انا لست من عشاق الدراسة والعمل ولكني أريدهما إحتياطاً فإن قدر الله وحصل له شيء أستطيع إعالة نفسي بنفسي
الموضوع لا علاقة له بالتفضيلات الشخصية، بل هو ضرورة أكثر مما تتخيلي، تعرفين الضرورة التي تستدعي الأم لتطعيم رضيعها بالإبر كل شهر فتصيبه الحمى والوجع؟ لكنها بذلك تحميه بإذن الله مستقبلًا من احتمالية التقاطه أو تأثر جهازه المناعي بالأمراض تأثرًا مؤذيًا.
صحيح قد تسمعين قصص فتيات تركن التعليم وينعمن بحياة هادئة في منازلهن، لكن هذه ليست القاعدة، ثم إن فترة التعليم الجامعي لا تقتصر فائدتها على الشهادة التي ستمكنك لاحقًا من إعالة نفسك، الأمر يتخطى ذلك إلى صقل تفكيرك ونضجك النفسي والعاطفي، هذه المرحلة ستمدك بكثير من التجارب والخبرات التي تساهم في استقرارك الننفسي بعد الزواج، فلا تفكري مجرد تفكير في الزواج دون إتمام تعليمك، بالتوفيق لك مروة.
عزيزتي مروة، أنا سأبدي رأي بطريقة مختلفة الفكرة ليس بأن توافقي أو لا ، أو من أفضل.
الفكرة تكمن بشخص يفرض رأيه وقراره قبل أن تصبحي منتمية له، يخيرك بين أمر هو لصالحك ومصلحتك، بينما هو يرى أن التعليم اختيار، غدًا سيكون رأيك في البيت لا لزوم له، قراراتك مع أولادك لا وجود لها.
التعليم سلاح تحصنين نفسك به، أضيف لك من الشعر بيتًا وأنا مسؤولة عما أقول لو تزوجتي بشخص كهذا يومًا ما سيتجديه منجذب لموظفة أو كاتبة أو مرأة ذات منصب وسيبرر ذلك بثقافتها لماذا تردين أن تحرمي نفسك فرصة التعلم والحصول على شهادة والتعرف على عوالم جديدة حياة الجامعة مختلفة تمامًا عما هو في المدرسة.
إضافة لذلك أجد أنك صغيرة على تحمل المسؤولية مازال أمامك وقت كبير لتمرحي وتعيشي حرة.
أحدثك وأمامي عشرات التجارب. اذا بدأت حياتك بتنازلات لن تتوقف بعد ذلك.
قد يكون ما اقوله غير مستصاغا وغير مقبول للبعض لكني سأقول ما اعرف.
فالتعلمي يامروة ان معنى الحياة يختلف من شخص لشخص، وحاجات الانسان تختلف ايضا من شخص لاخر، وبناء على ذلك يجب ان تكون قراراته.
انا مع ان تكملي دراستك وتبحثي عن عمل، وتستقري مع نفسك قليلا، فإن وجدت شخص جيد يستحق للارتباط الطويل، فبها، وإن لم تجدي بها ايضا ولا مشكلة، لانك اساس الاستقرار وليس شيء اخر.
لكن- وهنا عليك ان تركزي قليلا- ان كان في نفسك شيء من الرغبة او الحاجة الملحة للزواج، لاي سبب كان، سواء كان الجنس او الحماية أو الفضول حتى بأعتقد ان افضل حل هو الزواج، لكن عليك اختيار شخص اقوى واعقل منك، دون ان تتركي دراستك ولا عملك ولا تطوير ذاتتك تحت اي ظرف كان ومهما حصل، لان ذرعك وحاميك الوحيد هي دراستك ومالك اي وظيفتك ومشروعك، فإن تزوجت ووجدتي في الزواج تحقيقا لحاجتك ووجدتي في الاستقرار والراحة والنجاح، فبها، ولذا لم تتفقا لسبب ما أو وجدتي أنك كنت متوهمة يمكنك انهاء الامر بشكل عادي، المهم يجب ان تكون ليك عقلية ان الزواج هو تجربة ليس بالضرورة ان تكون ابدية ، ولا يجب الحكم عليها بالمطلقية ، فإن فشلت فشل كل شيء ...
في ضوء آراء الأصدقاء الحسوبيّين، حتى إن كنتي قادرة على إعالة نفسكِ في الوقت الحالي يا مروة، لماذا لا تعملين على تحقيق ذاتك بالطريقة التي تحبّذينها؟ ما دمتي تفكّرين في بناء نفسكِ كخيار، فإن ذلك بمثابة الحسم الذي ما إن تتراجعي عنه حتى تشعري بالندم. وأنتِ بكل تأكيد لا ترغبين في السقوط في فخ الندم عندما يفوت القطار دون عودة. عليه، أنصحكِ بأن تعملي على تحقيق ذاتكٍِ أولًا، ولذاتكِ، لا لأحدٍ أو شيءٍ آخر.
التعليقات