مرحباً، أنا د/ جورج صيدلي، تخرجت من كلية الصيدلة جامعة أسيوط، وعملت فترة كبيرة في سلسلة صيدليات مصرية. كما درست تغذية الرياضيين، وعلى معرفة بأسس الرياضة الصحيّة بشكل عام، ولعبة رفع الأثقال بشكل خاص. بوسعك أن تسألني ما تشاء عن أي من هذه المواضيع.
الاجتهاد يجعلنا هدفًا لتحميلنا فوق طاقتنا
ربما رأينا تلك المنشورات على منصات التواصل التي تحمل معنى: أن الشخص المجتهد يستغله من حوله ويحملونه جهوداً أكبر. تلك المنشورات تطرح لنا وجه واحد من الحقيقة وهو أن الشخص الذي يتصدى للمسؤوليات يميل الأخرون لإلقاء مزيد من المسؤوليات عليه، ولا يتقدمون لمساعدته، فمن هذه الزاوية للنظر يكون الآخرون هم المخطئين. بينما هناك وجه أخر للحقيقة وهي أن الشخص المجتهد النشيط قد يعطي انطباع لمن حوله أنه لا يحتاج لمساعدتهم، وهكذا تكون مساعدتهم غير مطلوبة وغير ذات قيمة بالنسبة له،
الإحساس بالدونية؛ قد يكون سببه هو الطموح المفرط!!
نعرف جميعاً أن الطموح صفة جيّدة ونتفق كلنا على ذلك ولا خلاف عليه، لكن نعرف كذلك أن الطموح المفرط قد يكون حافز للإنسان لزيادة الجهد؛ كما يوصي كثير من الناجحين، ومؤلفين كتب النجاح والتطوير الشخصي قائلين: احلم أحلام أكبر مما تريد تحقيقه حتى تجتهد أكثر وتحقق في النهاية ما تأمل فيه. لكن يهملون احتمالية خلق مشاكل داخل النفس بسبب ذلك: وهي إحساس الدونية الذي قد ينشأ عن الطموح المفرط للإنسان. ينشأ هذا الإحساس بالدونية في البداية كإحساس متواصل بالذنب عن
تنبيه شريك الحياة لاستغلال أسرته له، واجب على شريكه، أم إثارة للفتنة والقطيعة بين الأهل؟
مر أمامي كثرة من المواقف مؤخراً حيث تقوم أسرة باستغلال أحد أفرادها سواء مادياً أو عاطفياً، وفي أغلب الحالات لا ينتبه الفرد المستغل لاستغلال أسرته، أو لا يرى استغلالهم على حقيقته من منطلق أنهم أسرته ولا يوجد فوارق بينهم، وإلى آخر هذه التبريرات العاطفية. لكن لأن شريك الحياة لا تؤثر عليه عواطفه من ناحية أسرة الشريك المستغل، يكون أكثر قدرة على رؤية الاستغلال المادي، ويستطيع أن يكشف بسهولة استغلالهم العاطفي لشريكه، وتوليته مسؤوليات كثيرة كان المنصف أن تتعاون كل أسرته
المرأة مرآة فقط للرجل
"المرأة هي مرآة للرجل، وتصرفاتها معه تكشف كيفية تعامله معها" دارت تلك الفكرة لفترة كبيرة على منصات التواصل، ومغزاها إنه لو وجد الرجل أن المرأة تعامله بطريقة غير مرضية له؛ فعليه أن يعيد تفكيره في طريقة تعامله هو معها، فالمرأة هي مرآة للرجل، وكيفما يعاملها فهي تعامله بالمثل. من مساوىء تلك الفكرة هو ما فيها من مضمون خفي بعدم وجود جوهر حقيقي للمرأة وحصرها في أنها مجرد رد فعل، فتلك الفكرة تعني بالتبعية إن المرأة لا تظهر شخصيتها إلا كانعكاس
خطأ الإسناد الأساسي: لماذا نميل إلى الاعتقاد بأن الآخرين يفعلون أشياء سيئة لأنهم أشخاص سيئون؟
أكثر مثال منتشر لهذا الخطأ، هو إلقاء اللوم على الضحية. فنحمل الضحية المسؤولية عن آلامها ومعاناتها. ومن العبارات الشائعة للغاية "هي التي سمحت بحدوث ذلك"! كأن نلوم شاب مستضعف وسط أسرته بسبب سلوكه أو شخصيته، أو فتاة غير محبوبة من زميلاتها بسبب سلوكها أو شخصيتها، ونتجاهل السياق الأوسع، والعوامل التي قد تؤدي لمثل تلك النتائج. فهذا التحيز هو ميلنا إلى المبالغة في التأكيد على التفسيرات القائمة على سلوك وشخصية الإنسان، مع التقليل من أهمية التفسيرات الخارجة عن إرادته. بعبارة أخرى،
