يقول تشارلي مونجر نائب رئيس مجلس إدارة شركة بيركشير هاثاواي – من أكبر شركات الاستثمار العالمية: "أفضل طريقة لتحقيق السعادة هي أن نضع غايات بسيطة." هذا يخالف بعض البديهيات التي تعلمناها: احلموا أحلام كبيرة حتى تستطيعوا تحقيقها، رغم أنه لا يوجد دليل يقول أن حلمنا بالأكبر سيساعدنا حتماً على الوصول للأكبر. بل أن أغلب الأمثلة التي نسمعها يكون منطقها مقلوب: فمثلاً بعد أن يصل بيل جيتس لخط النهاية تكتب عنه الصحف أنه حلم أحلام كبيرة وحققها، وتهمل الصحف آلاف الشباب
عندما نكون في بداية حياتنا ما هو أفضل اختيار: المنصب أم المال؟
في بداية حياتنا تصيبنا أحياناً الحيرة عندما نجد طريقنا المهني وصل عند مفترق طرق، إما نتجه إلى المال بدون مناصب، أو نتجه إلى طريق المناصب بدون مال. يعرف هذه المعضلة كثير من موظفي المصالح الحكومية حيث يكون أمامهم اختيار بذل مزيد من الجهد والوقت بنفس العائد المادي حتى يستطيعوا الدخول في طريق المناصب. أو يكون أمامهم اختيار آخر هو العمل فقط بما يبعد عنهم المساءلة والتقصير، ويتفرغوا باقي وقت يومهم لوظفية أخرى أو للعمل الحر، لكن هذا الطريق يعني عدم
إلى أي مدى تقدمنا تقنيًا وتأخرنا إنسانيًا؟
عندما نتابع أخبار الأقدمين ونقرأ عن تصرفاتهم وسياساتهم وحسن تقديرهم للأحداث ودقة حكمهم على صفات الناس وفراستهم وبلاغتهم وكلامهم المحكم! نتعجب عندما نرى أننا بعد مرور عديد من القرون نادراً ما نرى مهارة وحسن تصرف كمهارتهم. نحن نستمع مثلاً لخطب السياسة ونرى كيف تدار الشعوب ونقارن الحاضر بالماضي فتربح شخصيات الماضي. نحن نقرأ مثلاً عن أخلاق الجيرة قديماً والتعاملات اليومية بين الناس، ونرى في الحاضر أن حالنا لم يصبح أفضل بل صار أردأ. من المفترض أن الإنسان يتطور عقلياً والحضارة
لماذا نحكم على المنطوي أنه متكبر؟
عندما يجلس معنا شخص غير منفتح للحديث ولا يتبادل معنا الكلام والتحيات نشعر أنه متكبر حتى لو فعل أشياء تدل على التواضع. في النهاية انغلاقه أمامنا يوحي لنا أنه يرى أنه يرى نفسه غريب عنا وأرقى شأنا من مشاركتنا. أصل هذه الفكرة عبر عنها الفيلسوف نيتشه في كتاب ما وراء الخير والشر ووصف لنا شعوره كشخص منغلق أنه لا يحب أي شيء يفعله عامة الناس بل يترفع عما يشارك فيه الجميع فلا يحب أن يقرأ الكتب التي يقرأها الجميع لأنها
جلوس الرجال في الشارع أمام منزلهم الخاص: سلوك خاطئ أم حرية شخصية؟
بعض الشوارع في بلادنا نجد فيها رجال يجلسون أمام منزلهم جماعات أو بمفردهم، يجلسون يدخنون ويتحدثون لكن في نفس الوقت يجلسون باحترامهم ولا يتعرضون لأحد بكلمة. بعض من سكان المنطقة يضايقهم ذلك ويشعرون بذلك يحد من حريتهم، والبعض الآخر يرى أنها حرية شخصية. فممن يجلس من هو كبير في السن ووحيد، ولا يؤنسه إلا الجلوس في الشارع يستريح من خواطره ويشعر بوجوده بين الناس. حقيقي أن أحد الجلوس لم يتجاوز القوانين أو يعتدي على راحة الآخرين بشكل مباشر. والشارع هو
