ما هي تجربتك مع البحث العلمي ، وكيف ترى الباحث في المجتمعات العربية وما هي فرصه والأدوات التي يجب عليه تملكها حتى يصل لدرجة تمكنه من التنافس العلمي والبحثي ، وكيف أضاف لك حصولك على الدرسات العليا سواء ماجستير أو دكتوراه ؟
البحث العلمي والدراسات العليا
مرحبا بك يا محمد،
سأتحدث عن المجال الهندسي على وجه الخصوص:
أعتقد أن ما ينقصنا في البحث العلمي هو أمران، أولهما توفر المعدات والأدوات التي هي محل الدراسة والبحث.
والأمر الثاني هو الدعم المادي والمعنوي، حيث أن الباحث غالبا ما يضطر إما للسفر للخارج أو البحث عن مصادر أخرى لجلب الرزق ما يؤثر بالتبعية على اهتمامه بالبحث العلمي من حيث المبدأ، وللأسف يضطر الكثير منهم لترك الأمر برمته!
أهلا بك أستاذي ، نعم بالضبط هذه النقطة مهمة جدا فيما يتعلق بالدعم المعنوي حيث أرى أنه الأهم والأساس بإبداع الشاب العربي خصوصا ما إذا لاقى التشجيع المناسب .
كثيرون هم من امتلكوا الأفكار والمشاريع والأبحاث الجيدة، ولكن تم وأدها في مهدها لعدم وجود التمويل اللازم!
أتطلع لمعرفة تجربتك مع هذا الأمر.
بالطبع هذا الأمر ينتشر بين الطلبة ، فبمجرد تخرج الطالب من مرحلة البكالوريوس يبدأ البحث عن منح ممولة أو في دول أجنبية ، ومن تجربتي الشخصية أرى أن هناك نقصاً في الموارد البحثية سواءً أجهزة أو مختبرات ، وبذلك تنحصر البرامج الدراسية البحثية مما يؤدي لاعتماد الباحث على سعيه الخاص أو البحث عن جهات ممولة ، وبالتالي معظم الشباب ينجذب للدول الأوروبية أو الأجنبية بصفة عامة لما فيها من اهتمام لم يلقاه في بلده .
وأعتقد أن السبب الحقيقي يكمن في الحصول على اللقب والمسمى.
اشاركك هذا المعتقد إضافة إلى سبب آخر وهو المكاسب المادية على سبيل المثال حسب الفقرة الأولى والثانية من المادة 11 من قانون ذو الرقم 22 لعام 2008 رواتب موظفي الدولة والقطاع العام**
تمنح مخصصات شهادة وفق النسب الآتية :
أ - (100%) مائة من المائة من الراتب لحاملي شهادة الدكتوراه أو ما يعادلها .
ب - (75%) خمس وسبعون من الراتب لحاملي شهادة الماجستير أو ما يعادلها.
هذا القانون أدى الى أمر ظاهره محمود، الا وهو زيادة نسبة حملة الشهادات العلمية بين الموظفين، ولكن الكثير منهم لم يكن لهم غاية سوى الحصول على الشهادة اياً كانت الوسيلة.
كنت شاهد عيان على تزييف لنتائج بحوث وسرقة جهود باحثين سابقين وامور اخرى. على سبيل المثال ان يقوم الباحث بمحاولة إيجاد ميكانيكة لتصنيع مادة معينة، ولكي يثبت حصوله على هذه المادة يقوم بعمل اختبارات عليها (طيف اشعة فوق البنفسجية او تحت الحمراء او رنين مغناطيسي)، يتم تطويع النتائج لتتوافق مع ما يريد الباحث من النتائج ان تكون عليه.
حل المشكلة برأيي يكمن في تنمية وعي بأهمية الأمانة العلمية بدء من صفوف الدراسة الإبتدائية.