كيف سنكتسب خبرات جديدة إذا تكلمنا في نفس المواضيع التي تقع داخل إطار خبراتنا؟
أثارت انتباهي ظاهرة أننا نفضل الحديث في المواضيع التي تجذب انتباهنا فقط، أو المواضيع التي لنا خبرة فيها بالفعل. ربما تساعد معرفتنا بالموضوع على تقديم براهين وأدلة تؤيد وجهات نظرنا، وتثير شغفنا وحماسنا للحديث. لكن في نفس الوقت خبرتنا في الموضوع تعني أيضاً انحيازنا المعرفي لآرائنا، حيث نشعر أننا أكثر دراية من الآخرين، فندور في دائرة مغلقة من القناعات المسبقة. وعلى الجانب الآخر إذا تحدثنا في مواضيع لا تثير اهتمامنا أو ليس لدينا خبرة فيها، قد نشعر بالملل وعدم الحماس،
الثروة بدون مجهود..نعمة أم نقمة؟ (المكاسب غير المتوقعة...The psychology of windfall gains)
المكاسب غير المتوقعة هي مكاسب فجائية، مثال عليها: الفوز بجائزة مالية كبيرة، أو كسب ثروة بدون وجود مهارات حقيقية وراءها. البعض منا لديه تصور خاطىء عن الثروة، ويتصور أنه سيكون محظوظاً لو حاز مرة واحدة مبالغ طائلة. لكن لو تأنينا قليلاً لعرفنا إن سلبيات ذلك تفوق فائدته، حيث أن بعض صناع المحتوى الذين لا يقدمون قيمة حقيقية خسروا أموالهم؛ بعد أن كونوا ثروات بطريقة فجائية من صناعة المحتوى غير المفيد والهزلي، وعادوا مرة أخرى للقاع. كيف ترى الفارق بين تأثير
كيف أصبح العلم الصريح بديلاً للجيوش والسياسات التقليدية؟
شهدنا منذ أيام نتائج النزاعات والتحديات بين دولة الصين، ودولة الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، حيث تسببت الصين في هز الاقتصاد الأمريكي الأسبوع الماضي. وهو أشد نقاط قوة الدولة الأمريكية والورقة الرابحة التي تهدد بها الدولة الأمريكية منافسيها، حيث تعتمد عليه في تطبيق العقوبات الاقتصادية والتهديد بهذه العقوبات لكل من يتحالف مع منافس لها، وهو الطريقة الأقوى لها للتأثير على المنظمات الدولية، كما تعتمد الولايات المتحدة على اقتصادها في إجراء التحالفات وحشد المؤيدين لها من الدول والكيانات الكبرى الأخرى. بهذا
متى تذهب مجهوداتنا أدراج الرياح بلا فائدة حقيقية؟
يحاول الكثير منا تطوير ذاته سواء في مجال العمل أو مجال العلاقات وفي كثير من نواحي الحياة الأخرى، لكن لا ننتبه لمفهوم المجهود المريح! يدور مفهوم المجهود المريح حول نوع الأعمال الشاقة التي نعملها لأننا اعتدنا عليها وتآلفنا معها فتكون أسهل علينا من بذلنا مجهود أقل لكن غير مريح بالنسبة لنا: لأنه مجهول بالنسبة إلينا، أو يثقل على نفوسنا. يلجأ العقل للمجهود المريح -الذي قد يكون مجهود شاق بالمناسبة- حتى يرتاح ضميرنا وعقلنا، فنحن أمام ذواتنا نجتهد ونشقى لكن لا
معنى الحياة نصنعه أم نكتشفه؟ من كتاب الإنسان يبحث عن معنى
يخبرنا فيكتور فرانكل في كتابه: الإنسان يبحث عن المعنى؛ بأهمية (المعنى) للصحة العقلية والنفسية للإنسان في كل وقت، حتى داخل سجون التعذيب النازية، حيث قضى فرانكل وقتاً هناك كسجين، وتعرض لأنواع عديدة من المعاناة، وأضاف ذلك لخبراته شيء كثير. حيث يقرر: "الويل لمن لا يرى لحياته معنى، ولا يستشعر هدفاً أو غرضاً لها؛ ومن ثم لا يجد قيمة في مواصلة هذه الحياة." ويمضي فرانكل خلال صفحات الكتاب ويوضح نظريته الفلسفية عن خصائص هذا (المعنى)، الذي يعارض فيه رأي (جان بول