من المسؤول الحقيقي عن حماية الأطفال من جرائم الاغتصاب؟
تفشّى في مجتمعنا مؤخراً أكثر من قصة تدور حول اغتصاب البالغين للأطفال، داخل المدارس والبيوت أو حتى في الأماكن العامة...من الغرباء أو حتى من الأقارب. هذه الحوادث، بتكرارها، تطرح واقعاً مؤلماً لا يمكن تجاهله: بيئات من المفترض أن تكون آمنة للأطفال أصبحت مسرحاً لانتهاكات خطيرة تهدد أمن وسلامة الأطفال. المفزع في هذه القضايا أن الضحايا هم أضعف الفئات، لا يملكون قدرة على الدفاع عن أنفسهم، وليس لديهم من الخبرة أو من القوة ما يمكنهم من صد الأذى عن نفوسهم. وبينما
لماذا لا يوجد قانون يمنع أصحاب الإعاقات التي يتم توريثها من الإنجاب؟
شاهدت أكثر من صورة مؤخراً لأشخاص أصحاب إعاقات يتم توريثها أخذوا قرار بالإنجاب، وورث أطفالهم إعاقاتهم مثل ضمور أو عدم وجود أطراف (يدين أو رجلين)، أو بعض التشوهات في وجوههم، وما إلى ذلك من أنواع الإعاقات المختلفة.. نعلم جميعاً أن من حق كل فرد أن يفعل ما يريد، لكن في قرار الإنجاب يكون تأثير القرار ممتد إلى أجيال تالية، قد يكون الأب استطاع أن يتأقلم وينجح رغم صعوباته...لكن لا يوجد دليل أن الطفل سيستطيع أن يفعل مثل والده. لذلك أرى
لماذا يجب أن يختار الرجل زوجة أقل منه في المستوى المادي والاجتماعي؟
أعجبت إحدى الفتيات صديقي في عمله وعندما تحادث معها وجد أن الإعجاب مشترك فقرر الذهاب لخطبتها، وعندما ذهب وجد أن مستواهم مساو أو أعلى بفارق بسيط جداً من مستواه وعندما تحدث معي ظهرت عليه خيبة الأمل وقال أنه مضطر أن لا يستمر في الخطبة.. سألته وقتها عن السبب فأهل الفتاة تقريباً في نفس مستواه وهناك إعجاب متبادل بينه وبينها، قال أنه من تجاربه السابقة عرف أن الزوج يجب أن يكون هو الطرف الأعلى في الزواج، الأعلى ماديا واجتماعياً، فلن تستطيع
النساء أولاً: تقدير اجتماعي أم نوع من الوصاية على المرأة؟
قابلت صديق في بداية يوم عمل وكان عابس الوجه فسألته لو حدث ما يضايقه، فقال لي: كنت متأخراً في القدوم للعمل فيما أنتظر دور طويل على ماكينة سحب النقود، وحين اقترب دوري أتت امرأتان فأفسح لهما الرجل أمامي المجال حتى يدخلا قبلي، فرفضت ترك دوري للمرأتين، فتعجب الرجل وقال كلام كثير فيما معناه أن الرجولة اندثرت ومن الواجب تقديم النساء في الدور فالأنثى هي الأم وهي الأخت و... قد يكون تسهيل حياة المرأة نوع من الشهامة ونوع من أنواع تقدير
ما هو الأصلح للفرد والمجتمع تنفيذ العقوبات أم العفو؟ (الطالبة التي قامت بتزوير رغبات صديقتها)
