بصراحة سأتكلم من واقع تجربتي الشخصية.. دوماً أقوم بطرح أسئلة تفصيلية عن المشروع في حال كان شرح العميل مبهماً بالنسبة لي، لأنني أفضّل أن يقول عني أني لست احترافية على أن يكون العمل النهائي مخالفاً لما يريده.. أذكر جيداً أن مدير إحدى الشركات طلب مني كتابة سكريبت لقناته التي سيفتتحها والخاصة بشركته هذه، وكيف أمطرته حينها بالأسئلة والاستفسارات، وفي النهاية قبل أن يطلب الخدمة قال لي بالحرف: "حتى لو لم يكن العمل كما أردته، تستحقين أن أدفع لك ثمن وقتك
0
نعم رأيت هكذا نمط من الشخصية حولي، وكنت انا كذلك يوماً ما منذ زمن بعيد، ولاحظت شيئاً غريباً فيما بعد. الشخص الذي يهمّه إرضاء الآخر بشكل دائم يوصل نفسه إلى طريق نهايته مشكلة حتماً من دون أن يعي هو نفسه بذلك، لأنني لاحظت أنّ أغلب الناس يميلون إلى اختراع العيوب في الشخص الذي يتعامل بودّ دائم معهم في حال لم يقدروا على إيجاد عيب حقيقي فيه أو رفض منه على ما يطلبونه. كيف يستطيع الإرضائي أن يصل إلى نقطة التوازن
بصراحة لا أؤيد ذلك إلا إذا كان هذا الانفصال مؤقت، مثل الاستقلال لعدة سنوات للدراسة في الجامعة عندما تكون بعيدة، ثم العودة حين الانتهاء"وهذا ما فعلته أنا". من وجهة نظري، الحياة قصيرة مهما بدت لنا غير ذلك، وأحاول دومًا أن أذكّر نفسي أنّ هذه اللحظات التي أقضيها مع عائلتي ستكون كذكريات لي يومًا ما، فلماذا أهرب منها وأجعل هذه اللحظات قليلة، وأحاول أن أكون بعيدة عنهم في وقت مبكر؟
بالتأكيد أوافقك في أنّ التعلق الشديد لدرجة الهوس بتفسير الأحلام هو أمر غير صحي بلا أدنى شك. لكن لم يكن القصد من الكتاب تفسير الأحلام اعتمادًا على كتب التفسير المنتشرة مثل النار بالهشيم، لأنّ الأحلام بالنهاية عبارة عن حوار شخصي بحت بين الإنسان ونفسه، والرموز الموجودة فيه هو وحده من يملك مفاتيح مدلولاتها. لكن برأيك عفيفة، ألا يعد رفض تفسير الأحلام المطلق نوعًا من تجاهل الرسائل التي يرسلها عقلك اللاواعي لك؟ وبالنسبة لسؤال حضرتك لم أفهمه بالضبط؟
كنت قد تقصّدتُ أن تكون المقالة تتحدث فقط عن الأربعين صفحة الأولى من الكتاب كونها تمثل الجزء الأكبر منه، أما باقي الكتاب فلم أضمّنها هنا كونها تحوي موضوعات متفرّقة لا يمكن وضعها تحت عنوان يشملها. كنت قد كتبت ملاحظة عن الكتاب، لن أقول مراجعة أرجو أن تقبلي مشاركتها هنا ما أجمل ما قمتِ بكتابته، وما أروع ذلك الشعور أن نجدَ في الكتب مايعبّرُ عمّا عشناه، وكأننا نجده مكتوبًا مابين السطور. "من الكتب الي تمنيت يكون على شكل كُتيب صغير محمول
جميل جدًا ما تفضّلتِ حضرتكِ بذكره يا نورا، قمت بقراءة مساهمتكِ المذكورة آنفًا وهي تشرح بدقة فعلاً الهدف المتوقَّع الكامن وراء أحلامنا. خاصةً العبارة التي تقول: نحن نحلم للتنبؤ بالصعاب والمشاكل .طبقا للعالم ألفرد أدلرفإن للحلم وظيفة توقعية أي أن النائم يختزن فى عقله الباطن مخاوف وهواجس تدفعه للتحسب من وقوعها وحدوثها حقيقة. أذكر أنني مرة قرأت مقالة علمية مفادها أنّ عقل الإنسان اللاواعي يعمدُ إلى جعل صاحبه يخوض التجارب المخيفة بشكل أحلام كي يواجهها بمنامه مسبقًا، كأن يحلم الطالب
أظنّ أنّ معظم الذين يعملون في مجال الكتابة واجهوا هذا التحدي وأنا منهم،والموضوع محزن قليلاً ولا أُنكر ذلك. فهو يشبه أن تقوم بدفن إحدى تُحَفِك الثمينة في باطن الأرض بعد أن صرفتَ جهدًا في صنعها، عِوضًا عن وضعها أمام أنظار الآخرين. لذلك وبعد تفكير أقنعتُ نفسي بالتالي: 1-في كل مرة ظننتُ أن ما كتبتُهُ كان الأفضل على الإطلاق،لاحظتُ بعد مدّة أنه لا..ليس الأفضل كما ظننت فقد كتبتُ بعده ما يفوقه جودةً وجمالاً،كانت اعتقاداتي مجرد أوهام. 2-داخل كل إنسان فنّان يستحيل
رغم أنه ليس معياراً مطلقاً لجودة أعماله. بالطبع ليس معيارًا مطلقًا وكلامي في الأعلى ليس قاعدة، لكنّ ما كنت أودّ الإشارة إليه بالضبط هو التأكّد ما إذا كان الكاتب مؤهّلاً ليقرأ له غيره،فمثلاً تعجّ المكاتب بالكتب التي تتحدّث عن النجاح وأساليبه أو استراتيجيات بناء الشركات الناجحة،لكن إن أردنا التعمّق قليلاً سنجد المفاجأة وهي أنّ بعض مؤلّفي هذه النوعية من الكتب ليس لديهم أيّ مظهر من مظاهر النجاح الذي صدّعوا رؤوسنا به! إنّهم يبيعون الوهم ليس إلّا! أترجم من وقت لآخر
فحتى لو كان الكاتب مغمورا فربما لديه أفكار مثيرة للاهتمام تستحق الالتفات. لم أقصد في ما ذكرته بشأن الكاتب أي شيء يتعلق بشهرته وما إذا كان معروفًا،ما قصدته هو هل هناك ما يؤهله ليكتب هذا الكتاب في هذا المجال بالضبط؟! أنه ليس لدي من العلم الكافي الذي يجعلني أميز بين الغث والسمين في مجال ليس بمجالي, كتب الأكاديميين تحمل المعلومة بالمعايير الصارمة تمامًا هذا بالضبط ما كنت أنوي الإشارة إليه.