فرّق تسد..داخل بيئة العمل
بالطبع كلنا نعرف مبدأ فرق تسد، كما يتواتر على أسماعنا كثيراً، وربما أيضاً عانينا منه داخل بيئات عملنا. في هذا المبدأ تجد الإدارة العليا تعمل وفق مبدأ تفريق الصداقات أو أي تجمعات لزملاء العمل، وذلك لأسباب: 1- عدم تعطل العمل بالعلاقات الاجتماعية، كأن يترك الموظفون عملهم لتبادل الأخبار، وتبادل المزاح. 2- خوف الإدارة من ردود فعل التجمعات والتوافق بين الموظفين حال وجود قرارات قاسية بحق الموظفين، لكن في نفس الوقت في صالح العمل. 3- خوف المؤسسات المالية من حدوث جرائم
نموذج التأثير المركب لا يناسب التطور التكنولوجي السريع
كتاب التأثير المركب لدارين هاردي هو أحد الكتب المميزة التي تعرض إستراتيجيات منظمة لتحقيق النجاح، حيث يعرض الكاتب وهو واحد من الشخصيات الناجحة في عالم الأعمال؛ طريقة عملية لتحقيق نتائج كبيرة عن طريق التراكم والوقت. يروي لنا دارين هاردي فكرته: أننا إذا تعلمنا درس واحد يومياً لمدة نصف ساعة عن مجال ما، بعد خمس سنوات سنكون وصلنا لإتقان هذا المجال، كما يمكننا أن نفقد وزن ملحوظ بعد فترة طويلة إذا التزمنا باقتطاع بعض السعرات من نظامنا الغذائي كل يوم، كذلك
فن الإقناع: كيف يمكنك إقناع الآخرين بصحة أو خطأ فكرة معينة؟
تتميز مؤلفات الكاتب ديل كارنيجي بعمق إقناعها ودوام تأثيرها على القراء، فتحفر نفسها بقوة في ذاكرتهم وتلاقي نجاحات كبيرة. من الأسرار التي يستخدمها ديل كارنيجي لتحقيق ذلك؛ هو استخدام الأمثلة من القصص السهلة القريبة من حياة كل شخص، فتتمثل الفكرة في نفس القارىء تمثلاً يصعب نسيانه. مثال على ذلك حينما أراد إيصال فكرته بعدم إعطاء أمور الحياة أو مشاكلها أكبر من قدرها: قص علينا قصة لفتى صغير فتنته لعبة، فأخذ كل ما يملك من أموال ووضعها أمام البائع فقط ليحصل
الامتنان بسبب تحقيقنا خطوات من الهدف الكلي..وسيلة للتحفيز أم عامل للتوقف عن السعي؟
نسمع من المؤثرين الناجحين إنه حين نضع أمامنا أهداف كبيرة أو طويلة المدى، من المهم لنا أن نكون ممتنين لإنجازاتنا الصغيرة التي حققناها في سبيل الوصول لتلك الأهداف، وأن نكافىء أنفسنا على استمرارنا في العمل الجاد. ومن الناحية الأخرى يكون للامتنان المبكر بإنجازاتنا الجزئية أثر سلبي من الرضا الفوري تخور معه عزيمتنا، حيث يخدع الامتنان عقلنا فيتعامل كأننا حققنا الهدف النهائي، فتسترخي عزيمتنا الأصلية ناحية الهدف البعيد. كيف يمكن لشعورنا بالامتنان أن لا يتعارض مع تحقيق أهدافنا طويلة الأمد؟
البضاعة المباعة، ترد وتستبدل...وسيلة للمكسب أم للخسارة؟
تشجع قواعد علم التسويق الحديثة؛ أن يقبل البائع رد قيمة المنتج وأن يستبدله عند طلب العميل، كما تشجع قواعد التسويق الحديثة أيضاً إلى المرونة في قبول المرتجع حتى بعد انتهاء فترة ال 14 يوم المحددة من جهاز حماية المستهلك المصري. سأترك الرابط هنا لمن يحب الاطلاع على قواعد الارتجاع والاستبدال من جهاز حماية المستهلك: https://cpa.gov.eg/ar-EG/%D8%A7%D8%B3%D8%A6%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D9%83%D8%B1%D8%B1%D8%A9 لكن قابلتني بالتأكيد بعض المواقف أثناء عملي، وهي من المواقف التي يحتار فيها المرء بين القبول والرفض، وسأذكر السبب: حيث طلب أحد العملاء دواء غالي
الأمل المفرط دون تحقق يمكن أن يكون أكثر ضررًا من غياب الأمل تمامًا..