قامت إحدى الطالبات مدفوعة بالحقد والغيرة باختلاس رقم صديقتها السري الخاص بموقع رغبات الكليات وغيرت رغباتها حتى تمنعها من دخول كلية الطب البشري. بعد القبض على الطالبة المتهمة بتزوير الرغبات قام والد زميلتها بالتنازل عن جميع المحاضر لأنه لا يرضى الضرر للمتهمة، وأضاف أن المهم أن حق ابنته رجع وبإمكانها الآن أن تدخل كلية "الطب" التي أرادتها. ربما يكون العفو عمل إنساني، لكن العقوبة والجزاء لهما مغزى في ضبط حال المجتمع والأفراد؛ وقد نصت عليهما الأعراف والأديان لحكمة مرجوة منهما
من قال أن النساء لا تعني ماتقول؟ "طلقني"
انتشرت مقولات على وسائل التواصل معناها أن المرأة لا تعني دائماً ما تقول، فلو قالت للرجل "طلقني" فهي لا تقصد ذلك، ولو أهانت الرجل فهي لا تقصد ذلك، ولو رفضت تنفيذ طلباته وردت عليه بوقاحة فهي لا تعني ذلك، ربما تكون فقط متعبة...ولا تعني ما تقول. ويوصي أصحاب هذه النصائح للرجل أن يتحمل ما تقوله وتفعله المرأة مهما فعلت، فهو الرجل...الطرف الأقوى في العلاقة، وواجب عليه أن يتحمل ويرضي المرأة. العلاقات البشرية فيها تعقيد، وليس كل ماهو ظاهر مطابق لداخل
لماذا أصبح ارتباط الرجل بزوجة ثانية مأساة للزوجة الأولى؟
عرفنا خبر نية ارتباط الفنان كريم محمود عبد العزيز بالفنانة دينا الشربيني، وكل الأخبار التي تصاعدت تصور الموضوع كأنه يسبب الضرر لزوجته الأولى، وبدأت بعض الفنانات بمواساة زوجته والتهوين عليها كأننا في مجلس عزاء، وتمادت بعض الفنانات بتعزية الزوجة قائلات: اتفرجي على نهايتهم هتبقا عاملة ازاي عشان ظلموكي. وأخرى تعزيها: أنتي الحب الأول وأنتي السند الحقيقي..إلخ. حتى أنني رأيت لو كانت الزوجة الأولى مستعدة أن تقبل الزوجة الثانية لن تستطيع الآن بعد كل هذا الحديث عن الخيانة والظلم والمآسي التي
لماذا دائماً من الصعب التعامل مع الأشخاص المثاليين؟
شاهدنا مقطع لفتاة تقول أن زوجها مثالي وهادىء لدرجة تستفزها فهي تحتاج أحياناً من تتشاجر معه حتى تفرغ طاقة الغضب بداخلها لكن زوجها المتفهم المحب يقطع دائماً طريق الشجار بهدوء واحتواء وهذا يضايقها. كما نقرأ أحياناً في الروايات أن الشخص الفاضل الطيب يستفز أحياناً من حوله ويشعرون برغبة غريزية في مضايقته ومشاكسته، ونشاهد في التلفاز عندما يوجد شخص فاضل وسط لصوص أو مجرمين يشبعونه من اللوم والسخرية. يرى علم النفس أننا نحب من يشبهنا ولا نحب المنعزل عنا حتى لو
ما هي الأسباب الأكثر ذكاءاً للزواج باستثناء الحب والإعجاب؟
يختار البعض شريك حياته بناءاً على انجذاب مباغت أو شعور بالإثارة أو لحظات حب ورومانسية مبهرة تولد مشاعر قوية وتسبب تبدلات ساطعة محسوسة في الوعي الإنساني، لكنها تكون غالباً رغبات مبهرة طارئة وسريعة التبخر. في المقابل، يرى كثير من المفكرين والكتّاب أن قرار الزواج لا يصح أن يُبنى على تلك الاندفاعات العاطفية المذهلة التي منها الحب والإعجاب مهما كانت لامعة. وينتقدون عملية البحث عن الحب عند اختيار شريك الحياة، ويسخرون من حالة تعظيم الرومانسية التي يسعى إليها المقبلون على الزواج.
