من يتابع مساهماتي يعرف أنني أميل لمناقشة الموضوعات النفسية والمرتبطة بالصحة العقلية دائمًا، وقد كتبت العديد من الموضوعات في هذا المجال، لكنني أردت في هذه المساهمة إضافة أنني أعمل في مجال الكتابة الشبحية أيضًا، لذا؛ أنا أرحب بمناقشاتكم وأسئلتكم، ويسعدني الرد عليها في أي وقت، وشكرا ل @azow لأنه رشحني لكتابة مساهمة في هذا المجتمع.
أنا إيريني نبيل، مهتمة بكل ما يخص الطب النفسي، وأعمل في مجال الكتابة الشبحية، اسألني ما شئت
أنا مهتم أيضاً بال ghost writing، وعندي تجربة كبيرة بالتدوين والكتابة وأكيد عندي سؤال: كيف تتعاملين مع تحدي الصوت؟ تحدي الصوت بمعنى قدرتك على التقاط صوت شخص آخر ومنظوره بالكتابة مع الحفاظ على سرد ممتاز؟
أصعب أمر ممكن عيشه هو الكتابة بصوت شخص آخر أو مؤثّر أو أي أحد ولو شخصية خيالية طالما أن هذا الموضوع لا يخرج أصيلاً مني بل يُطلب كطلب، أريد أن أعرف كيف تتعاملين مع هذا الأمر!
في الحقيقة ضياء، انت أشرت إلى أصعب تحدي يواجهني، بل ويصيبني بالتوتر عند الكتابة في كثير من الأحيان، هذا بجانب تحديات الكتابة التي تؤرقنا ككُتّاب وانت بالتأكيد تمرّ بها (blank page syndrome, writer's block). ولكني سأضع لك الخطوات التي أسير عليها في الوقت الحالي:
1- التحدث إلى العميل، قبلها أعد ملف بمجموعة من الأسئلة للتعرف إلى توجهات الكتاب ورؤيته الشخصية، بالإضافة لصفات شخصية عنه وعن تفضيلاته في الكتابة، ولا سيما لو كان كاتب محترف في الأساس.
2- أطلب منه أن يشاركني كتابات سابقة، وأناقشه في كل التفاصيل الممكنة بخصوص كتابته، مثلًا: أنا إيريني أميل إلى الشرح التفصيلي لبعض الموضوعات، في حين أن بعض العملاء يريدون كتابة وجيزة في الموضوع لأنهم يخاطبون فئة محددة، بلغة مناسبة، وتبسيط ملائم وغير مُخل بالمعنى الأصلي.
3- في حالة انه كتاب: نضع الفهرس المبدئي ونناقشه سويًا بناء على رؤيته والأسلوب التصاعدي للكتابة من خلال الفصول، لأنه في النقاش الأول مثلًا قد تعتقد أنك فهمت كل المطلوب، ولكن ما تعرض عليه الفهرس، تتضح لديك رؤية مختلفة، وهذا يساعدك جدًا في بناء الهيكل الأساسي لموضوعك.
أهم نقطة وهي كيف أحل مشكلة كتابتي بصوت آخر يختلف عني، وبعقلية لها اهتمامات وآراء يريدها أن تكون متسقة مع كتابتي، هنا النقطة الأولى هي تفريغ كل ما هو داخل عقلي على الورق، ثم تأتي مرحلة التهذيب اللغوي، وفي أثناء ذلك أقارن ما كتبته بكتاباته الشخصية (إذا كانت متاحة)، ثم أرسل للعميل نسخة أولية من الموضوع (15 ورقة مثلًا) ونتناقش فيها سويًا، حتى أفهم التعديلات المطلوبة، رأيه في الكتابة والصياغة، وعليه نكمل الكتابة مع المراجعة عدة مرات حتى ينتهي العمل بأفضل طريقة ممكنة.
أنا أحب الكتابة الشبحية لأنها تسمح لي بالتعامل مع عقليات لم أكن لأقابلها في الواقع أبدًا، كما أنني أحب خوض تجارب مختلفة تمامًا في كل مرة، خصوصًا أن الكتابة الشبحية قد تكون فرصتك في التعلّم على يد خبراء، وفي الوقت نفسه تحصل على مقابل مادي مناسب لمجهودك، وبالإضافة إلى كل ما سبق، انت تخرج في النهاية بفهم عميق لموضوعات كثيرة من خلال عملية البحث والدراسة، وبعدها المراجعة والتحرير، إلى أن تصل لأفضل نسخة ممكنة.
يعني أفهم من كلامك أنك تقومين بالكتابة في البداية كيفما اتفق لكي تحفري كل الأفكار المتفق على حفرها في البداية عند التخطيط ولكن من بعد ذلك تقومين بتكييف المعلومات المكتوبة لتناسب الصوت الذي تكتبين به أو لأجله؟ أعيد صياغة ما كتبت حتى أعرف إن كنت قد أصبت فعلاً بفهمي لما كتبت عن الأمر.
بالنسبة لقفلة الكاتب، writer's block أنا من الناس الصراحة الغير مؤمنين بوجود هذا الأمر إلا بشرط واحد، عدم وجود فعلاً ما نقوله أو عائق فهم بالكتابة ومهارات منقوصة.
عدم وجود فعلاً ما نقوله أو عائق فهم بالكتابة ومهارات منقوصة
أحيانًا تصيبني هذه الحالة ليس بسبب ندرة الأفكار، فأنا لدي مفكرة أضع فيها أفكاري كلها، ولكن بسبب الضغوطات، فأجد أنني غير قادرة مثلًا على كتابة موضوع عن أي فكرة، ولكن كما ذكرت لك، ما يحفزني للخروج من تلك الحالة هو كتابة كل ما يدور في عقلي سواء عن هذا الموضوع أو غيره، وإعادة التنسيق لاحقًا.
التعليقات