شاهدنا مقطع لفتاة تقول أن زوجها مثالي وهادىء لدرجة تستفزها فهي تحتاج أحياناً من تتشاجر معه حتى تفرغ طاقة الغضب بداخلها لكن زوجها المتفهم المحب يقطع دائماً طريق الشجار بهدوء واحتواء وهذا يضايقها.

كما نقرأ أحياناً في الروايات أن الشخص الفاضل الطيب يستفز أحياناً من حوله ويشعرون برغبة غريزية في مضايقته ومشاكسته، ونشاهد في التلفاز عندما يوجد شخص فاضل وسط لصوص أو مجرمين يشبعونه من اللوم والسخرية.

يرى علم النفس أننا نحب من يشبهنا ولا نحب المنعزل عنا حتى لو كان منعزل في برج من الأخلاق، وأن الشخص الفاضل المثالي أشبه بجزيرة منعزلة من الصعب التعامل معه فهو عادة شخص جامد يحصر أفعاله وأقواله في دوائر متكررة من الفضائل.

بينما النفس الإنسانية تحتاج أحيانًا للخطأ والصخب كي تشعر بإنسانيتها، فالإنسان غير مبرمج على جمود الصواب والهدوء، بل كائن مليء بالمشاعر المتقلبة والمتناقضة. نحن نخطئ ونثور ونغضب ونفرح، ولو عشنا في عالم مثالي بلا اخطاء ولا مشاعر، لتحولت الحياة إلى لوحة جامدة لا روح فيها ولا حياة.

برأيك هل المثالية هي فضيلة تلهم الآخرين أم عبء يثقل العلاقات ويعزل الناس عن بعض؟