جميعنا مررنا بأوقات سعيدة أو حزينة شعرنا وقتها بمرور الوقت سريعًا، أو بمعنى آخر فقدنا الشعور بمرور ساعات طويلة مثلًا. ولكن "عمى الوقت" "Time Blindness" مفهومه يتطرق إلى ما هو أبعد، لأن السابق لا يحدث بين الحين الآخر بل هو الحالة الدائمة والصراع اليومي للفرد. عمى الوقت ليس تشخيصًا طبيًا، بل هو مصطلح يصف صعوبة إدراك الوقت وتقديره بدقة. الأشخاص الذين يعانونه يجدون صعوبة في تقدير المدة التي تستغرقها المهام، أو الحفاظ على الجداول الزمنية، أو حتى الالتزام بالمواعيد النهائية. بالنسبة إليهم، الوقت إما يمر بسرعة كبيرة أو ببطء مفرط، مما يجعل إدارته تحديًا مرهقًا.

يرتبط عمى الوقت غالبًا بحالات عصبية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) أو اضطراب طيف التوحد. كما يمكن أن يظهر نتيجة عوامل أخرى مثل التوتر الشديد، الحزن، الحرمان من النوم، أو حتى التسمم الكحولي.

على مستوى المخ والنواقل العصبية، فمشكلة عمى الوقت مرتبطة بانخفاض مستوى الدوبامين، الذي يجعلنا قادرين على التركيز على مهمة واحدة وتحفيزنا لإنهائها، فهنا يصعب على الفرد التركيز ويتشتت بين مختلف المهام أو حتى مشتتات خارجية، أو يجد نفسه منغمسًا في أي نشاط ممتع (دوبامين سريع) عن التركيز على مهمة لوقت طويل، إذن يصعب مقاومة المتع اللحظية (مشاهدة الأفلام والخروج مع الأصدقاء وغيرها).

وهناك بعض العلامات التي قد تؤكد مشكلة عمى الوقت:

التأخر المزمن: سواء في مواعيد الوصول أو تسليم المهام.

صعوبة التخطيط: تقدير المدة التي ستستغرقها المهام أو تحديد كيفية إدارة العمل.

فقدان الإحساس بالزمن: تشعر أن الوقت يمر بسرعة أو ببطء غير طبيعي.

فرط التركيز: في حالة الانغماس في مهمة ما، يفقد الشخص الشعور بالوقت.

صعوبة تحديد الأولويات: تتراكم المهام لأنه لا يعرف من أين تبدأ.

عمى الوقت من الأمور التي تؤثر في إنتاجية الفرد، وتعطل روتين حياته وتجعله يشعر بالفشل، بسبب تأخره الدائم عن إنجاز مهامه، ما يزيد رغبته في التسويف والاندفاع. لتغيير شعوره المتزايد بالإحباط والإرهاق.

يمكن إدارة تلك المشكلة ببعض الخطوات:

استخدام المنبهات، تقسيم المهام إلى خطوات أسهل وأصغر لتجنب المماطلة، كما يمكن عمل جداول زمنية تهدف إلى وضع علامات إنهاء كل جزء صغير، وضمن الأساليب التي أجدها فعالة جدًا هي "Promodoro timer".

ومع كل ما سبق، ولكن هل الانغماس في اللحظة شعور سيئ؟ أم يمكن أن يكون هو نفسه وسيلة الإنتاجية؟ وأيضًا هل واجهتم مشكلات سابقة مع ضياع الوقت؟