تحكي القصة عن حارس دؤوب على بوابة القصر الملكي، وفي أحد ليالي الشتاء القارص مر الملك عبر البوابة، ووجد الحارس مستيقظاً أثناء البرد رغم ملابسه القليلة، فتحدث الملك إليه أنه على الرغم ما يرتديه الملك من أعظم الملابس إلا أنه مازال يشعر بالبرد، لذلك سيرسل إليه ملابس يستدفىء بها. في الصباح وجدوا الحارس ميّتاً وقد ترك رسالة تحكي أنه وقف سنين في البرد لم يشتكي من شيء، لكن عندما وعده الملك بملابس تدفئه، ظل ينتظر وإذ لم تأتي الملابس شعر
المعاناة في كل الأحوال نسبية أم يمكن قياسها حسب موضوعها المحدد والمجرد؟
يحكي لنا أنيس منصور قصة افتراضية لشاب يجلس في طائرة إلى جانب نجم مشهور، كان الشاب لتوه قد باع كل ما يملك وترك أهله تحت الديون ليستطيع السفر حتى يجد فرصة عمل، بينما النجم السينمائي ممتعض لاختياره حذاء خاطىء سيجعله يبدو أقصر من زوجته أمام الكاميرات في المطار. وبيّن لنا أنيس منصور مدى استياء النجم واهتمامه بمظهره بسبب دعايا فيلمه الجديد، فلن يحب أن يظهر البطل المغوار في الفيلم أقصر من زوجته في الحقيقة. فإذا قارنا بين استياء الشاب بسبب
المدير بين اختيارين؛ الأول الاهتمام بالصورة الكاملة، الثاني الاهتمام بالتفاصيل.
هذا ما كان يشغلني عندما توليت دور قيادي يختص بالإشراف والمتابعة، فكان أمامي اختيار للتركيز على الصورة الكاملة وطالما العمل يسير على ما يرام فلا داعي للتركيز في التفاصيل، وكان الاختيار الآخر هو التدقيق في التفاصيل فربما تسبب تلك التفاصيل مشكلة في يوم ما، لا أحد يعلم! كلنا تعرضنا لمواقف مشابهة أثناء عملنا كموظفين في تعاملنا مع المديرين، أو جالت بخاطرنا تلك الأسئلة كمديرين خلال تعاملنا مع الموظفين، وبالتأكيد كل وجهات النظر مهمة في بيئة العمل. فأحب أن أسمع آرائكم
تحليل الفن يقتله أم الفهم العميق يزيده جمالًا؟
يصف لنا الشاعر الإنجليزي جون كيتس في قصيدة Lamia (لمياء) معضلة تداخل العلم والفلسفة مع الفن والجمال؛ يقرر كيتس أن دراسة علم الجمال هي شيء ضار، لأنها تجمد اهتمامنا بالفن، وتقضي على حيوية الأعمال الفنية وروعتها، يقول: ألا يفر كل ما هو خلاب هارباً...بلمسة مجردة من الفلسفة الباردة؟ يتحدث كيتس باسم الكثيرين الذين يرون أننا لو حللنا الفن وحاسبناه على كل صغيرة وكبيرة، لجعلنا منه شيئاً جامداً، ونزعنا عنه روح الحياة والنشوة المثيرة للخيال، كمن يقتل شخصاً لكي يقوم بتشريحه.