ما الذي يجعل بعض العمّال يتعصبون بشدة لمكان عملهم؟ خناقة "الخلاط" و"فروت أند زلابيا"
سمعنا عن مشاجرة عمّال محلين في سوهاج لبيع العصائر والحلويات، المحلين متقابلين أمام بعض في الشارع، وانتهى الأمر بتشميع المحلين والقبض على العمال... حدثت المشاجرة بسبب عميلة اشترت من محل، وذهبت لتشتري أيضاً من المحل الآخر، فطردها العامل عند رؤيته ما اشترته من المحل المقابل. قد يشعر العامل أن مكان عمله يعبر عن قيمته وكينونته، وبسبب الفقر قد يشعر أن مكان عمله هو "ملاذه الأخير"، وأحياناً تطغى روح القبلية في مدن الصعيد، أو يربط العامل بين المنافسة وبين ذهاب العملاء
كيف يمكننا إقناع أطفالنا أن الكفاءة هي معيار النجاح؟
رأينا في الفترة الأخيرة ظاهرة نجاح الأشخاص الذين لا يملكون موهبة حقيقية، بل ربما كان افتقارهم للموهبة هو سبب شهرتهم، ولم تعد الكفاءة هي معيار النجاح، بل ربما صناعة فيديو مثير للسخرية على أي منصة تواصل تجعل من صاحب الفيديو نجم إعلانات تتهافت عليه الشركات ليعلن عن منتجها وتدفع له المبالغ الطائلة مقابل ذلك. ربما نظن أن هذه المفارقات تخص عصرنا الحالي، لكن نتفاجأ عندما نعرف أن هذه الظواهر لها جذور عميقة في المجتمع.. يحكي لنا العقاد عن الشاعر “ابن
كيف نضع الحدود الصحية في التعامل بين النساء والرجال في بيئات العمل المختلطة؟
نواجه حالياً أزمة ثقافية بخصوص عمل الجنسين معاً داخل بيئات العمل، فمن ناحية: يكون ذلك واجباً داخل بعض بيئات العمل مثل غرف العمليات الجراحية. حيث يكون من غير الممكن تصميم فرق طبية كاملة إما ذكور أو إناث فقط لتتعامل فرق الذكور مع المرضى الذكور، وتتعامل فرق الإناث مع المريضات الإناث. سيكون ذلك غير مجد لأنه من الممكن أن يكون هناك يوم كامل كل المرضى فيه ذكور فقط أو إناث فقط، ولن تكفي الفرق الطبية لإتمام العمل في هذه الحالة. لذلك
أنا د/ جورج - صيدلي، خبير تغذية رياضيين، ومتمكن من أسس رياضتي رفع الأثقال وكمال الأجسام؛ اسألني ما شئت.
مرحباً، أنا د/ جورج صيدلي، تخرجت من كلية الصيدلة جامعة أسيوط، وعملت فترة كبيرة في سلسلة صيدليات مصرية. كما درست تغذية الرياضيين، وعلى معرفة بأسس الرياضة الصحيّة بشكل عام، ولعبة رفع الأثقال بشكل خاص. بوسعك أن تسألني ما تشاء عن أي من هذه المواضيع.
لماذا ننقطع عن النقاش مبكراً أكثر من اللازم؟
حضرت مع صديقي نقاش بينه وبين شريكه في العمل وكان النقاش عن مواضيع حساسة تخص مشروع بينهما، ولاحظت أن الحديث بينهما ينقطع ولا يستمر عند بعض النقاط التي عليها الخلاف رغم أن هناك متسع من المجال للكلام والنقاش، لكن كأن كلّا منهما يخشى أن يتحول الموضوع إلى خلاف فيقومان بقطع الكلام قبل أن يصلا إلى حل ملائم، ويظل الموضوع محل الخلاف معلق بلا حل ولا نقاش واضح. في حياتنا اليومية وحتى على مجتمعات النقاش نخاف أحياناً من مواصلة نقاشنا ونخاف
خطبة بلا شقة أو سيارة: عدم تقدير للمسؤولية أم إيمان بالزواج كرابطة إنسانية؟