- يجب ان لا يتم السماح بخدمات بيع البحوث الجاهزة المقدمة في المكتبات واستبدالها بخدمات مساعدة وارشاد في عمل البحوث.
- اعتبار السرقة العلمية رسوبا في المادة وتفعيله بشكل صحيح حتى على مستوى البحوث المدرسية الصغيرة. لان من شب على سرقة جهود الآخرين سوف يشيب على ذلك.
لكي يكون المرء منصفا، وجود عدم نزاهة علمية لدى الكثير من الباحثين ليس حكرا على العرب، فلطالما سمعت ترديد بعض الألمان لعبارة ونسون تشرشل**:
“I only believe in statistics that I doctored myself”
ولكن بالصغية الألمانية والتي تؤدي لنفس المعنى:
„Ich glaube nur an Statistiken, die ich selbst gefälscht habe“
وبالعربية:
لا اصدّق سوى الإحصاءات التي زيفتها بنفسي
وجود هذه العبارة وتداولها يدل على وجود تزييف وتلاعب في البحوث في كل مكان ولكن الأمر يخضع في الدول المتقدمة إلى مراقبة اشد وهذا ما نحن بحاجة إليه، لأنه من الصعب التحكم بهذا الأمر بشكل تام.
مصادر:
أتفق معك أ/ عادل ، هناك فجوة علمية وحلقة التواصل مفقودة بين المؤسسات العربية والأجنبية ، يوجد قصور في تعريف المجتمع العربي بالباحثين وأهميتهم ، بالنسبة للقصور لدى الطلبة والباحثين أظن أن السبب هو عدم تأهيلهم من الأساس لأدوات البحث وتدريبهم على الطرق الصحيحة حيث يعتمد الباحث اعتمادا تاما على نفسه في غياب المشورة وإبداء الرأي والمساعدة ، أعتقد أنها مشكلة حقيقية تنفر الطلبة من المجالات العلمية وتضعف آمالهم .
أهلا بك، سيد محمدا
بصفتي باحثا، فإني أرى أن حقل التجربة العلمية يزال ضعيفا ومحدود الأثر في مجتمعاتنا؛ بل ويكاد أن يكون منعدم النتائج لأن فرصه قليلة مقارنة بما نراه من تطلعات وطموحات في مجتمعات سبقتنا إلى ركب الحداثة حتى بلغت فيها شأنا ملحوظا
فعلى سبيل المثال وليكون تعليقي مستندا إلى أحصائية دقيقة، فقد أشارت هيئة الأمم المتحدة في تقريرها الاقتصادي المنشور بتاريخ 04/04/2023 إلى أن نسبة مشاركة العالم العربي في جهودات البحوثات العلمية وأنشطة الدراسات الموضوعية تبلغ 1.7% من مجموع المشاركة العالمية في 110 دولة مما يؤكد لنا أننا نواجه بلاء حقيقيا يتمثل في عدد من الضغوطات المحلية ومجموعة متزايدة من التحديات والتي منها ما يتعلق بإدارة الموارد ومنها ما يتناول تطبيقات الموضوعات وسبل إحالتها إلى واقع تنفيذي
وأما عن الأدوات التي يكون مناسبا لكل باحث امتلاكها، فإنها كالآتي:
Mind the Graph
هذه الأداة تساهم بفعالية في كتابة مختصر تجريدي يشتمل على النقاط الرئيسية في كل مبحث علمي ويضم المناقشات المقترحة داخله
ResearchGate
تمتاز هذه الأداة الفريدة من نوعها باحتوائها على كثير من المصادر المرجعية وبيانات الدراسات التي قد يعزوها الباحث أثناء دراسته وبذلك، يقتصد وقتا وجهدا كما مالا وفيرا
Turnitin
أداة بالغة الأهمية للوقوف بدقة على نسبة الانتحال والاقتباس ومن ثم، تقليله قدر الإمكان بما يتوافق مع قواعد الكتابة
التعليقات