منح سلطة شبه مطلقة للمدير المباشر، يزيد الانضباط أم ضغط زائد على الموظفين؟
تميل بعض الشركات لوضع أغلب السلطات والصلاحيات في يد المدير المباشر.. فإن كان الموظف يستحق زيادة في المرتب، يجب أن يوصي المدير المباشر بذلك وإلا لن ينالها. وإن كان لدى الموظف شكوى بخصوص أي أمر، فالمدير المباشر هو الوحيد الذي يستطيع رفع الشكوى للإدارة العليا. كما أن مديري المناطق الذين يمثلون جهة إشراف محدودة على المديرين المباشرين؛ ليس لديهم صلاحيات مراجعتهم بخصوص أي قرار يتخذونه ضد موظف. ما رأيك في إستراتيجية أن يكون المدير المباشر هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة
ولذلك ينجح العاطلون في الحب. ولا ينجح العلماء والعباقرة...
الحب هو توطيد للعلاقة بين الرجل وزوجته، وهو الصلة الأكيدة التي تحافظ على جدّة الحياة وجودتها، على عكس العلاقة القائمة على المصلحة، وأكثر من العلاقة التي يحكمها الواجب والمسؤولية. لكن بعض الأدباء والكتاب كان لهم رأي مخالف للمعروف عن الحب، حيث اشترطوا التفرغ والبطالة ليقوى الحب وينمو ويستمر. في كتاب الحب في التاريخ للكاتب سلامة موسى؛ يذكر آراء الكتاب العرب في الحب، فيقول: "وقال ابن عقيل: العشق مرض يعتري النفوس العاطلة والقلوب الفارغة...وما عشق قط إلا فارغ، فالعشق من علل
Black and white thinking: كيف تعيقنا الأفكار المطلقة عن المرونة النفسية؟
Black and white thinking: هو نوع التفكير الذي يجعلنا ننظر إلى الأمور في ثنائيات، إما النجاح الباهر أو الفشل الذريع، إما الحب الكامل أو الرفض القاسي، فنصنع لأنفسنا صعوبات نحن في غنى عنها. على عكس ذلك إن تبنينا المرونة نجدها تعود على صحتنا النفسية بالخير، فننظر إلى تجاربنا من أكثر من منظور، ونواكب الحياة بخبراتها المتعددة، ونقبل احتمالاتها للفرح والنجاح. حدد لنا ألبرت إليس أحد أبرز علماء النفس بعض المعتقدات الثنائية المغلوطة: كأن نضع أنفسنا بين اختيارين إما نكون مثاليين
لدينا ثلاث حالات للذات...أي منها هو المتحكم في قراراتنا؟
في كتابه "مباريات سيكولوجية" يقص علينا د."عادل صادق" قصة الذات البشرية، ويخبرنا أن ذواتنا تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية هي الذات الوالدية، والذات البالغة، والذات الطفولية. تتكون ذاتنا الوالدية من خبراتنا التي نختزنها عن والدينا والأشخاص المؤثرين في حياتنا. ونستخدم هذا الجزء من الذات في تعاملنا مع أطفالنا وحمايتهم والعطف عليهم ورعايتهم. لكن تكمن المشكلة أن قدوتنا من الأشخاص الذين نختزن انطباعاتهم تتكون ذواتهم من نفس الثلاثة أجزاء، فقد يكون الانطباع الذي نحتفظ به في ذهننا عنهم كان مصدره ذاتهم
كيف تؤثر ساعات العمل الطويلة على تكامل دور الأب والأم في تنشئة الأطفال؟
يضع عصرنا الحديث ضغوطاً على كل أفراده، فالأب يعمل من الصباح إلى المساء، ربما في أكثر من وظيفة ليقدم لأسرته حياة يستحقونها. والأم كذلك إما تعمل كموظفة، أو في عمل حر من البيت، بجانب مسؤولياتها الكثيرة ناحية الأسرة والأطفال. خلال ذلك ينشأ الأبناء وهم في حاجة لحنان الأم وتواصلها العاطفي العميق ودورها الذي يتسم بالمرونة، وفي احتياج لدور الأب الموجه والقائد، وحزمه في تعليمهم الصبر والمسؤولية والالتزام. كيف تؤثر ساعات العمل الطويلة على تكامل دور الأب والأم في تنشئة الأطفال؟