تقدم شاب لخطبة فتاة وهو لا يملك شقة أو سيارة، فخرجت الفتاة ووالدتها في مقطع تضحكان فيه أن الشاب لا يملك شقة أو سيارة ومع ذلك تقدم لخطبة الفتاة، مع العلم أن الشاب يملك مبلغ مالي يعمل به في التجارة، ويملك والده سيارة. عدد من متابعي الفيسبوك استاء من تصرف الأم والبنت، في حين أن البعض يرى أن الخطأ على الشاب، لأنه لم يحقق بعد المتطلبات الأساسية ليتزوج. قد يكون الزواج في جوهره هو رابطة إنسانية باطنها المودة والرحمة، وقد
كيف يؤثر علينا الانضباط بالسلب، وكيف يؤثر إيجاباً؟
عندما نفكر في الانضباط يتبادر لأذهاننا ارتباط طردي بين الانضباط وتحقيق المزيد من الانضباط في باقي نواحي الحياة.. فعندما نروض أنفسنا على المشاق والمصاعب تكسب أنفسنا من ذلك قوة أكبر على تحمل المصاعب في باقي الأمور المختلفة. جاء عالم النفس "دانيال كانمان" ليناقض تلك الفكرة في كتابه "التفكير السريع والبطيء"، فيذكر: "إذا كان عليك أن تجبر نفسك على فعل شيء، فسيكون ضبط ذاتك أكثر صعوبة في المهمة التالية" وتسمى هذه الظاهرة بـ"استنفاد الأنا"، ومفادها أن الأشخاص المجهدين إدراكياً إذا وضع
متى يكون الاعتذار أهم من عدم تكرار الخطأ؟
حكت لنا موظفة في العمل قصة ابنتها التي تركت زوجها حيث كان يحدث بينهما خلافات حديثي الزواج وفيما يبدو أن الزوج عصبي المزاج في الخلافات، والزوجة تقوم بتصعيد نيران الخلافات وترفع صوتها على زوجها، فشتم الزوج زوجته.. الآن الزوجة غاضبة ولا تريد الرجوع لبيت زوجها إن لم يعتذر أولاً، بينما هو لا يرغب في الاعتذار ولا يرى له فائدة، لكنه يؤكد لها أن شتمه أياها لن يتكرر. أحياناً نريد الاعتذار كنوع من رد الاعتبار، والتأكد من معزتنا عن الطرف الآخر
قول الحقيقة مهما كانت… فضيلة أم قسوة؟
أراد شاب خطبة فتاة فاشترط أهلها عليه أن يحضر لهم "فرس" من نوع نادر، وطلب الفتى "الفرس" من مالكه فأعطاه له عن طيب خاطر، وعلم الشاب أن زوجة الرجل تخونه وأراد أن يرد لمالك الفرس جميله: فأخبره أن زوجته تخونه، فحزن الرجل جداً ودعا عليه وقال: أحسنت إليك وأسأت إليّ في أهلي. مواقف خير كثيرة يكون لها أكثر من وجه، مثل أن تخبر أب أن ابنه مدمن مخدرات، أو تخبر شاب أن خطيبته لا تحبه وتحب شخص آخر لكن ستتزوجه
يمكن استعادة الثقة حتى لو ضاعت، تتفق أم تختلف؟
من أصعب ما يمكننا استعادته إذا فقدناه هو الثقة، لأننا غالباً لا نغفر الخيانة إذا حدثت وفي عقلنا اللاواعي نعرف أن من خان ثقتنا مرة يمكن أن يخونها مرة ثانية وثالثة.. لا تكون الخيانة في أشياء محددة فقط بل خيانة الثقة هو شيء عام نشعر به ونحسه في أعماقنا ونعرفه بتفكيرنا، فالأب الذي يعطي لابنه الحرية والثقة...لو أساء الابن استغلالها واتجه لشرب المخدرات فهي خيانة. والابنة التي تثق فيها والدتها وتعتبرها صديقتها لو عرفت أنها حادثت شاب دون أن تخبرها
ما الأولى بالمراعاة: حقوقنا المالية أم مشاعر الغير؟
صارحني أحد أصدقائي أن أحد أقاربه جاء يوم يشكوه ضيق الحال وطلب منه مبلغ كبير نسبياً على سبيل السلف وقد وعده أنه سوف يقوم بإرجاعه خلال شهر على الأكثر. مرت شهور ولم يسمع صديقي من قريبه أي شيء فذهب إليه، واستقبله قريبه استقبال حسن ووعده بإرجاع المال "قريباً" وتمر الأسابيع وصديقي لا يسمع غير الوعود ولا يرى غير الابتسامات...لكن هذه الابتسامات تتخذ شكل أقرب للبرود كل مرة وتتغير الوعود إلى لهجة سأم وفتور يخاطب بها صديقي الذي من المفترض أن