تواجه محاكم الأسرة كل يوم عدد مهول من قضايا الانفصال بكل أشكالها، حين أقرأ عن هذه القضايا وكذلك عن المشاكل الأسرية بأنواعها، ألاحظ مشكلة معاصرة وهي: التباس المعاني واضطرابها بشكل كبير.

سأطرح مثالاً لأوضح فكرتي:

تشكو الفتاة من زوجها أنها لا تشعر معه بالأمان، فعند تعمقنا في بحث المشكلة يتنامى لعلمنا أنها تطلب منه كتابة كل ممتلكاته باسمها، بدون سبب واضح يمنع بقاء الممتلكات باسمه.

فهل الشعور بالذعر والخوف دون وجود أي سبب فعلي يمكن حله بنقل الممتلكات؟ وهل تنغيص حياة الزوج إذا لم يستجب لطلب زوجته؛ هو من خصال السكن والمودة؟

مصطلح آخر فيه التباس: تشكو الفتاة عدم احتواء زوجها لها، فهو من له القوامة وهو الرجل ويجب أن يكون صلباً متحملاً لتقلباتها الشعورية، وإن تعمقنا قليلاً في المشكلة نجد الفتاة لا تحفظ لزوجها الاحترام اللائق ناحيته أو ناحية أهله، فهل من اللائق طلب الاحتواء من زوج في حالات عدم تقديم الزوجة واجبات التقدير والاحترام الطبيعية؟

مصطلح ثالث: أن الشاب يشكو أن زوجته مهملة كسولة كثيرة الشكاية، وببحث الموضوع وببعض التعمق فيه؛ نجد الشاب يطلب من زوجته ما لا تطيق من مهام مرهقة ولا تتناسب مع تكوينها الجسدي، ويتطور الموضوع إلى تدخل الأسرتين وجلسات صلح قد تنجح أو لا تنجح وتنتهي بالانفصال.

فما الحل لسمة التباس المصطلحات التي هي سبب أساسي في المشاكل الأسرية اليوم؟